أسعار صادمة… ما تكلفة الرسوم الدراسية للمدارس الخاصة في إيران؟

ميدل ايست نيوز: وافق البرلمان الإيراني في يونيو من عام 1955 على قانون افتتاح المدارس الخاصة ليصبح التعليم مقابل المال بشكل رسمي في إيران.

وقال موقع اقتصاد 24 في مقال له، إنه نتيجة لتلك السياسة، أصبح التعليم في إيران سلعةً قابلة للتداول في السوق وتقلص حينها دور الحكومة بشكل كبير في دعم تخفيض نفقات الدراسة.

في عام 2022، التحق ما نسبته 85% من الطلاب الحائزين على الرتب دون الـ 3 آلاف في امتحان القبول الوطني بالمدارس الخاصة، لتكون بذلك حصة المدارس الحكومية، التي يدرس فيها نزر يسير من طلاب البلاد، ما نسبته 15%، وقد وصلت إلى 8% في امتحان القبول لعام 2023.

وخلافاً لوجهات النظر التي تصور المدارس الخاصة على أنها عامل لتوسيع الفجوة الطبقية في المجتمع ووسيلة لتقليص دور الحكومة في النظام التعليمي، فإن العديد من سكان طهران مثلاً وأجزاء أخرى من إيران يرون أن هذا النوع من المدارس يشكل بيئة آمنة ومناسبة لتعليم أبنائهم، ومحيط ملائم لأولياء الأمور الذين

يبدون استعدادهم لتسديد رسوم الدراسة العالية وحتى لو ارتفعت إلى حد معين كل عام دراسي.

وبحسب أحدث البيانات المتوفرة، يبلغ عدد الطلاب الإيرانيين الذين يتلقون تعليمهم في المدارس الخاصة حوالي مليون و760 ألف طالب/ـة، أي ما يقارب 12% من إجمالي عدد الطلاب في إيران. كما يوجد حوالي 16 ألف و700 مدرسة خاصة تنشط في مراحل تعليمية مختلفة في عموم البلاد.

ووفق أحمد محمود زاده، رئيس منظمة المدارس غير الحكومية (الخاصة)، فإن الحد الأقصى للرسوم الدراسية المعتمدة لهذه المدارس في العام الدراسي الحالي هو 48 مليون تومان، ويمكن أن تصل إلى 38% حسب الرسوم الدراسية للأنشطة الإضافية (وهو رقم يعادل 65 مليون و400 ألف تومان). لكن وببحث بسيط تخبرنا البيانات المتوفرة بوجود أرقام أعلى بكثير من الإحصاءات التي تعلنها الجهات الرسمية في البلاد.

وذكر موقع “فرارو” في تقرير له أن المدارس الخاصة في المناطق الوسطى من العاصمة تتقاضى 36 إلى 45 مليون تومان للتسجيل في العام الدراسي لمرحلة التعليم الابتدائية، وتتراوح في أجزاء أخرى من طهران بين 70 إلى أكثر من 100 مليون تومان لمرحلة التعليم الثانوية، غير أن رئيس منظمة المدارس الخاصة أكد أن ما يتم تداوله من رسوم دراسية للمدارس غير الحكومية للعام الدراسي الجديد ليس له أي أساس قانوني.

وأسفرت نتائج التحقيقات عن المدارس الخاصة والمدن المختلفة في إيران إلى الوصول إلى معلومات مثيرة للاهتمام مفادها أن طهران وضواحيها وأصفهان والبرز تحتضن أغلى المدارس الخاصة في إيران.

المدارس الخاصة في طهران

وصل الحد الأدنى للرسوم الدراسية للمدارس الخاصة في طهران لأكثر من 11 مليون و760 ألف تومان للمرحلة الابتدائية، و25 مليون و760 تومان للمرحلة المتوسطة، و39 مليون و760 ألف تومان للمرحلة الثانوية. في حين بلغت هذه الأرقام نحو 9 ملايين و500 ألف تومان، و14 مليون و500 ألف تومان، و17 مليون و300 ألف تومان على التوالي في ضواحي طهران.

المدارس الخاصة في أصفهان

وصل الحد الأدنى للرسوم الدراسية للمدارس غير الحكومية في أصفهان إلى 14 مليون و500 ألف تومان للمرحلة الابتدائية، و17 مليون و300 ألف تومان للمتوسطة و28 مليون تومان للمرحلة الثانوية.

المدارس الخاصة في البرز

أما في محافظة البرز، فبعد ارتفاع الرسوم الدراسية للعام الدراسي الجديد، وصل الحد الأدنى لرسوم المدارس الخاصة في هذه المحافظة إلى نحو 11 مليون و700 ألف تومان للمرحلة الابتدائية، و17 مليون و300 للمرحلة المتوسطة، و28 مليون و500 ألف تومان للثانوية.

وقد تتساءلون، أليس التعليم في المدارس الحكومية الإيرانية بالمجان؟ بموجب المادة 30 من الدستور فإن الإجابة نعم، ونصت المادة على مايلي: “تلتزم الحكومة بتوفير خدمات ومرافق التعليم بالمجان لجميع أفراد الشعب حتى نهاية المرحلة الثانوية وتتعهد بتوسيع وسائل التعليم العالي بالمجان إلى حد الاكتفاء الذاتي للبلاد”.

لكن منذ أكثر من عقدين إلى اليوم، تتلقى المدارس الحكومية في إيران رسوماً دراسية من أسر طلابها تحت مسمى “مساعدة طوعية” و”مساعدة مدرسية” وتتجاهل تماماً تطبيق المادة 30 من الدستور التي تنص على مجانية التعليم.

وتتبع معظم المدارس الحكومية آلية موحدة مع أسر الطلبة لتجبرهم على تسديد أموال المساعدات، عبر عدم قبول أولادهم في المدارس أو احتفاظها بتقرير الأداء المدرسي لنفسها، وهو ما دفع العديد من أولياء الأمور على تسديد هذه الرسوم عوضاً عن دفع عدة ملايين للمدارس الخاصة.

وبحسب بيانات غير رسمية فإن هذا المبلغ (رسوم المدارس الحكومية) يصل أحيانا إلى 12 مليون تومان أو أكثر. ووفق ما أكده المستشار الاقتصادي لوزير التربية منصور مجاوري في عام 2018، فإن المدارس الحكومية حصلت في عام 2018 على 10 تريليونات تومان كرسوم دراسية من أسر الطلبة! وهو رقم زاد بالتأكيد في السنوات التالية، وفق قوله.

إقرأ أكثر

أسعار المدارس الخاصة في طهران تتجاوز الخيال وتثير الاستياء