شبح التوتر يخيم مجدداً على الحدود الإيرانية الأفغانية ومطالب بالتعامل بقوة مع طالبان

رأى خبير إيراني في الشؤون الأفغانية أن الحل الوحيد لقضية الحدود بين إيران وأفغانستان هو إزالة الجدار بأكمله ونقله إلى نقطة الصفر الحدودية وليس التفاوض مع طالبان.

ميدل ايست نيوز: تصدرت قضية الحدود القانونية بين إيران وأفغانستان عناوين الصحف ووسائل الإعلام المحلية في الأيام الأخيرة. وبدأت القصة عندما أقامت إيران جداراً حدودياً في جزء من حدودها في منطقة زابل للحفاظ على أمن المنطقة والتعامل مع العبور غير القانوني. وما جعل هذه النقطة حساسة لدى البلدين، لا سيما المزارعين الإيرانيين، هو عدم تمركز الجدار هذا على نقطة الصفر الحدودية.

ولتفاصيل أكثر، أجرت صحيفة “فراز” الإلكترونية مقابلة مع بير محمد ملازهي، الخبير في الشؤون الأفغانية، والخبير في الشؤون الأفغانية محمد علي بهمني قاجار.

وأشار بير محمد ملازهي إلى تاريخ الحدود القانونية بين إيران وأفغانستان، وقال إن “الحدود الرسمية بين البلدين (إيران وأفغانستان) موقعة بين الطرفين على أساس معاهدة جولدسميث لعام 1872.

وبموجب هذه المعاهدة، فإن الحدود في نهر هلمند هي خط القعر أو خط تالوغ، بمعنى، إن أعمق نقطة في هذا النهر هي الحد الفاصل بين البلدين.

وأضاف هذا الخبير: إن الجدار المبني بين البلدين ليس جداراً حدودياً قانونياً وإنما أمنياً لمنع العبور والإتجار غير القانوني، إلا أنه شيّد عن غير قصد في مكان حصر فيه جزء من الأراضي الزراعية وراءه. حدث هذا الأمر قبل تولي طالبان الحكم، إلا أن هذه الجماعة تدعي اليوم أن الحدود من اليوم فصاعداً هي التي حددتها ورسمتها إيران مؤخراً.

وأكد ملازهي: لحل هذه المشكلة، يتوجب على أصحاب القرار إشراك وزارة الخارجية نظراً للطابع السياسي الذي يسيطر على هذه القضية. (…) لا يزال عقد معاهدة جولدسميث متاح للجميع، وبناء عليه، يجب أن تعقد وزارة الخارجية مفاوضات مع الجانب الأفغاني.

وأردف في ذات السياق: في الواقع، طالبان لا تعرف شيئاً عن هذا العقد كونهم تلقوا علومهم في مدارس دينية تجاهلت التاريخ بشكل تام، ما يعني أنهم لا يملكون أدنى فكرة عن ترسيم الحدود. فما الذي طرأ على الأحداث في المائة عام الماضية وأدى إلى التوقيع على هذه المعاهدة؟ سؤال لا تستطيع طالبان الإجابة عليه لفقرها بالمعلومات التاريخية، فجنودها الذين وضعتهم على الحدود هم في الغالب عناصر غير متعلمة ومن المستحيل شرح الأمر لهم بأي شكل من الأشكال.

وأشار الخبير في الشؤون الأفغانية إلى تاريخ منع جماعة طالبان المزارعين الإيرانيين من دخول أراضيهم خلف الأسوار، وقال: يواجه المزارعون العديد من المشاكل منذ بناء هذه  الجدران. (…) حتى في عهد أشرف غني، الرئيس السابق لأفغانستان، كانت هذه المشاكل حاضرة.

وذكر ملازهي: ليس المزارع وحده لا يستطيع العمل في أرضه في الوقت الحالي، فقد ادعت طالبان أن الحدود من اليوم فصاعداً هي التي حددتها ورسمتها إيران مؤخراً.

وقال: يخيم الطابع العسكري الأمني على هذا الجزء من البلاد. فقد قامت إيران ببناء الجدار لأغراض أمنية، إلا أنها لم تلتفت لوجود جزء من الأراضي الزراعية خلف الجدار، فكيف تحل هذه المشكلة؟ هل من الممكن حقًا توفير الأمن عبر هذ الإجراء؟ (…) يبدو أنه من المستحيل تحقيق الأمن بهذه الطريقة.

وأضاف: لا يسمح للمزارعين الإيرانيين الذين لديهم أراضٍ على الجانب الآخر من الجدار الأمني بالذهاب إليها. على سبيل المثال، منذ فترة، اتجه مزارعٌ برفقة جراره إلى أرضه خلف الجدار لحرثها، إلا أن عناصر طالبان استقبلوه بالضرب والشتم ومنعوه من الاقتراب. حيث تدعي هذه الجماعة أن الأراضي الواقعة خلف الجدار الحدودي مملوكة لأفغانستان.

ورأى هذا الخبير أن الجهات المعنية في إيران التي ارتكبت هذا الخطأ ببناء الجدار لمنع العبور والتردد غير القانوني، اعتقدت بأنها الطريقة الصحيحة، لكنها اليوم غير قادرة على جبران هذا الخطأ، لذا، يجب على وزارة الخارجية التدخل وحل هذه المشكلة عبر الحوار والتفاوض.

من جانبه، قال محمد علي بهمني قاجار في هذا الصدد: “تتواجد مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية الإيرانية خلف الجدار الأمني. (…) لا شك في أن هذه المنطقة جزء من إيران، وأن أفغانستان نفسها لا تطالب بهذه المنطقة. لدينا أراضٍ زراعية بالإضافة إلى ضريح الشهيد خلف الجدار الحدودي، وقد وُضِعَ بالخطأ خلف الجدار عندما رُسِمَ الجدار الحدودي.”

ورأى هذا الخبير أن الحل الوحيد لهذه المسألة هو إزالة الجدار بأكمله وليس التفاوض، مؤكداً أن إيران لا يجب أن تتفاوض مع أحد حول أرضها بل يجب عليها نقل الجدار إلى نقطة الصفر الحدودية.

وأضاف: نحن بحاجة إلى إقامة تحصينات عند نقطة الصفر الحدودية وليس إلى التفاوض مع الجانب الأفغاني. وفي حال واجهنا مشكلة أثناء ترميم الجدار وتعرضنا لمضايقات من قبل طالبان، فيجب التعامل معهم بالقوة.

إقرأ أكثر

تنقل إلى أفغانستان والعراق.. ارتفاع معدلات سرقة “الهواتف المحمولة” في إيران

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 − واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى