نتنياهو يشدّد على ضرورة مواجهة إيران بتهديد جدي لمنعها من حيازة سلاح نووي

اعتبر نتنياهو أن التهديد الذي يشكله الزعماء الدينيون في طهران يدفع إسرائيل إلى التقارب مع العالم العربي، حيث باتت حكومته على أعتاب التطبيع مع السعودية.

ميدل ايست نيوز: شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة في الامم المتحدة على ضرورة مواجهة إيران بـ”تهديد نووي ذي مصداقية”، قبل أن يصحّح مكتبه التعبير موضحا أنه “خطأ في القراءة”، وأن المقصود “تهديد عسكري”.

واعتبر نتنياهو أن التهديد الذي يشكله الزعماء الدينيون في طهران يدفع إسرائيل إلى التقارب مع العالم العربي، حيث باتت حكومته على أعتاب التطبيع مع السعودية.

ونتنياهو الذي طالما استخدم منصة الأمم المتحدة للتحذير من الخطر الذي تمثله إيران توقف برهة خلال إلقاء كلمته من على منبر الجمعية العامة، حين بدا وكأنه يهدد بشن هجوم نووي في حال سعت طهران لإنتاج قنبلتها الذرية.

وقال نتنياهو “طالما أنا رئيس حكومة إسرائيل، سأبذل كل ما في قدرتي لأمنع إيران من التزوّد بسلاح نووي”. وأضاف “قبل كل شيء، يجب مواجهة إيران بتهديد نووي ذي مصداقية”.

بعد وقت قصير على ذلك، أكّد مكتب نتنياهو في القدس أن نص الخطاب المكتوب يتحدث عن تهديد “عسكري”، لا “نووي”، مشيرا الى أنه “خطأ في القراءة”.

وتابع “يتمسك رئيس الوزراء بالنص الأصلي لخطابه”.

ويُعرف على نطاق واسع بأن لإسرائيل برنامجا نوويا عسكريا، لكن الدولة العبرية لا تقرّ بذلك. واعتبارا من كانون الثاني/يناير، يقدّر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام الذي يراقب النزاعات والتسلح مخزون إسرائيل بنحو 90 رأسا نوويا.

من جهتها تنفي طهران سعيها لامتلاك سلاح نووي، لكنها قامت بانتهاك القيود المفروضة على تخصيب اليورانيوم وفق اتفاق عام 2015 النووي في أعقاب انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منه وإعادة فرضه عقوبات شاملة على إيران.

وقال ريتشارد غوان الذي يتابع شؤون الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية إن ارتكاب زعماء لأخطاء خلال قراءة الخطب ليس أمرا غير مألوف.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد حذَر في قسم رئيسي من كلمته أمام الجمعية العامة الثلاثاء من أن الاستسلام لروسيا بشأن أوكرانيا هو تخل عن مبادئ الولايات المتحدة في حين كان مبادئ الأمم المتحدة.

وأضاف غوان “ليس سرا أن إسرائيل تملك قوة ردع نووية خاصة بها. لكنني لا أعتقد أن نتنياهو كان يخطط للإعلان عن أسلحته النووية في الأمم المتحدة”.

لا فيتو من قبل الفلسطينيين

وقال نتنياهو أيضا في كلمته أمام الجمعية العامة إن الشعور بالتهديد من “طغاة طهران”، في إشارة إلى رجال الدين الشيعة الذين يحكمون منذ عام 1979، يوحد إسرائيل والدول العربية.

وأقامت إسرائيل عام 2020 علاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب، في أول تطبيع لها مع العالم العربي منذ عقود بعد تحقيق السلام مع مصر والأردن المجاورتين.

وأضاف نتنياهو أن إسرائيل على “عتبة” إقامة علاقات مع السعودية، معتبرا أنه لا يجب منح الفلسطينيين حق “الفيتو” على العلاقات الإسرائيلية العربية.

وتابع أن الاتفاقات المبرمة عام 2020 لتطبيع العلاقات مع ثلاث دول عربية كانت بمثابة إشارة إلى “فجر عصر جديد من السلام”، والآن “أعتقد أننا على عتبة اختراق أكثر أهمية في سلام تاريخي بين إسرائيل والسعودية”.

ويُنظر إلى أي اتفاق محتمل مع السعودية على أنه جائزة كبيرة لاسرائيل باعتبار أنها تضم أقدس مدينتين إسلاميتين، مكة والمدينة.

وأكد أن “مثل هذا السلام سيقطع شوطا طويلا نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. وسيشجع الدول العربية الأخرى على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل”.

ورفض نتنياهو بشدة إصرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه أمام الأمم المتحدة الخميس على أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط بدون دولة فلسطينية.

وقال “يجب ألا نمنح الفلسطينيين حق النقض على معاهدات السلام الجديدة مع الدول العربية”.

وتابع “يمكن للفلسطينيين الاستفادة بشكل كبير من سلام أوسع نطاقا. ويجب أن يكونوا جزءا من هذه العملية. لكن لا ينبغي أن يكون لهم حق النقض على العملية”.

وتقود إدارة الرئيس جو بايدن المحادثات بين إسرائيل والسعودية التي أعلن ولي عهدها محمد بن سلمان مؤخرا إن الجانبين يقتربان من بعضهما البعض.

وأشاد نتنياهو، الحليف المقرب من ترامب، بدبلوماسية بايدن الذي كان قد انتقد الزعيم اليميني الإسرائيلي بسبب مشروعه للإصلاحات القضائية الذي يعتبر منتقدوه أنه يقوض الديموقراطية في الدولة العبرية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
AFP

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنا عشر − تسعة =

زر الذهاب إلى الأعلى