مسؤول إيراني يحذر من سيناريو مفجع للموارد المائية بعد استهلاك الاحتياطيات

وأكد رئيس مجلس إدارة اتحاد صناعة المياه أن إيران ستفقد قرابة 1.3 مليون وظيفة في عام 2056، وستكون إمدادات مياه الشرب لـ 18.5 مليون نسمة معرضة للخطر.

ميدل ايست نيوز: قال رئيس مجلس إدارة اتحاد صناعة المياه في إيران إن البلاد تستخدم حالياً 94% من احتياطيات الموارد المائية، مضيفاً أنه بناء على إحصائيات المراكز البحثية فإننا نستخدم أكثر من 100% من المياه المتجددة، ونأخذ الفارق من الاحتياطيات غير المتجددة.

وتحدث رضا حاجي كريم، في مقابلة مع وكالة إيلنا العمالية، عن انتهاء برنامج موازنة المياه الجوفية نظراً للمياه المسحوبة من الآبار: بحسب الإحصائيات الرسمية لوزارة الطاقة، يبلغ احتياطي البلاد من الطاقة المتجددة 103 مليار متر مكعب سنوياً، غير أن مراكز البحوث في البلاد أكدت أن هذا الرقم لا يتجاوز الـ 89 مليار متر مكعب سنوياً، ما يعني أن استهلاك المياه بحسب وزارة الطاقة يستنزف نحو 94% من الاحتياطيات، أما طبق إحصاءات مراكز البحوث فإننا نستهلك أكثر من 100% من المياه المتجددة، ونأخذ الفارق أيضاً من الاحتياطيات غير المتجددة.

وأضاف هذا المسؤول: استخرجنا حالياً نحو ثلث الاحتياطيات غير المتجددة والتي تقدر بـ 400 مليار متر مكعب أي 140 مليار متر مكعب، وبحسب التقرير الأخير لأكاديمية العلوم فإننا نستخدم 16 مليار متر مكعب من هذه الاحتياطيات، والتي يتطلب ملايين السنين لتجديدها.

وبنظرة بسيطة إلى هذه الأرقام وحالة الموارد المائية، سيتضح أن إيران لم تتجاوز حاجز الإجهاد المائي فحسب، بل وصلت إلى مرحلة بعيدة كل البعد عن المعايير والمرجعيات العالمية، على حد وصف هذا المسؤول.

يقول حاجي كريم: بناء على مؤشر الإجهاد المائي ومؤشر WTA وفالكوما، فإن إيران في حالة سيئة للغاية من حيث الموارد المائية. وإذا أضفنا إلى هذا الموضوع أزمة المستنقعات والقدرة المحدودة لتحلية المياه في السواحل الجنوبية؛ فأننا بحاجة إلى مراجعة كبيرة في سياسات ونظام الاستهلاك والتخصيص، فعندما يصبح الوضع لما هو عليه، فمن الطبيعي أن تكون الإجراءات المؤقتة مثل حفر الآبار في طهران وموازنة القطاع غير كافية.

وأكد رئيس مجلس إدارة اتحاد صناعة المياه أن ما وصلت إليه إيران اليوم في مدى نجاحها في تحقيق التوازن المائي، يعني أنها ستفقد قرابة 1.3 مليون وظيفة في عام 2056، وستكون إمدادات مياه الشرب لـ 18.5 مليون نسمة معرضة للخطر.

وأضاف في هذا الصدد: لو نظرنا على الجانب الآخر من الحدث لبات لنا الأمر المفجع فيها، فالتصور العام للأوساط الإيرانية هو أن أحد الخيارات لحل مشكلة تحلية المياه هو تحلية المياه في السواحل الجنوبية، ولكن الحقيقة هي أن استخدام هذه السعة وإدخال جميع المشاريع قيد التطوير والتصميم والإنشاء حيز التنفيذ، فإنها ستجلب لنا “مليار متر مكعب” فقط سنوياً، حيث تصل قيمة تحلية المتر المكعب من هذه المياه ليورو واحد، وهو رقم لا يمكن لبلادنا تغطيته.

ولفت حاجي كريم إلى أن المياه الناتجة عن تحلية المياه لا يمكن إلا أن تروي عطش الناس، فهي ليست من المياه التي يمكن استخدامها للزراعة أو خلق فرص العمل أو النظر إليها كمصدر مستدام.

 

إقرأ أكثر

عصب الحياة في خطر… 269 مدينة في إيران تعاني من شح المياه

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنا عشر − 8 =

زر الذهاب إلى الأعلى