تآكل المستشفيات والمعدات الطبية في إيران.. ما هي الحلول لتخطي هذه المحنة؟

أفادت تقارير إعلامية بأن المعدات الطبية والمستشفيات في إيران أصبحت مهترئة ومستهلكة للغاية منذ وقت طويل.

ميدل ايست نيوز: أفادت تقارير إعلامية بأن المعدات الطبية والمستشفيات في إيران أصبحت مهترئة ومستهلكة للغاية منذ وقت طويل، مستشهدة بالعديد من التصريحات الحكومية والإحصائيات الرسمية التي تؤكد ذلك.

وقال موقع “فراز” نقلاً عن نويد نصر (أمين جمعية إدارة وصيانة الأصول الإيرانية)، إن أكثر من 60% من المعدات الطبية في إيران غير صالحة للاستخدام.

وأكد المسؤول الإيراني أن العمر الافتراضي للمعدات الطبية في البلاد هو 20 عاما، وذلك لعدم وجود نظام الصيانة اللازم والإصلاحات المناسبة فضلاً عن العقوبات.

وفي وقت سابق، أكد مسؤول بوزارة الصحة الإيرانية صحة هذه الإحصائيات، وقال إن نحو 70% من مستشفيات البلاد مهترئة منذ عقدين من الزمن.

يرجح الخبراء في هذا الشأن إلى أن القطاع الصحي لم يكن ذا أولوية منذ سنوات من قبل الحكومة الإيرانية، وأن مسألة توفير الائتمان لبناء وتجديد أسرة المستشفيات هو التحدي الصعب الذي يواجه هذا القطاع.

مقدار الائتمان؟

بحسب الإحصائيات، يصل إجمالي عدد أسرة المستشفيات في إيران إلى 155 ألف سرير، معظمها متهالك، ويحتاج تأمينها إلى ما يقرب من 18 تريليون تومان. يأتي هذا في وقت لم تخصص فيه الحكومة أي ميزانية ترجى لتجديد وتأمين مستشفيات البلاد، رغم الحاجة الماسة لوزارة الصحة لتمويل 46 ألف سرير للمستشفيات التي في قيد الإنشاء حالياً.

ووفقاً للتقديرات، فإن توفير الائتمان لـ 50 ألف سرير متهالك فقط يتطلب مبلغاً يصل إلى 150 تريليون تومان، ما يعني أنه كان يجب تخصيص ما لا يقل عن 30 تريليون تومان في الميزانية السنوية، وهي قضية تم تجاهلها بسبب العجز في ميزانية الحكومة.

اهتراء محموم

تظهر جميع الإحصائيات في مجال أسرة المستشفيات أنه بغض النظر عن الاعتمادات اللازمة للتجديد، ستعترض الكثير من التحديات والمصاعب نظام الصحة العام في البلاد. على سبيل المثال، وفقًا لمؤشر HSI، وهو أداة لقياس سلامة المستشفيات، بلغ مؤشر سلامة المستشفيات الإيرانية 36 من أصل 100 في السنوات الأخيرة.

والمثير للقلق فيما يتعلق بتآكل المستشفيات الإيرانية هي النفقات الباهظة لإعادة الإعمار والتحديث التي لا يمكن تحملها، لا سيما وأن مباني المستشفيات القديمة بعيدة كل البعد عن المعايير الحديثة، وهي مسألة أكدتها حتى وزارة الصحة. لذا، يعد استبدال وبناء مستشفيات جديدة خيارًا أكثر ملاءمة لتلبية حاجة المستشفيات في إيران.

وقال مدير عام الموارد المادية بوزارة الصحة في هذا الصدد إن “أكثر من 90% من مستشفيات البلاد لا يمكن إعادة إعمارها، بل يجب بناء بدائل لها بالكامل.

وبالعودة إلى عدد الأسرة في مستشفيات إيران البالغ 155 ألف سرير، فنظراً لعدد سكان البلاد البالغ 85 مليون نسمة، فإن نصيب الفرد يقدّر بحوالي 1.5 لكل ألف شخص، وهو رقم بعيد عن المعايير العالمية.

ووفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية، يجب أن لا يقل هذا العدد عن 3، في حين يصل متوسط ​​نصيب الفرد في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى 4.4 لكل ألف شخص، وحتى دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية لديها 12 سريرًا لكل ألف شخص، ووصل  هذا الرقم إلى 2.8 في تركيا، أي أكثر ضعف نظيرتها إيران.

ولا يختلف الوضع كثيراً بالنسبة لأسرة العناية المركزة. إذ تمتلك إيران نحو 8 آلاف و212 سرير، وهو رقم بعيد عن المؤشرات العالمية، إذ من المفترض أن تكون 10% من أسرة المستشفيات في كل دولة عبارة عن وحدة العناية المركزة، وهذا ليس هو الحال في إيران.

ينتظر الإيرانيون اليوم السياسات التي ستتخذها الحكومة لتجاوز تحديات النظام الصحي وانخفاض عدد أسرة المستشفيات والاستهلاك الكبير لها. إذ يبدو أن دعم القطاع الخاص بسبل سليمة وناجحة ستكون في أولوية الإجراءات التي ينبغي لصناع القرار أخذها بعين الاعتبار.

 

(سعر الدولار في إيران: حدود 49.500 تومان)

إقرأ أكثر

إيران… 155 ألف سرير متهالك في مشافي البلاد

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين − خمسة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى