إخلاء مدارس في أصفهان.. الانخسافات الأرضية في إيران تصل إلى مستويات خطيرة

لسنواتٍ عديدة والخبراء في إيران يحذّرون من مخاطر هيمنة الانخسافات الأرضية على أجزاء مختلفة من البقاع الإيرانية.

ميدل ايست نيوز: لسنواتٍ عديدة والخبراء في إيران يحذّرون من مخاطر هيمنة الانخسافات الأرضية على أجزاء مختلفة من البقاع الإيرانية. “الانخسافات الأرضية قنبلة موقوتة”، “إيران في معرض الخسف” وغيرها من العناوين المماثلة تتصدر على الدوام الصحف ووسائل الإعلام المحلية، لكن هل حان الوقت لتدخل هذه الظاهرة مرحلة أكثر خطورة مع الأنباء الأخيرة التي تحدثت عن إخلاء عدد من المدارس في أصفهان بسبب تعرضها للانخساف الأرضي؟

وفيما حذر رئيس تحديث وتطوير المدارس في إيران، مرة أخرى من تداعيات الانخسافات الأرضية والمخاطر المحتملة التي قد تشكلها على المدارس، أعلن عن إخلاء بعض المدارس في أصفهان والتي تشتد فيها هذه الظاهرة بأضعاف مقارنةً بغيرها من محافظات البلاد.

وأوضح حميد رضا خان محمدي، في تصريح نقلته صحيفة آرمان امروز، أنه تم الإبلاغ عن حالات محدودة في طهران، وقال: إن عدد هذه الانخسافات أقل بكثير مما هو عليه في أصفهان.

وقال علي بيت اللهي، عضو اللجنة العلمية في مركز أبحاث الطرق وبناء المدن، في مقابلة مع صحيفة آرمان امروز، في إشارة إلى أن طهران وخراسان الرضوية وأصفهان هي في طليعة المحافظات المعرضة لمخاطر الانزلاقات الأرضية نظراً لعدد سكانها المرتفع: إن خراسان الرضوية تأتي في المرتبة التالية بعد أصفهان من حيث المناطق المعرضة لخطر الانخساف.

وأكد أن أصفهان بها أكبر عدد من المدن المعرضة لخطر هذه الظاهرة مقارنةً بالمحافظات الأخرى.

وأشار هذا الخبير إلى مستجدات الهبوط الأرضي في العاصمة طهران، وأوضح: إن اتساع رقعة المناطق المعرضة للانخسافات الأرضية مثير للحيرة للغاية، لدرجة كانت نسبة مساحة هذه المناطق إلى مساحة المحافظة بأكملها في طهران عالية جدًا.

وذكر بيت اللهي أن معظم حالات الانخساف الأرضي تحدث في جنوب هذه المحافظة (ويقصد طهران).

ولفت أيضاً إلى ارتفاع معدل الانخسافات في فارس ومشهد مقارنة بالمناطق الأخرى والأسباب التي تفاقم هذه الظاهرة، وقال: الاستخراج العشوائي من الآبار والمياه الجوفية، والاستخراج غير الصحيح والمفرط للنفط والغاز في منطقة واحدة، والتعدين والحفر في منطقة لا تتمتع بقابلية كافية وعدم التحكم السليم في المياه السطحية والأمطار هي أهم العوامل للهبوط الأرضي.

حميد رضا فلاح، وهو ممثل أهالي أصفهان في المجلس الأعلى للمحافظات الإيراني، أكد العام الماضي أن ظاهرة الانخسافات الأرضية في إيران تعادل بـ 90 ضعف متوسط الدول المتقدمة، مضيفاً أن الهبوط الأرضي تسبب في الكثير من الأضرار التي لحقت بمعالم أصفهان التاريخية، بما في ذلك جسر “سي وسه بل” و”ميدان نقش جهان” اللذين يعدا من كنوز إيران التاريخية.

يقول فلاح إن أحد العوامل الرئيسية لتفاقم الانخسافات الأرضية في محافظة أصفهان هو الانقطاع المستمر لتدفق المياه في نهر زاينده رود، والذي بدأ مطلع عام 2018.

وأكد محمد درويش هو الآخر، وهو خبير بيئة وباحث وعضو في هيئة التدريس في معهد أبحاث الغابات الإيرانية، أن أصفهان تشهد أكبر هبوط في البلاد ووصلت إلى وضع حرج، وقال: وفقًا لآخر تقرير صادر عن المنظمة الجيولوجية، وصل معدل الانخساف الأرضي في أصفهان إلى حد حرج، خاصة في سهل برخوار أو ما يسمى بسهل أصفهان، لدرجة أنه في حال استمر الوضع في هذا السهل على هذا النحو فمن المرجح أن تجف المياه الجوفية فيه بالكامل بحلول عام 2030.

وأكد هذا الخبير أن جفاف “زايند رود” له دور كبير في حدوث الانخسافات الأرضية في أصفهان: مما لا شك فيه أن جفاف هذا النهر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بظاهرة الهبوط الأرضي. (…) أصبح زاينده رود، والذي كان سابقاً يستمد مياهه من مصادر مائية مختلفة، أصبح اليوم مصدراً لري وتزويد أصفهان وأراضيها الزراعية بالمياه، الأمر الذي أدى إلى جفاف طبقات المياه الجوفية وتعرض أجزاء عديدة من أصفهان بشكل كبير إلى الانخسافات الأرضية.

وفي إيران، يتم استخراج مياه جوفية من الآبار سنويا بمقدار “سد أمير كبير في كرج”، ويُخشى خلال السنوات الخمس المقبلة ألا يتبقى أي ماء في طبقات المياه الجوفية يمكن استخراجها.

وفي وقت سابق، قال رئيس منظمة إدارة الأزمات في إيران، إن الانخسافات الأرضية تهدد قرابة 125 ألف كيلومتر مربع، أي ما يقرب من 8-9٪ من مساحة البلاد.

وبلغ عدد المدن المهددة بالانخساف في إيران 280 مدينة والقرى 9200. حيث تعد عمليات تنشيط التغورات الأرضية العامل الرئيسي لهذه الكارثة، ومن بعدها جفاف طبقات المياه الجوفية.”

إقرأ أكثر

6 آلاف معلم تاريخي في خطر… محافظة أصفهان الإيرانية تعاني من “الموت الصامت للأرض”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى