مبعوث الرئيس الإيراني في أفغانستان يكشف نتائج زيارة خبراء إيرانيين لمصب نهر هلمند

أكد مبعوث الرئيس الإيراني الخاص إلى أفغانستان زيارة فريق فني إيراني لتفقد محطة قياس المياه في دهراود بأفغانستان.

ميدل ايست نيوز: أكد مبعوث الرئيس الإيراني الخاص إلى أفغانستان زيارة فريق فني إيراني لتفقد محطة قياس المياه في دهراود بأفغانستان.

وقال الخبراء الإيرانيون، إن منسوب المياه في نهر دهراود في شهر أغسطس كانت أقل من الكمية الشهرية للسنة المائية العادية، وطالبوا الجانب الأفغاني بالسعي للإفراج عن حقوق إيران من نهر هلمند (هيرمند) “بشكل صحيح وعادل”.

وفي غضون ذلك، قال وزير الطاقة الإيراني، علي أكبر محرابيان، في إشارة إلى ملف حقوق إيران من نهر هلمند: زار زملاؤنا مؤخراً محطة دهراود واتضح أن أفغانستان تعاني أيضاً من ندرة المياه، ولكن نظراً لمنسوب هطول الأمطار هذا العام، فإننا نملك حصة من موارد هلمند المائية ونجري التفاوضات اللازمة للحصول عليها.

وأضاف أنه فيما يتعلق بتوفير مياه الشرب في منطقة سيستان “عبر مياه هلمند أو بدونها”، فقد تم وضع العديد من مشاريع الإمداد بالمياه على جدول أعمال الحكومة.

وكتب مبعوث الرئيس الإيراني الخاص إلى أفغانستان، حسن كاظمي قمي على منصة إكس: إن التزام الطرف الأفغاني بتنفيذ جزء من بنود الاتفاقية الموقعة في 1973، (حول تقسيم مياه نهر هلمند الحدودي مع ايران)، والذي أدى إلى توجّه فريق من الخبراء الإيرانيين لتفقد محطة قياس المياه في دهراود، باعتبارها معياراً طبيعيا لقياس منسوب مياه النهر، شكّل بادرة على بدء التعامل البناء في سياق تعزيز الثقة وحسن الجوار.

وأكد هذا المسؤول أنه “طبقاً للخبراء الإيرانيين الذين رصدوا وقاسوا تدفق المياه في محطة قياس المياه في دهراود، فإن (كمية المياه المتدفقة في أغسطس 2023) أقل من الكمية الشهرية للسنة المائية العادية”.

وأضاف مبعوث رئيسي أنه “من المتوقع مع استمرار إرسال معلومات شهرية منتظمة ومؤشرات مقياس منسوب المياه لهذه المحطة وتحديد دقيق لكمية عجز المياه في كل عام، سيتم احتساب حقوق إيران من نهر هلمند بشكل صحيح وعادل لكي يتمم تسليمه إلى الجانب الإيراني بموجب الفقرة (ب) من المادة 3 من معاهدة 1973.

وتقع محطة قياس المياه دهراود فوق مجرى سد كجكي، حيث تقوم باحتساب منسوب المياه التي تدخل عبر نهر هلمند. يوضح هذا الحساب ما إذا منسوب المياه خلال السنة المائية عالياً أو منخفضاً.

ومنذ أيام، قال حسين أمير عبداللهيان إن الفريق الفني الإيراني تمكن من زيارة الممر المائي في سد كجكي “لأول مرة” بناءً على اتفاقية عام 1972، وتنتظر وزارة الخارجية تقرير الفريق.

وأكدت وزارة خارجية طالبان، الأسبوع الماضي، زيارة الوفد الفني الإيراني إلى محطة مياه دهراود في ولاية أرزجان، وقالت إن الفريق الإيراني وجد أن نقص المياه في أفغانستان أدى إلى خلق “حالة مروعة”.

وأكدت طالبان أنها “ملتزمة قولاً وفعلاً” بإيصال المياه “لأبناء شعبها وسكان سيستان بإيران”، في حال تحسنت الظروف وارتفع منسوب مياه الأمطار.

وفي وقت سابق، وجّه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تحذيراً شديد اللهجة لحكومة «طالبان»، بشأن مطالب بلاده المتعلقة بحق المياه في نهر هيرمند، مطالباً حكام أفغانستان بأخذ تحذيره «على محمل الجِد وألا يعتبروه كلاماً عادياً».

وقال رئيسي إنه يجب على «حكام أفغانستان السماح للخبراء الإيرانيين بزيارة السد والتحقق من الوضع»، معتبراً أنه في حال تأكد ذلك، «لن يكون لإيران أي تعليق». وبعد ساعات من التحذيرات، جاء رد «طالبان» على لسان المتحدث باسم حكومتها ذبيح الله مجاهد، الذي طالب المسؤولين الإيرانيين بمراجعة معلوماتهم عن الوضع الاقتصادي.

وقال مجاهد، في بيان على «توتير»: «على السلطات الإيرانية أولاً تحرِّي معلوماتهم عن مياه هيرمند، ثم التعبير عن مطالبهم بألفاظ مناسبة»، محذراً من الإضرار بالمناخ السياسي بين البلدين. وقال: «ما لم تتم دراسة الحقائق بشكل صحيح، فمِن شأن الأداء بمثل هذه التصريحات الإضرار بالمناخ السياسي بين البلدين الإسلاميين، وهو أمر لا يصبُّ في مصلحة أي طرف، ولا ينبغي تكراره».

كما قال وكيل وزارة الطاقة والمياه في حكومة «طالبان»، عبد اللطيف منصور إن أفغانستان «ملتزمة بالمعاهدة المبرمة بخصوص حق إيران في مياه نهر هيرمند، لكن الجفاف والتغيير المناخي أثّرا على المياه بشكل عام». وأضاف أنه «على جميع الجهات أن تكفَّ عن التصريحات المثيرة، بل يجب حل المشكلات عن طريق التفاهم والحوار».

ورداً على تصريحات الرئيس الإيراني، قال منصور: «إن كانت القضية قضية محاسبة، فحينها يجب محاسبة مليارات الأمتار المكعبة من المياه الزائدة التي ذهبت إلى إيران منذ العقود الأربعة الماضية»، وفق ما أورد حساب «طالبان» على «تويتر».

لكن «الخارجية» الإيرانية رفضت بيان ذبيح الله مجاهد، وقالت، في بيان، إن «بيان الهيئة الحاكمة في أفغانستان يتضمن قضايا متناقضة وغير صحيحة، وترفضها جمهورية إيران الإسلامية بشدة». وتابعت: «حددت اتفاقية عام 1973، بوضوح ودون أي غموض، مطالب الجانب الإيراني بنهر هيرمند (التسمية الإيرانية لنهر هلمند)».

وأضاف البيان الإيراني: «عملياً، لم ينفّذوا الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاقية، ولم يقدموا التعاون اللازم في إطلاق حق إيران من المياه، ولم تتسلّم إيران حقَّها القانوني من المياه». وتابع: «ما لم يُسمح لخبراء إيران بزيارة مجرى ومنبع نهر هيرمند، وفقاً للاتفاقية، لا يقبل أي تعليق بشأن انخفاض مياه النهر».

ووقعت إيران وأفغانستان مذكرة تفاهم لتخصيص 26 متراً مكعباً في الثانية من المياه من نهر هيرمند إلى إيران منذ معاهدة 1972 ولا تزال هذه الاتفاقية سارية.

ووفقًا لهذه المعاهدة، تبلغ حصة إيران 26 مترًا مكعبًا في الثانية وتم تحديد السنة المائية العادية في هيرماند حوالي 6.5 مليار متر مكعب وتبلغ حصة ايران من مياه نهر هيرماند 820 مليون متر مكعب سنويًا.

إقرأ أكثر

تباين في التصريحات الإيرانية بشأن زيارة وفد إيراني نهر هلمند

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 − اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى