تحليل: إيران وتركيا تتطلعان إلى استراتيجية إقليمية جديدة
سلط المحلل الإسرائيلي، سيث فرانتزمان، الضوء على تطلع إيران وتركيا إلى استراتيجية إقليمية جديدة، مشيرا إلى زيارة وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى طهران هذا الأسبوع.
ميدل ايست نيوز: سلط المحلل الإسرائيلي، سيث فرانتزمان، الضوء على تطلع إيران وتركيا إلى استراتيجية إقليمية جديدة، مشيرا إلى زيارة وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى طهران هذا الأسبوع.
وذكر فرانتزمان، في تحليل نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أن تركيا تتمتع بعلاقات ودية مع إيران، لكن كلا الدولتين ترغبان الآن في اتباع استراتيجية جديدة، خاصة بعدما اتجهت كل منهما إلى التصالح مع المملكة العربية السعودية.
وفي هذا السياق، أشار فرانتزمان إلى أن تركيا خففت موقفها المؤيد لجماعة الإخوان المسلمين، التي يصنفها حلفاء السعودية، بما في ذلك مصر، على أنها جماعة إرهابية، بينما رحبت الرياض بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
ورغم أن الصين توسطت في الاتفاق الإيراني السعودي، إلا أن الرياض تريد أيضًا المضي قدمًا في الملفات الرئيسية مع إيران وتركيا، بما في ذلك التجارة وخفض التوترات في المنطقة، إيذانا ببدء حقبة جديدة من دبلوماسية الشرق الأوسط، حسبما يرى المحلل الإسرائيلي.
واستشهد فرانتزمان بما قاله وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي، هاكان فيدان، في طهران بشأن سعي إيران لعقد اجتماع اقتصادي ثلاثي مع السعودية وتركيا، بينما قال فيدان: إن “الزيارة ستتيح الفرصة لبحث إمكانيات تعزيز تعاوننا الثنائي في كافة المجالات مع إيران”.
وأعلنت إيران، في مايو/أيار الماضي، أنها ستعين علي رضا عنايتي سفيرا لها في السعودية، لكنه لم يتولى منصبه إلا الآن، بحسب تقارير خليجية وإيرانية.
وكان الدبلوماسي المخضرم قد خدم في السعودية في الماضي، وكذلك في الكويت، وهو عنصر مهم في الاتجاه العام للعلاقات السعودية الإيرانية.
وفيما يتعلق بسياق اللقاء التركي الإيراني، يشير فرانتزمان إلى أن كلا البلدين يتقاسمان عدة سياسات في المنطقة: فكلاهما ينظر بعين الشك إلى الدور الأمريكي في سوريا، وكلاهما يريد خروج القوات الأمريكية من البلد العربي.
وفي الآونة الأخيرة، استخدم كلاهما قوات بالوكالة في سوريا لتشجيع القبائل العربية على القتال ضد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.
ولكل من إيران وتركيا مصالح في إقليم كردستان الذي يتمتع بالحكم الذاتي، فإيران قريبة من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الكردي، في حين أن تركيا قريبة من الحزب الديمقراطي الكردستاني.
ويقر فرانتزمان بأن رؤية إيران وتركيا لشؤون المنطقة ليست متطابقة، “إلا أن اهتماماتهما المشتركة تبدو متزايدة”، حسب رأيه.
وتشير تقارير غربية إلى أن الولايات المتحدة سترسل مبعوثها، بريت ماكغورك، إلى السعودية قريبا، ما يؤشر إلى أن العديد من التحركات الدبلوماسية جارية في المنطقة، بحسب فرانتزمان، لافتا على أن وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، زار البحرين هذا الأسبوع بينما ذهب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى قبرص.
ويخلص فرانتزمان إلى أن كل الدول ذات الثقل الإقليمي تعمل على جبهات دبلوماسية جديدة، وأن إيران وتركيا تمثلان جزءاً أساسياً من هذا الاتجاه الجديد.