تحذيرات من وصول الانخسافات الأرضية إلى المواقع الأثرية في إيران
قالت أستاذة في جامعة شيراز إن حافة الانخسافات الأرضية في منطقة مرودشت وصلت إلى الموقع الأثري الشهير "نقش رستم".
ميدل ايست نيوز: قالت أستاذة في جامعة شيراز إن حافة الانخسافات الأرضية في منطقة مرودشت وصلت إلى الموقع الأثري الشهير “نقش رستم”، محذرةً أن هذه الظاهرة الخطيرة وصلت إلى مسافة 300 متر من قصر “تخت جمشيد”.
حذر الخبراء لأكثر من عقد من خطر الانخسافات الأرضية في بقاع مختلفة من إيران، غير أن المعطيات المتوفرة لا تشير لوجود أي محاولة حكومية لكبح تفشي هذه الظاهرة الخطيرة، بل على العكس تماما، تتسع دائرة الهبوط الأرضي بمرور الوقت في أماكن ومناطق إيرانية جديدة.
وفي مقابلة مع وكالة إيلنا العمالية، قالت مريم دهقاني، عضوة اللجنة العلمية في مركز أبحاث الطرق والبناء والبيئة بجامعة شيراز، إن خطر الانخسافات الأرضية في وسط مدينة مرودشت يبلغ حوالي 2 إلى 3 سنتيمترات ونحو 12 سنتيمتراً حول هذه المدينة، مشيرةً إلى أن هذه الظاهرة لا تحدث عادة في المدن، مؤكدةً أن مرودشت هي المدينة الوحيدة التي سيطرت هذه الظاهرة الطبيعية عليها بالكامل”.
ووفقاً لها، فإن حافة هذا الانخساف الأرضي تقع في الموقع التاريخي الأثري “نقش رستم”، وقد وصل عرض الفجوة في هذه المنطقة إلى حوالي نصف متر إلى 70 سنتيمترا.
وأضافت: تشكلت هذه الشقوق على مسافة 10 إلى 15 متراً من منطقة نقش رستم التاريخية، وفي كل عام، على الرغم من امتلاء هذه الفجوات بالرمال إلا أنها تتشقق مرة أخرى.
وتقول دهقاني إن قصر تخت جمشيد ومدينة برسبوليس لم تتأثر بالانخساف الأرضي، لكنها على مسافة 300 متر من حدوث هبوط أرضي بنحو 10 إلى 15 سم بسبب موقعها على صدر الجبل.
ولحسن الحظ فإن مدينة شيراز، بحسب هذه الأستاذة، لم تتعرض للتغورات الأرضية ولم تلاحظ هذه الظاهرة إلا في “حدائق قصر الدشت وحدائق غويم”.
وأشارت دهقاني إلى التقاط إشارات ضعيفة لحدوث انخساف أراضي في أطراف مطار شيراز، قائلةً: بلغت هذه الإشارات سنتيمتر واحد أو أقل مما تم تسجيله على مسافة 2 إلى 3 كيلومترات من مطار شيراز، كما تم التقاط إشارات أقوى على مسافة 4 إلى 6 سنتيمترات.
كارثة كبيرة
وكشفت دهقاني عن توسع رقعة الانخسافات الأرضية بشكل كبير في منطقة مرودشت في محافظة شيراز، وذكرت أنه خلال العقد ونصف العقد الماضي، تعرضت جميع سهول مرودشت إلى الانخساف الأرضي، بينما حتى قبل 10 سنوات فقط لم تتعرض سوى مساحة صغيرة من هذه المنطقة للتغور الأرضي.
وبحسب قولها فإن حجم وسرعة الانخساف الأرضي في هذه المنطقة حققا “تقدما كبيرا”.
وأوضحت: تشكلت تشققات ضخمة على سطح سهل مرودشت، يتراوح عرضها من نصف متر إلى 70 سم، كما حدث انخساف أرضي في سهل شيراز، وشمل أطراف بحيرة مهارلو شمال غرب المدينة.
ووصفت دهقاني هذا الوضع بـ “الكارثي”، وقالت إن “مدينة فتح آباد الصناعية وكنارة وفيروزي ومحطة موردشت للبتروكيماويات وخط نقل الغاز الذي يمر عبر سهل مرودشت وخطوط السكك الحديدية والبنية التحتية كلها تأثرت بالانخسافات الأرضية”.
وأشارت الأستاذة الجامعية إلى المخاطر التي ألحقت بالمنازل السكنية في منطقة مرودشت، موضحةً: تصدعت معظم المباني في هذه المنطقة وانخسفت بمقدار 16 إلى 18 سم، كما انخسفت الأرض تحت الأسوار المحيطة بسكن مهر، لدرجة أنه لو حدث كسر في خط أنابيب نقل الغاز الخاص بهذا السكن، فستحدث كارثة عظيمة لا يحمد عقباها.
وأكدت دهقاني أنه رغم التحذيرات المتتالية لظواهر الانخساف الأرضي التي تصدرت جميع وسائل الإعلام المحلية منذ حوالي 10 سنوات وحتى الآن، إلا أننا لم نلمس أي نتائج على أرض الواقع.
وذكرت الأستاذة الإيرانية أنها تجري دراسات في ظاهرة الانخسافات الأرضية منذ 16 عاماً وتدرك تماماً حجم الكارثة التي تحدث في مختلف أرجاء إيران، وقالت: لم يكن لتحذيراتي بشأن الانخسافات الأرضية أي تأثير ولم أرى أي إرادة ومساعي للحؤول دون حدوثها.
وحذر خبراء ومتخصصون للعديد من المرات من أن القشرة الأرضية في إيران مقبلة على حالة “حرجة للغاية”، حيث قال علي بيت اللهي، عضو اللجنة العلمية في مركز أبحاث الطرق وبناء المدن أن الهبوط الأرضي يعرض حياة أكثر من 39 مليون شخص للخطر.
وسبق لبيت اللهي أن حذر خلال السنوات الأخيرة أيضا من خطر الهبوط الأرضي في البلاد، وفي أحدث مقابلة له قال إن المساحة التقريبية لمناطق الهبوط الأرضي في البلاد، بناءً على أحدث التقييمات وتجميع الخرائط المتاحة، تصل إلى نحو “18 مليونا و500 ألف هكتار، أي ما يعادل تقريباً 11 في المائة من إجمالي مساحة إيران”.
وأشار وقتذاك إلى طهران وخراسان الرضوية وأصفهان باعتبارها المحافظات الأكثر تعرضًا لخطر الانخساف الأرضي بسكانها، فيما تحتل محافظة خراسان الرضوية المرتبة الأولى من حيث مساحة المناطق المعرضة لخطر الهبوط.
يشار إلى أن الهبوط الأرضي يخلف العديد من العواقب البيئية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأحيانا يهدد استمرار الحياة في منطقة جغرافية محددة.
ومن الآثار الدائمة المترتبة على الهبوط الأرضي، يمكن الإشارة إلى موت طبقات المياه الجوفية، وتدمير الزراعة، وتحويل السهول إلى صحارى، وخلق شقوق عميقة وخطيرة على سطح الأرض.
ومن الأسباب التي أدت إلى وصول الهبوط الأرضي إلى مرحلة متأزمة للغاية في إيران الجفاف الدائم والاستخدام المفرط للمياه الجوفية، إلى جانب فقدان الإدارة الصحيحة والمسؤولة.
إقرأ أكثر