إيران.. إخلاء 40 قرية بسبب الجفاف وارتفاع الهجرة إلى المناطق الشمالية

أنهكت موجات الجفاف في بعض المناطق في إيران كاهل الناس، مما دفعهم إلى الهجرة القسرية والتوجه للاستقرار في محافظات أخرى.

ميدل ايست نيوز: أنهكت موجات الجفاف في بعض المناطق في إيران كاهل الناس، مما دفعهم إلى الهجرة القسرية والتوجه للاستقرار في محافظات أخرى.

ووفق تقرير لموقع ايسكا نيوز، أدى التغير المناخي وموجات الجفاف وسوء الإدارة للموارد المائية إلى خضوع سكان بعض المناطق في إيران لأمر الواقع بشأن ترك قراهم والتوجه إلى محافظات أخرى.

تتجلى هذه الظاهرة بشكل أكثر وضوحاً في سيستان وبلوشستان، فمع ازدياد وتيرة العواصف الرملية المتعاقبة والجفاف وندرة المياه، خطط عددٌ كبير من أهالي هذه المحافظة لمغادرتها.

وفي هذا الصدد، يقول رضا أفلاطوني، وهو مسؤول الشؤون القانونية في منظمة الغابات والمراعي الإيرانية، بخصوص إحصائيات الهجرة إلى مازندران (شمال إيران): هاجر حوالي 800 ألف شخص إلى مازندران في العامين الماضيين، وإذا استمر هذا الأمر، فسنشهد هجرات واسعة النطاق من فارس وسيستان وبلوشستان، المحافظات الأكثر تضرراً من الانخسافات الأرضية.

بدوره، أشار الناشط البيئي محمد درويش، في مقابلة مع ايسكا نيوز، إلى التوترات المائية في البلاد، وقال: تسببت موجات الجفاف في تكثيف الهجرات المناخية في جميع أنحاء العالم. ففي إيران تم إخلاء أكثر من 40 قرية من السكان بسب الجفاف ونقص الموارد المائية خلال العقود القليلة الماضية.

وأضاف: بقدر ما يمكننا استخدام العلم اليوم لتحسين الزراعة مثلاً والحد من النفايات وتطوير فرص العمل الصديقة للبيئة، فمن الطبيعي أن ينخفض مقدار الضغط على مصادر المياه في العالم وتزداد قدرة الشعوب على التأقلم.

وتابع: تقع إيران على خط عرض 25 إلى 40 درجة في نصف الكرة الشمالي. ويسمى خط العرض هذا بالحزام الأرضي الجاف للعالم، وذلك لأن أهم وأشهر الصحاري في كوكب الأرض تقع في خط العرض هذا.

وقال: يبلغ متوسط ​​هطول الأمطار ما لا يقل عن ثلث إلى ربع المتوسط ​​العالمي، ويزيد التبخر على الأقل مرتين إلى ثلاث مرات عن المتوسط ​​العالمي.

وأكد الناشط البيئي أنه من غير الصحيح التخطيط لريادة الأعمال وهدر الأموال بالاعتماد على مياه وتربة هذه المناطق، لأن المنافع في هذه البقاع من العالم نادرة وضئيلة للغاية، موضحاً: من الأخطاء التي وقعت بها إيران أنها اتجهت إلى الزراعة وتطوير وإنشاء الصناعات المستهلِكة للمياه ولموارد الطاقة، لتضاعف من الأزمات عوضاً عن تفاديها.

ضرورة الحد من استهلاك الوقود الأحفوري

ويرى أُحد وظيفة، رئيس مركز التغير المناخي والجفاف التابع لمنظمة الأرصاد الجوية، أنه من أجل الحد من آثار الاحتباس الحراري والجفاف، “يجب علينا تقليل استهلاك الوقود الأحفوري”.

وأشار وظيفة إلى أهمية رعاية حقوق البيئة فيما يتعلق بتشييد السدود، وأوضح: صحيح أن السدود تساهم في إدارة الموارد المائية بشكل جيد، لكن يجب ألا يتجاوز عددها الطاقة الاستيعابية للطبيعة، إذ أن إغلاق أي نهر سيؤدي إلى الإضرار بمناطق المصب. (…) ينبغي أن يرتكز بناء السدود على أسس علمية، مع الأخذ في الاعتبار إمكانات المحيط البيئي.

وأردف على ذات النسق: يخلّف بناء السدود العديد من التداعيات. فعند تشييد سد في مكان ما لتطوير الزراعة بالقرب من المنابع المائية، فإن ما يوجد من مياه سيستخدم لعمليات الري وتحرم ذلك الطبيعة من المياه لتصبح بمرور الوقت مركزاً للعواصف الرملية بسبب الجفاف.

ومع ازدياد موجات الجفاف الحادة كل عام في إيران جنباً إلى جنب مع ندرة المياه في مختلف أنحاء البلاد، ارتفعت وتيرة هجرة سكان الأرياف إلى المدن. كما سبب التضخم المزمن وارتفاع نفقات المعيشة في المدن في بروز ظاهرة الهجرة من مركز المدينة إلى الضواحي، الأمر الذي سيؤدي إلى اتساع دائرة المناطق العشوائية حول المدن وفرز العشرات من الأضرار الاجتماعية.

إقرأ أكثر

إيران… جفاف أحد أشهر المستنقعات عالمياً بنسبة 99 بالمائة

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى