ما الذي حصل لاستثمارات إيران في أفغانستان بعد صعود طالبان إلى الحكم؟
ذكر أمين اتحاد مصدري الخدمات الفنية والهندسية الإيراني أن العديد من مشاريع الشركات الإيرانية في أفغانستان أصبحت متلكئة مع تبوأ طالبان سدة الحكم.
ميدل ايست نيوز: ذكر أمين اتحاد مصدري الخدمات الفنية والهندسية الإيراني أن العديد من مشاريع الشركات الإيرانية في أفغانستان أصبحت متلكئة مع تبوأ طالبان سدة الحكم، مضيفاً أن الشركات لا تستطيع التخلي عن مشاريعها لأنها ستتكبد خسائر فادحة.
وأشار بهمن صالحي جاويد، في مقابلة مع وكالة إيلنا العمالية، إلى مستجدات الاستثمار لشركات المقاولات في أفغانستان وصادرات الخدمات الفنية والهندسية إلى كابل خلال حكومة طالبان، وقال: زادت الخطورة على المستثمرين الاقتصاديين بعد استلام طالبان سدة الحكم في أفغانستان، ولم تعد إيران قادرة على الاستفادة القصوى من القدرات الموجودة، فمناجم خام الحديد في هذه المنطقة تشبه البقرة التي يتواجد جسدها في أفغانستان ورأسها في إيران، فكمية كبيرة من هذه المناجم والاحتياطيات موجودة في أفغانستان، وكان من الممكن أن تتواجد شركات إيرانية في كل هذه المناجم.
وأكمل: عقدنا اجتماعًا مع كبار وزراء أفغانستان وأبلغونا بضرورة تواجد الشركات الإيرانية في مناجم خام الحديد في هذا البلد، مؤكدين أنه من أجل تسليم هذه المناجم، يجب تطوير الممر الشرقي الغربي من أفغانستان، الذي يجري تطوير جزء منه في الوقت الراهن من قبل الصينيين.
وذكر أمين اتحاد مصدري الخدمات الفنية والهندسية أن الشركات الإيرانية كان لها حضور ملحوظ في العديد من المشاريع قبل حضور طالبان في الحكم، مؤكداً أن أفغانستان ستظل أحد أسواق الإيرانيين حتى مع تواجد هذه الجماعة في هذا البلد، وقال: تعتبر هذه الدولة منصة عذراء لمشاريع البناء لدول المنطقة، وفي الواقع فإن الدول المجاورة (باستثناء تركيا)، وخاصة دول رابطة الدول المستقلة، هي جنة لشركات المقاولات ويجب ألا نفوت هذه الفرصة.
وأضاف: بما أن المجتمع الدولي لم يعترف بعد بجماعة طالبان، فقد زاد هذا الأمر من مخاطر الشركات الاستثمارية في أفغانستان، سواء الإيرانية أو غيرها، وخاصة الشركات التي ليس لديها بنية دفاعية، لا سيما في وقت تتواجد فيه شركات تابعة لدول تتمتع بدعم وإمداد قويين في هذا السوق.
وأردف في ذات السياق: على سبيل المثال، تقوم الولايات المتحدة بتنشيط شركة بلاك ووتر كشركة دفاع خاص في أفغانستان لحماية شركات المقاولات التابعة لها، الأمر الذي يؤدي إلى تقليص مخاطر الاستثمار لدى هذه الشركات، فالجانب الأمني مهم للغاية في البحث الاقتصادي.
وأشار إلى الأسواق الأفغانية التي تنشط فيها شركات المقاولات الإيرانية، وقال: كان لشركاتنا أنشطة استثمارية في قطاع محطات توليد التيار الكهربائي وخطوط نقل الكهرباء والغاز في أفغانستان، كما دعت الأخيرة إلى مشاركة الشركات الإيرانية في مشروع خط أنابيب تابي الممتد من تركمانستان إلى أفغانستان ثم إلى الهند.
وبيّن المسؤول الإيراني أن مشكلة بلاده في الوقت الحالي “ليست التسويق”، موضحاً: لا يمكن لحكومتنا أن تكون مؤثرة وفعالة في مجال التسويق، فعندما تدخل الحكومة في التسويق ستصبح منافساً لشركات القطاع الخاص وتفسد الأسواق أمامها، ما يجب على الحكومة فعله هو التخصص في القطاعات العسكرية والدفاعية والمصرفية التي تعد أكبر داعم للقطاع الخاص.
وتابع صالحي جاويد: الحقيقة أن مواقف طالبان أُثبتت للإيرانيين في الفترات السابقة، إلا أن التواجد الأمريكي في أفغانستان قلل من مخاطر الاستثمار لأن الأوضاع الأمنية كانت أفضل، فالولايات المتحدة خرجت من هذه البلاد لتخلق بيئة غير آمنة للإيرانيين ولجعل حدود إيران بوابة لانعدام الأمن.
وذكر أمين اتحاد مصدري الخدمات الفنية والهندسية أن الشركات الإيرانية قلصت أنشطتها في أفغانستان إلى الحد الأدنى حتى تتحسن الأوضاع الأمنية هناك، رغم وجود العديد من المشاريع التي كانت قيد التطوير والتشغيل لتصبح متلكئة لعدم وجود أحد يجرؤ على الاستمرار في نشاطه فيها.