من الصحافة الإيرانية: تصدير الغاز الإيراني إلى باكستان؛ خطأ استراتيجي أم مشروع مربح؟

قال خبير في شؤون الطاقة إن روسيا سعت بكل ما أوتيت من قوة على منع منافس كبير مثل إيران من تصدير الغاز إلى أوروبا عبر تنفيذ خطط استراتيجية في دول الاتحاد الأوروبي.

ميدل ايست نيوز: قال خبير في شؤون الطاقة إن روسيا سعت بكل ما أوتيت من قوة على منع منافس كبير مثل إيران من تصدير الغاز إلى أوروبا عبر تنفيذ خطط استراتيجية في دول الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن هذا الأمر أعقبه فرض عقوبات على طهران أدت إلى إيقاف مشروع خط الأنابيب بالكامل بين إيران وباكستان.

وتحدث محمود خاقاني، في مقابلة مع وكالة إيلنا العمالية، حول تصدير الغاز إلى باكستان وإمكانية التعاون السعودي للاستثمار في بناء خط أنابيب في هذا البلد: بدايةً، ينبغي القول إن تنفيذ مشروع تصدير الغاز إلى باكستان كان خطأً استراتيجياً فرضته روسيا على إيران في وقت ما ضمن سياسة الطاقة الكلية.

وذكر هذا الخبير أن “روسيا سعت قدر الإمكان إلى منع منافس كبير مثل إيران من تصدير الغاز إلى أوروبا عبر تنفيذ خطط استراتيجية في دول الاتحاد الأوروبي”، مؤكداً أن “هذا الأمر أعقبه فرض عقوبات على طهران أدت إلى إيقاف مشروع خط الأنابيب بالكامل بين إيران وباكستان، علماً أن خطة العمل الشاملة المشتركة كانت قادرة على إعادة هذا البرنامج إلى جدول الأعمال، إلا أنه على أي حال لم يكن مشروعاً تصديراً ذو قيمة بالنسبة لإيران”.

وأكمل: أصرت روسيا والصين على إجراء هذا المشروع لتصدير 30 مليون متر مكعب من الغاز الإيراني إلى باكستان، غير أن القرائن التاريخية تثبت أن كل دولة ومن أجل توفير احتياجاتها من الطاقة، يتوجب عليها إما الاستثمار في الإنتاج أو في بناء خطوط الأنابيب. أي نفس ما قامت به الحكومات التاسعة والعاشرة في إيران عندما قامت بإنفاق ما يقرب من 1.5 مليار دولار من أموال البلاد والتي كان من المفترض أن تنفقها الهند وباكستان للاستثمار في خط الأنابيب إلا أنهما لم يفعلا، ما يعني أن أولئك الذين شاركوا في صنع السياسات والموافقة على سياسات اقتصاد الطاقة في البلاد لم يفكروا في المصالح الوطنية.

وقال الخبير الإيراني: قمنا ببناء خط أنابيب لتصدير غاز إلى باكستان لا ننتجه نحن في الأصل، لتقوم الأخيرة باتخاذ الضغوط الغربية كذريعة لعدم تنفيذه من جانبها، لكن الحقيقة تكمن في الأقلية الحاكمة في باكستان، والتي يسيطر أنصارها على جيش البلاد ويهيمنون على القطاع الأمني.

وأضاف في ذات السياق: على سبيل المثال، قامت الشريحة الحاكمة بسجن رئيس الوزراء السابق عمران خان، الذي كان يميل نحو روسيا والشرق، ولصمته أمام الأحداث الجارية في أوكرانيا. وبناء على ذلك، فإن النظام الأمني ​​والعسكري التابع للغرب والمدعوم من القوات العسكرية هو الرأس الحاكم في باكستان.

وأكد الخبير في شؤون الطاقة أن الصين تتطلع على غرار روسيا، إلى بناء خط أنابيب للغاز من إيران إلى باكستان حتى تتمكن بكين من الانتفاع من الاستثمار الضخم الذي قامت به في إنتاج الغاز في تركمانستان وتشغيل خط أنابيب تابي، الذي تم بناؤه برعاية وموافقة الولايات المتحدة وجماعة طالبان.

وتابع قائلاً: وقعت الصين مؤخراً اتفاقية مدتها 25 عاماً مع طالبان للتعاون الاقتصادي، لتوظف الأخيرة أيضاً مستشارين اقتصاديين غربيين للقيام بمهام هذه الاتفاقية. كذلك، استثمرت الصين 25 مليار دولار في صناعة البتروكيماويات الباكستانية، وأعدت ميناء تشابهار المنافس في هذا البلد، لذا أصبح من المفيد للغاية بالنسبة لروسيا والصين ألا يتجه الغاز الإيراني إلى أوروبا، بل يدخل باكستان ويزود صناعة البتروكيماويات بالطاقة اللازمة.

وأشار خاقاني إلى إمكانية الاستثمار السعودي في باكستان لتشغيل خط أنابيب الغاز، موضحاً: في البداية نحن بحاجة إلى معرفة ما إذا كان من المربح لروسيا الاستثمار في حقلي آرش/الدرة وفرزاد أو الدخول إلى خط الأنابيب الباكستاني، فالحقيقة هي أن السعودية تربطها صداقة جيدة مع الصين وهي طرف شريك مع روسيا في أوبك بلس، ناهيك عن أنها تتبع السياسات الغربية والشرقية، ومن ناحية أخرى، فإن باكستان غير مستقرة من حيث الحكم.

وذكر الخبير الإيراني أن الصين تنافس الغرب الآن من خلال حضورها في أفغانستان، وتركمانستان، وباكستان، ومنطقة الخليج، والسعودية، وإيران. وفي الوقت نفسه، تعتمد باكستان على المساعدات الخارجية، وخاصة السعودية منها، بعد المشاكل البيئية التي ارتفعت وتيرتها مؤخراً، لذا علينا أن نفكر ملياً فيما إذا كانت لباكستان نوايا في بناء خط الأنابيب هذا أم لا، وفي حال تلقت الغاز هل ستقوم بتسديد ثمن الغاز إلى إيران؟ وهل الأموال التي ستدفعها ستكون مربحة لإيران، لا سيما مع ارتفاع نفقات إنتاج الغاز في مصافيها؟

إقرأ أكثر

مسؤول إيراني: انسحاب باكستان من مشروع أنابيب الغاز مع إيران قرار سياسي تحت ضغط واشنطن

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة + 16 =

زر الذهاب إلى الأعلى