من الصحافة الإيرانية: كيف بدت علاقات إيران مع دول الجوار في عامين من حكومة رئيسي؟

شكّلت العلاقات مع دول الجوار محطة بارزة للسياسة الخارجية لحكومة رئيسي منذ تسنمها إدارة شؤون البلاد إلى يومنا هذا.

ميدل ايست نيوز: شكّلت العلاقات مع دول الجوار محطة بارزة للسياسة الخارجية لحكومة رئيسي منذ تسنمها إدارة شؤون البلاد إلى يومنا هذا، فقد أعطت الزيارات المتتالية للمسؤولين الإيرانيين للدول المجاورة الضوء الأخضر لقطار تحسين العلاقات معهم، ولنا في استئناف العلاقات مع السعودية خير مثال على وفاء حكومة إبراهيم رئيسي بوعودها.

لكن هل سارت الأمور كما اِشتهت طهران؟ فالخصومات الإقليمية في دول المنطقة والتغيرات السريعة في الأحداث السياسية والاقتصادية تسببت في فرز مجريات لا تتماشى مع رغبات إيران.

العراق والقطار غير الاقتصادي

أفاد موقع خبرآنلاين في مقال له، بأن الجانبان الإيراني والعراقي قررا إنشاء قطار لربط البلدين سككياً تحت مسمى سكة حديد “الشلامجة البصرة” في العامين المقبلين. فبالنسبة لإيران، كان هذا المشروع وسيلة لتوسيع الأنشطة الاقتصادية والالتفاف على العقوبات عبر نقل البضائع إلى العراق، غير أن بغداد والسوداني تحديداً، الذي من المفارقات أن لديه علاقة ودية مع طهران، اتخذ منحى آخر لا يرتبط مع توجهات طهران.

يقول رئيس الوزراء العراقي، إن “المشروع السككي هذا الذي يربطنا بإيران سينشط قطاع النقل وحركة المسافرين في العراق”. صحيحٌ أن الربط السكك هذا لا يزال مهماً لإيران والعراق، لكن يبدو أنه لا يمكن استثماره في توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين، بل سيعود بالفائدة على الزوار بين البلدين والمسافرين فقط.

أزمة القوقاز المعقدة

جلبت أذربيجان في أواخر عام 2020، العديد من الأزمات والتوترات بعد طرحها لمشروع “ممر زانغزور” ومحاولة احتلال أراضي في أرمينيا الملاصقة لإيران، حيث هدد علييف في الأشهر والسنوات الماضية بفتح ممر بري بالقوة مهمته فصل الحدود بين إيران وأرمينيا وإتاحة المجال لباكو للوصول إلى جمهورية ناخيتشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي دون عوائق.

ولاقت خطوة باكو التي تعد حليفاً حيوياً لإسرائيل وتركيا موجة استياء كبيرة من كبار الساسة في إيران، والذين أكدوا أنهم ضد أي تغيير جغرافي للحدود المتاخمة لهم، غير أن باكو لا تزال تصر على تضييق المجال أمام أرمينيا. علاوة على ذلك، فإن هجوم باكو الجديد على ستيباناكرت/خانكندي، أكبر مدن إقليم ناغورني قره باغ أجج مرة أخرى قضية حرب كاراباخ الثالثة.

باكستان وفشل خط أنابيب الغاز

منذ أسابيع قليلة أعلنت باكستان عن تعليق مشروع الغاز بينها وبين إيران، مستشهدةً بذلك على العقوبات المفروضة على طهران من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتتبعها دول أخرى في العالم.

وخلال إعلانه إلغاء عقد الغاز وتعليق مشروع خط الأنابيب مع إيران، قال وزير النفط الباكستاني إن “إعادة تشغيله مرهون برفع العقوبات عن إيران”. وردًا على سؤال من أحد أعضاء البرلمان حول مستجدات خط أنابيب الغاز، قال هذا الوزير: لقد طلبنا من الجانب الإيراني التوقف في الوقت الراهن عن متابعة مطالبه القانونية والضغط على باكستان.

وكان حسين أميرعبد اللهيان، وزير الخارجية الإيراني، قد طلب من باكستان استكمال جزء من خط أنابيب الغاز الإيراني الباكستاني الذي تأخر لفترة طويلة، وذلك قبل أسبوع من هذه التصريحات. رغم هذا، من غير الواضح إلى ما ستؤول إليه الأمور في هذه المسألة.

معضلة حقل آرش

عادت ملامح التوتر مجدداً لتغيم على الأجواء بين إيران وجارتيها السعودية والكويت. فعلى الرغم من أن السعوديين تربطهم صداقة مستجدة مع طهران، إلا أن مجلس التعاون الخليجي وكلا الرياض والكويت ليسوا على استعداد لقبول ملكية إيران لحقل الغاز هذا.

غدا حقل آرش/الدرة الغازي محل نزاع بسبب التعقيدات الجغرافية وتضارب المصالح بين الدول الثلاث، فالسعودية والكويت رفضتا احترام حق إيران في ذلك، ونادرا ما تذكران أي شيء عن حصة إيران في هذا الحقل في المفاوضات والتصريحات، الأمر الذي يمكن أن يحوّل هذه القضية إلى أزمة جديدة بين إيران والسعودية أو يشكّل عائقاً على الأقل أمام تقدم العلاقات.

سوء نوايا طالبان

بعد وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان، عدلت طهران علاقاتها مع كابول على أساس حسن الجوار، إلا أن تسليم السفارة في طهران لدبلوماسيي طالبان والترحيب بوزير خارجيتها في إيران واجه انتقادات واسعة من قبل الرأي العام، غير أن طهران اعتبرت هذه الإجراءات حماية لمصالحها الوطنية.

لكن هل قابلت كابول الإجراءات الإيرانية بالمعيار ذاته؟ بالطبع لا، فقد تذبذبت وعود طالبان وعهودها بشأن حقوق إيران المائية لتخلق أحد أكبر التحديات في العلاقات بين البلدين، فصحيحٌ أنها وعدت بالوفاء في وعودها، إلا أنها لم تتخذ بعد أي خطوة إيجابية في هذا الصدد.

إقرأ أكثر

لغم حقل الدرة… هل تعود العلاقات الخليجية الإيرانية إلى نقطة الصفر؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 + تسعة =

زر الذهاب إلى الأعلى