“تمولها السفارات الأوروبية”.. موجة إغلاق بالجملة لـ150 مقهى حول جامعات طهران
اتهم موقع إخباري مقرّب من أفرع هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية المقاهي بأنها غدت مراكز للتخطيط والتشبيك ضد الأمن القومي والجمهورية الإسلامية.
ميدل ايست نيوز: بعد الإغلاق الكامل لعدد من المقاهي في طهران، خاصًة في محيط الجامعات، اتهم موقع إخباري مقرّب من هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية المقاهي بأنها غدت مراكز للتخطيط ضد الأمن القومي والجمهورية الإسلامية.
ورغم أن عمليات تشميع المقاهي برزت ملامحها في طهران ومدن إيرانية أخرى في أبريل من هذا العام، كأحد الإجراءات الحكومية لمواجهة رفض الإيرانيات ارتداء الحجاب الإلزامي، إلا أنه في الأسابيع الأخيرة، وردت تقارير متوالية عن إغلاق كامل لعدد من المقاهي في عموم البلاد، لا سيما في طهران.
علي مبيني دهكردي، مدير مدينة المعرفة بجامعة طهران وجامعة العلوم الطبية، أكد، الجمعة، أن إغلاق هذه المقاهي يأتي ضمن الإجراءات التي تم وضعها على جدول الأعمال بناء على طلب رئيس جامعة طهران محمد مقيمي، حيث يتم تنفيذها تحت عنوان “المشروع التنظيمي للحرم المركزي لجامعات طهران والعلوم الطبية في طهران”.
وأضاف هذا المسؤول في جامعة طهران أن جزءا من العقارات المحيطة بهذه الجامعة تم شراؤها خلال العقدين الماضيين تحت عنوان “الوقف” أو بميزانية مخصصة بهدف تطوير جامعة طهران وتحويلها إلى “مدينة معرفیة”، ولكن قامت الجهات المعنية بتأجيرها مؤقتاً لبعض الأشخاص، غير أن إدارتهم لها لم تكن تتوافق مع مهام الجامعة.
وشدد مبيني دهكردي على أن السياسات الجديدة لمحمد مقيمي كرئيس لجامعة طهران تلزم “المستأجرين السابقين الذين كانت إدارتهم وأنشطتهم لا تتوافق مع المؤسسة العلمية، كنُزل الإقامة واستخدامها كوحدات إدارية وشركات تجارية وكافتيريات، تلزمهم بإخلائها بالكامل”.
ومضى المسؤول الجامعي يقول إنه بعد إخلاء هذه المقاهي “سيتم نقل جميع الأصول والأماكن والممتلكات التابعة لجامعة طهران داخل حدود مدينة المعرفة إلى جهات تديرها بما يتوافق مع مهام وسياسة الجامعة، كأنشطة العلوم والتكنولوجيا والابتكار”.
بدوره، أيد حسن نوروزي، عضو اللجنة القانونية والقضائية في البرلمان الإيراني، إغلاق المقاهي في مختلف المناطق، خاصة في أطراف جامعة طهران، قائلاً: “نؤمن بأن محيط الجامعة يجب أن يكون مركزاً لتلقي العلوم والمعرفة”.
وأضاف: يجب أن يتمتع محيط الجامعة ببيئة آمنة للتحصيل العلمي وليس للتجارة والأعمال، ويجب أن تكون هناك مكتبات واجتماعات علمية حول الجامعة، فهذه ذات قيمة.
على صعيد متصل، نشر الموقع الإخباري “مؤسسة الحفظ على التراث ونشر قيم الدفاع المقدس”، وهي جهة مقربة من أفرع هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، نشر مقالاً حمل عنوان “المقاهي مراكز للتخطيط والتشبيك ضد الأمن القومي”، وقال: المقاهي تنمو كالفطر، وعندما لا يكون هناك رقابة على كيفية عملها أو تكون هذه الرقابة ضعيفة، تصبح بؤرةً ومتسكعًا للأعمال المخالفة للأمن والشريعة.
وادعى هذا الموقع أن العديد من المتظاهرين الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات الأخيرة كانوا يتواجدون في مقاهي المناطق الوسطى في طهران أو كانوا لاعبي ألعاب الفيديو يتعرفون وينظمون بعضهم البعض خلال ألعاب الفيديو في بعض المقاهي عبر غرف الدردشة الخاصة بهذه الألعاب.
وذكر الموقع أنه “في بداية الاحتجاجات في سبتمبر من عام 2022، كان هناك أكثر من 150 مقهى في مناطق طهران الوسطى، أي في أطراف جامعة طهران”.
وأكد هذا الموقع المقرب من أفرع هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية أن “أكثر من 50% من هذه المقاهي لم تكن مربحة اقتصادياً، لكنها استمرت في العمل”. وزعم أن جزءًا من نفقات هذه المقاهي تموّل من قبل السفارات الأوروبية.
في غضون ذلك، كتبت صحيفة “هم ميهن”، تعليقاً على موجة الأوامر بشأن إغلاق المقاهي: أصدروا بياناً بإغلاق المقاهي المحيطة بالجامعة، بحجة الجهاد العلمي للوصول إلى جامعة ريادية تنتهج المسؤولية الاجتماعية.
وأضافت الصحيفة الإصلاحية مخاطبةً المسؤولين الحكوميين: لماذا كل هذا اللف والدوران والتهرب من الحقيقة، هل استهوتكم الحكومة والبلد الصديقة والجارة “طالبان”؟ حسنًا، يجب أن تتركوا المجاملة جانباً وتفعلوا كما فعل إخوتكم. امنعوا السيدات من الذهاب خارجاً، أغلقوا أبواب الجامعات ولننتهي.”
وأكملت في ذات السياق: “حلاقة الذقن والموسيقى والأكمام القصيرة عقوبتها واضحة. السينما كفر محض. الموت مرة واحدة. حددوا بشكل دائم ماذا ستفعلون بالناس والناس معكم.”
إقرأ أكثر
جدل الحجاب يتصاعد في إيران.. عريضة توقيع “مليونية” تطالب بمتابعة إغلاق الوحدات التجارية