إيران: “التشميع” يضرب أطنابه في المراكز السياحية وتحذيرات من انهيار صناعة السياحة

كشف نائب وزير المتابعة والتقييم للخدمات السياحية الإيرانية عن تشميع ما لا يقل عن 77 فندقاً ومركزاً سياحياً ونُزل للسياحة البيئية في عدة محافظات إيرانية.

ميدل ايست نيوز: مع استمرار موجة تشميع المحال والمراكز التجارية في إيران بتهمة عدم الالتزام بالحجاب، كشف نائب وزير المتابعة والتقييم للخدمات السياحية الإيرانية عن إغلاق ما لا يقل عن 77 فندقاً ومركزاً سياحياً ومساكن للسياحة البيئية، قائلاً إن المحافظات الأربع، أصفهان وطهران ولورستان وغلستان، تأتي في طليعة المراكز السياحية المشمعة، فيما تعد 52% من المنشآت السياحية المغلقة “مساكن للسياحة البيئية”.

وفي تقرير عن أبعاد تشميع المراكز التجارية والسياحية، كتبت صحيفة الاعتماد أنه خلال الأشهر الماضية، شمعت السلطات الحكومية ما لا يقل عن 77 مركزاً سياحياً، من بينها فنادق ونزل سياحية بيئية ومطاعم شعبية واستراحات بين الجادات على خلفية عدم الالتزام بالقوانين الإسلامية والحجاب.

وقال إسماعيل برات، نائب وزير المتابعة والتقييم للخدمات السياحية الإيرانية، في تصريح لهذه الصحيفة، إن فرص عمل ما لا يقل عن 753 شخص في هذه المراكز السياحية تضررت بشكل مباشر إثر عمليات التشميع.

ووفقاً لإحصائيات هذا المسؤول، من بين المحافظات الإيرانية، استحوذت أصفهان على الحصة الأكبر من المراكز السياحية المشمعة، حيث يقع 27.5% من إجمالي تلك المنشآت في هذه المحافظة. كما بلغت نسبة التشميع في طهران نحو 9%، ولورستان وغلستان بنسبة 7%، وكرمان بنسبة 6%.

وأشارت اعتماد في تقريرها إلى التبعات الاقتصادية والخسائر المالية لما أسمته بـ “المواجهة القسرية” لمن “لا يراعون الحجاب” في المراكز السياحية في عموم إيران، مؤكدةً أن تشميع هذه المنشآت سيلقي نتائج مفجعة للغاية على قطاع السياحة في البلاد مع مرور الوقت.

ودقت صحيفة اعتماد ناقوس الخطر جراء استمرار المواجهات القسرية وما تخلفه من أبعاد واسعة مع تكثيف عمليات تشميع المراكز التجارية والسياحية على المدى الطويل في البلاد، مشيرةً إلى أن السلطات الحكومية لا تزال تستخدم “التشميع” كأداة لخلق فجوة بين أصحاب المنشآت السياحية والسياح.

ولفتت الصحيفة الإيرانية إلى أن عمليات التشميع المتتالية للمراكز المعتبرة أدت إلى “ازدهار المراكز الخدمية ونزل الإقامة غير المرخصة”، إذ لم يعد يرغب المسافرون والسياح في الاستفادة من “المراكز المرخصة” كونها تقيد زبائنها بالالتزام بالحجاب، بل يتجهون إلى المنشآت والأماكن التي تغيب عنها الرقابة الحكومية.

وذكر مديرو العديد من المنتجعات السياحية في إيران “أنهم تعرضوا لأضرار جسيمة مالية جراء تشميع نزل ومساكن الإقامة السياحية”. يقول مدير أحد المنتجعات: داهمت الشرطة منتجعنا أثناء تواجد عدد من السياح في غرفهم، الأمر الذي تسبب في حالة خوف وتوتر لدى المسافرين ومدراء المنتجع.

تضيف اعتماد في تقريرها: العديد من الأشخاص الذين عادوا إلى مسقط رأسهم من المدن الكبرى وحتى من بلدان أخرى على أمل تحسين أوضاعهم وخلق فرص عمل، وبدأوا في إنشاء نزل ومنتجعات سياحية، يعبرون اليوم عن ندمهم لاتخاذ هذه الخطوة ورأوا أن “الأمل في تحسن القطاع السياحي في البلاد كان خاطئاً”.

ووصف عزة الله ضرغامي، وزير التراث الثقافي والحرف اليدوية والسياحة في إيران، إغلاق نزل الإقامة السياحية بأنه “ضربة قاسمة لصناعة السياحة في البلاد”، غير أن الوزارة هذه التابعة له في المقابل، منعت دخول وتردد غير المحجبات في المتاحف والمراكز التي تتلقى خدمات من هذه الوزارة.

على صعيد متصل، ألزم برهام جانفشان عراقي، مدير عام التراث الثقافي لمحافظة طهران، في أغسطس المنصرم، خلال تعميم، ألزم المراكز التابعة لهذه الجهة بإجراء مشروع قانون العفاف والحجاب والتعامل بشكل صارم مع جريمة عدم مراعاة الحجاب.

تقول اعتماد في هذا الصدد، إن “السلطة القضائية في البلاد ألزمت مدراء نزل الإقامة السياحية برفض قبول السيدات اللاتي لا يلتزمن بالضوابط المعلنة فيما يتعلق بالحجاب”.

كريم بيجي، رئيس الجمعية المهنية لأصحاب الفنادق في أصفهان، أبدى انزعاجه من عمليات تشميع نزل الإقامة والمنتجعات السياحية في إيران، قائلاً: “لا يمكننا معاملة الضيف بطريقة غير لائقة. أساس عملنا هو التحلي بحسن الضيافة وليس قلة الضيافة.”

ووجّه عدد من مدراء الفنادق ونزل الإقامة رسالة مفتوحة إلى وزير إلى وزير التراث الثقافي والسياحة احتجاجًا على إغلاق المراكز السياحية، وقالوا: بما أن حجاب المرأة اليوم يشهد منعطفاً جديداً في شتى المجالات الاجتماعية، لم تعد تجدي الإجراءات الصارمة نفعاً كالسابق، وهذا ما تقوم به صناعة الضيافة حالياً، فهي لم تعد تقبل تطبيق تلك الإجراءات في مراكزها.

إقرأ أكثر

إيران.. إغلاق عشرات الوحدات التجارية بسبب الحجاب، ماذا عن البطالة؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر − ثمانية =

زر الذهاب إلى الأعلى