إيران تعرب عن استعدادها لتصدير الغاز إلى باكستان “بأقل الأسعار”

قال السفير الإيراني الجديد في إسلام آباد إن إيران قادرة على توفير الكهرباء والغاز والنفط بأسعار رخيصة لباكستان.

ميدل ايست نيوز: قال السفير الإيراني الجديد في إسلام آباد إن إيران قادرة على توفير الكهرباء والغاز والنفط بأسعار رخيصة لباكستان.

وقال رضا أميري مقدم، الذي تم تعيينه سفيرًا جديدًا لإيران في إسلام آباد في يونيو من هذا العام: نظراً للعجز الذي تواجهه باكستان في الكهرباء والغاز، فإن إيران قادرة على حل مشكلة موارد الطاقة في باكستان من خلال توفير الكهرباء والغاز “بأقل الأسعار”.

وخلال تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام محلية في إسلام آباد، أكد السفير أن “العقوبات الأمريكية لن تعترض مسار  استكمال خط أنابيب الغاز وشراء باكستان للغاز الإيراني”.

وتأتي هذه التصريحات في وضع تواجه فيه إيران نفسها نقصًا حادًا في الكهرباء خلال فصل الصيف ونقصًا في الغاز في الشتاء. ومع ذلك، قامت حكومة إبراهيم رئيسي بزيادة صادرات الكهرباء والغاز.

وبحسب الإحصائيات الشهرية لوزارة الطاقة الإيرانية المنشورة على مواقعها الرسمي، فإن صادرات إيران من الكهرباء في الأشهر الأربعة الأولى من عام 1402 الإيراني (بدأ في 20 مارس 2023) بلغت نحو 1.9 تيراواط/ساعة، أي ما يزيد بنسبة 92% عن نفس الفترة من العام الماضي.

وفي غضون ذلك، ذكرت الإحصاءات أن ثلث إجمالي صادرات إيران من الكهرباء تم تسجيلها خلال الفترة المذكورة (الأربعة أشهر) في يوليو. وتعد العراق وباكستان وأفغانستان الزبائن الثلاثة الرئيسيين للكهرباء الإيرانية.

وكانت وزارة المالية الباكستانية قد أعلنت في 8 أغسطس الجاري، عن توقيع عقد جديد لزيادة واردات الكهرباء من إيران.

وتشير إحصائيات شركة “بريتيش بتروليوم” إلى أن حكومة رئيسي خفضت العام الماضي توريد الغاز للأسواق المحلية بنسبة ثلاثة بالمئة، ووصلت صادراتها من الغاز إلى رقم قياسي تاريخي بلغ 18 مليار و900 مليون متر مكعب؛ وفي الوقت نفسه، ذهبت نصف صادرات الغاز الإيراني إلى العراق، والنصف الآخر إلى تركيا وأرمينيا.

وإلى جانب زيادة صادرات الغاز، تشير تقارير مختلفة إلى أن إيران تحرق “زيت الوقود الثقيل” في محطات توليد الطاقة والمصانع لتعويض العجز المحلي في الغاز. فيما يعد هذا الوقود من أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا ويسبب تلوثًا شديدًا للهواء.

وتظهر إحصائيات شركة بريتيش بتروليوم أن نمو استهلاك المنتجات النفطية الإيرانية، بما في ذلك المازوت، وصل إلى مستوى قياسي تاريخي يزيد على 10% العام الماضي.

وقال أميري مقدم أيضًا، بخصوص رفض باكستان بناء خط أنابيب غاز لاستقبال الغاز الإيراني بناءً على عقد 2009، إن طهران تبحث عن “حل” حتى لا تعترض العقوبات الأمريكية باكستان في حال أرادت الحصول على الغاز الإيراني، غير أنه لم يتطرق إلى تفاصيل أكثر.

ومنذ أيام، علقت باكستان مشروع خط أنابيب غاز مع إيران تبلغ تكلفته عدة مليارات من الدولارات، تحت ضغط من الولايات المتحدة الأميركية، وفقا لتقارير إعلامية باكستانية، وذلك على الرغم من إجراء مسؤولين إيرانيين كبار مباحثات في إسلام أباد على مدار الأيام الأخيرة للتأكيد على أهمية المشروع والمضي قدما في تنفيذه.

ويأتي إيقاف المشروع أيضا في وقت تكافح فيه باكستان لترتيب اقتصادها، الذي يعاني من ضائقة مالية بمساعدة صندوق النقد الدولي، الذي وافق قبل أسابيع على قرض بقيمة 3 مليارات دولار.

وفي الأسبوع الماضي، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال زيارته التي استمرت ثلاثة أيام لباكستان، على ضرورة استكمال المشروع، قائلا إنه سيخدم بالتأكيد المصالح الوطنية للبلدين.

كما أكد سفير إيران لدى إسلام أباد رضا أميري مقدم، خلال لقائه أعضاء غرفة تجارة وصناعة العاصمة الباكستانية في يوليو/تموز الماضي، على ضرورة استكمال خط أنابيب الغاز بين البلدين.

كانت طهران تقول إنها أكملت الجزء الخاص بها من الأنبوب البالغ طوله 1150 كيلومترا. لكن وزير الدولة للبترول الباكستاني، قال في بيانه إن “حكومة باكستان لم تتمكن من البدء في بناء خط الأنابيب بسبب العقوبات الأميركية على إيران.

وأضاف أن حكومة باكستان منخرطة مع السلطات الأميركية، من خلال القنوات الدبلوماسية لإعفاء المشروع من العقوبات وإنشائه في أقرب وقت ممكن.

وتابع أن إسلام أباد طلبت كذلك من واشنطن في وقت سابق هذا العام مخرجاً للمساعدة في التغلب على نقص الطاقة، لكنها لم تتلق أي رد بعد. وكان خط الغاز يهدف إلى إمداد باكستان بـ 750 مليون قدم مكعبة يومياً.

ولفت إلى أن إمدادات الغاز المحلية في باكستان آخذة في النضوب بسرعة، في حين أن الطلب يتزايد كل عام، مما يؤدي إلى توسيع فجوة العرض والطلب.

وفي عام 2015، وبعد تأخر باكستان في تنفيذ الأعمال، تقدمت إيران بطلب تعويضات بمبلغ 18 مليار دولار إلى المحكمة الدولية، ولكن في عام 2019، تقرر إعطاء فرصة أخرى لإسلام أباد لإكمال خط الأنبوب الخاص بها حتى نهاية مارس/ آذار 2024، وفق وكالة أنباء فارس الإيرانية.

مسؤول إيراني: انسحاب باكستان من مشروع أنابيب الغاز مع إيران قرار سياسي تحت ضغط واشنطن

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − 9 =

زر الذهاب إلى الأعلى