هل تنتصر الحكومة على معضلة تنظيم “سوق طهران الكبير” قبل فوات الأوان؟

بات بازار طهران في العقود الأخيرة بمثابة الشريان الاقتصادي للعاصمة الإيرانية ومركزاً حيوياً لتردد مروري يومي تجاوز المليون نسمة.

ميدل ايست نيوز: عارض خبراء إيرانيون ومسؤولين في مجلس العاصمة مشروع نقل بازار طهران الذي تم اقتراحه لأول مرة في أغسطس المنصرم، وأكدوا على استحالة تنفيذه لعدة أسباب.

وجاء في مقال لصحيفة اعتماد الإيرانية، أن علي نصيري، رئيس منظمة إدارة الأزمات، أكد أهمية وضرورة تنظيم سوق “15 خرداد” (بازار طهران الكبير) “ولا يمكن لأي مسألة أن تحول دون ذلك”، وخاصة أن سلامة الناس وحياتهم في هذه المنطقة على المحك.

وأشار المسؤول الإيراني بشكل مباشر إلى وزارة التراث الثقافي ومنظمة الأوقاف، وقال: يجب أن نضع في اعتبارنا أنه لا يمكن لهذه الجهات (ويقصد التراث الثقافي والأوقاف) أن تكون عائقاً في تنظيم هذا السوق، لا سيما وأننا نتعامل مع سلامة الناس وحياتهم.

ومباشرةً بعد طرح موضوع نقل بازار طهران، شكك خبراء وجهات رسمية في جدوى إمكانية تنفيذه، كما تطرق مجلس البلدية والمدينة لمناقشته، ليتضح فيما بعد أن ما قصده المحافظ من النقل هو “تنظيم بازار طهران” باعتباره القلب الاقتصادي لهذه المحافظة.

حامد يزدي مهر، مسؤول تنظيم البازارات في طهران يوضح لـ”اعتماد” تفاصيل تنظيم بازار طهران ويقول: “بعد زيارة وزير الداخلية لبازار طهران، أوكلت مسؤولية الإشراف على تنظيم هذه المنطقة التجارية إلى بلدية المحافظة، والتي تشمل سلامة البازار، وتنظيم الأعمال التجارية والحمالين والباعة المتجولين، وغيرها من الأمور.

وأشار يزدي مهر إلى مسألة تنظيم الباعة المتجولين، وأوضح: يتسبب الباعة المتجولون بحدوث بعض المشاكل التنظيمية التي اعترض الناشطون في هذا البازار عليها. ولهذا السبب ستقوم بلدية المنطقة 12، بصفتها منفذة الخطة التنظيمية، بمنحهم تراخيص وتحديد مكان مناسب لهم.

يكمل هذا المسؤول: أوكلت مهمة إصلاح المنافذ الكهربائية بالكامل لفريق عمل السلامة في بازار طهران، كما تجري دراسة مرافق إطفاء الحرائق بالتنسيق مع الناشطين في هذا البازار. بعض مباني البازار تاريخية ولا يمكن إعادة بنائها وتأمينها بسهولة. وقد اتخذت وزارة التراث الثقافي إجراءات في هذا الشأن، وتولت وزارة الأوقاف أيضاً بعض المباني والمحلات لتنفيذ إجراءات تتعلق بالسلامة العامة فيها.

ووفق القائم على تنظيم بازار طهران، فقد وضعت البلدية برامج وحوافز للمحلات التجارية الواقعة بالقرب من أطراف البازار المتهالكة. وبما أن المشاكل في هذه المنطقة التجارية يتم إنجازها خطوة بخطوة وبحذر شديد، فمن المقدر أن تستغرق عملية تحسين وتنظيم بازار طهران نحو 3 سنوات.

وحدا التصاعد المهول لمخاطر السلامة والأمن في بازار طهران مكتب التفتيش العام إلى توجيه رسالة إلى مكتب رئاسة الجمهورية ووزراء النفط والطاقة والطرق والتنمية الحضرية والتراث الثقافي والسياحة والعمل والداخلية ورئيس شرطة المرور وشرطة فراجا ومحافظ طهران ورئيس بلدية طهران، ورئيس منظمة الأوقاف والشؤون الخيرية.

وأشار محمد مهدي بلنديان، نائب مكتب التفتيش العام، في هذه الرسالة إلى وجود العديد من المشاكل في البنية التحتية لبازار طهران وأهمها: ضيق الممرات والمعابر، انتشار عقارات مهجورة ومتداعية، عدم تمكن رجال الإطفاء من الوصول إلى الحرائق في الوقت المناسب، البنية التحتية غير القياسية لبازار طهران مثل شبكات الصرف الصحي وتجميع المياه السطحية، وتوزيع الكهرباء، وإمدادات الغاز، ومشاكل الاحتقان المروري للمنطقة وأطرافها.

وبات بازار طهران في العقود الأخيرة بمثابة الشريان الاقتصادي للعاصمة الإيرانية ومركزاً حيوياً لتردد مروري يومي تجاوز المليون نسمة. يضم عدة ممرات يزيد طولها عن 10 كيلومترات، يتخصص كل منها في أصناف متنوعة من البضائع وله أيضًا عدة مداخل.

وبالإضافة إلى المحلات التجارية، يتوسط بازار طهران العديد من المساجد ودور الضيافة والبنوك، ونظرًا للاحتقان المروري في هذه المنطقة، فإن أصغر مشكلة فيها يمكن أن تتحول إلى أزمة كبيرة، حيث يصل التردد اليومي في الأيام العادية في هذا البازار إلى نحو مليون ونصف إلى مليوني نسمة، خاصة في وسط السوق.

وفي عام 2021/ وقع ما لا يقل عن 1708 حريق ونحو 384 حادث في المنطقة 12 التي يتوسطها بازار طهران، كما تم تنفيذ 1292 عملية تتعلق بالسلامة العامة وتفقد للمباني من قبل الأجهزة المعنية وخبراء من منظمة إطفاء طهران. ومع هذا، وصل عدد الحرائق في عام 2022 إلى 2075 والحوادث الأخرى إلى 359، وتم تنفيذ نحو 1257 عمليات تتعلق بالسلامة العامة على غرار العام السابق.

إقرأ أكثر

إيران.. تحذیر من المخاطر في سوق طهران الکبیر ومطالبة بالإسراع في معالجتها

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر + 11 =

زر الذهاب إلى الأعلى