غاز الأوزون يهيمن على العاصمة طهران ومخاوف من ازدياد حالات “سرطان الرئة”

أشار مركز الدراسات في البرلمان الإيراني إلى العوامل التي تؤدي إلى انتشار غاز الأوزون في أجواء البلاد ودوره في تلوث الهواء.

ميدل ايست نيوز: أشار مركز الدراسات في البرلمان الإيراني إلى العوامل التي تؤدي إلى انتشار غاز الأوزون في أجواء البلاد ودوره في تلوث الهواء.

وقالت صحيفة دنياي اقتصاد في تقرير لها، إنه وفق لتقرير مركز الدراسات هذا، فإن تنفس غاز الأوزون يسبب أضرار صحية قصيرة وطويلة المدى، إذ يعد “سرطان الرئة” أخطر ما يفرزه اشتمام هذا الغاز.

ويشير مركز الدراسات إلى أن كثافة الأوزون في المناطق السكنية بالعاصمة طهران أعلى بكثير منه في المناطق ذات الحركة المرورية العالية، وهذا يعني أنه في النصف الدافئ من كل عام، يتعرض جميع المواطنين الإيرانيين لاستنشاق هذا الملوث المسرطن دون رؤية أي أثر للون أو رائحة الملوث في السماء.

ويظهر سجل تلوث الهواء في طهران أنه في أوائل 2010، لم يكن الأوزون هو الملوث الرئيسي لهواء العاصمة في أي يوم من أيام السنة، غير أنه بدأ بالظهور تدريجياً بحلول عام 2016، لدرجة أن عدد الأيام التي استنشق الإيرانيون بها هذا الغاز السام في عام 2021 وصلت إلى 23 يوماً بعد أن كانت يوم واحد في 2016، وإلى 47 يوماً في عام 2022.

بناءً على هذه الإحصائيات، حذر مركز الدراسات في البرلمان الإيراني من تفاقم رقعة انتشار غاز الأوزون سنة وراء أخرى، مؤكداً أن 27% من جميع أيام الطقس غير المواتية في طهران في العام الماضي كانت بسبب ارتفاع كثافة الأوزون السام.

ويشير هذا التقرير إلى أن متوسط ​​كثافة الأوزون في مدينة طهران بين عامي 2016 و2022 ارتفع من نحو 18 جزءا في المليار إلى نحو 21 جزء، وهذا يعني أن العاصمة تسير في مسار تنازلي شبه مستمر من حيث جودة الهواء وتعرضه لللأوزون.

إذن، على عكس  الملوثات الأخرى، فكثافة الأوزون ترتفع أكثر في أوقات العطل. كذلك، فإن هذا الغاز غير مستقر للغاية ويتحول إلى غازات أخرى خلال ساعات قليلة من التفاعل الكيميائي. ولذلك فهو عند تشكله يختفي من تلقاء نفسه، أي إن تنظيف السماء من الأوزون لا يتطلب عوامل طبيعية خاصة مثل هبوب الرياح، والتي تصبح مهمة في النصف الثاني من العام لإخلاء ملوثات الشتاء المتراكمة.

والأوزون (O3) هو غاز يتشكل ويتفاعل بفضل الضوء، وهو موجود في طبقتين من الغلاف الجوي: الستراتوسفير والتروبوسفير. يحمي أوزون الستراتوسفير الأرض من الأشعة فوق البنفسجية (يسمى اصطلاحاً بالأوزون الجيد). بينما يعتبر أوزون التروبوسفير من أهم المؤكسدات الضوئية ويصنف كملوث ثانوي (الأوزون السيئ).

يعد الأوزون السيئ أو الضار أحد المكونات الأساسية لضباب المدن، لكنه يتذبذب تبعاً للفصل والوقت من اليوم كما ينتقل لمسافات طويلة كمشكلة عابرة للحدود. لا ينطلق الأوزون في الهواء مباشرةً وإنما ينتج عن تفاعل كيميائي بين أكاسيد النيتروجن ( NOX) والمواد العضوية المتطايرة بوجود ضوء الشمس. مكونات التفاعل اللازم لإنتاج الأوزون تأتي من المصانع ومحطات الطاقة الكهربائية والسيارات والمحاليل العضوية المختلفة التي نستخدمها.

ويمكن للأوزون التسبب بآثار صحية ضارة حيث يؤثر استنشاقه المؤقت على الرئتين والعينين ويضعف التعرض الطويل له وظائف الرئة خاصة لدى الأطفال ومصابي الربو والأمراض التنفسية.

ووفقًا لشركة مراقبة جودة الهواء في طهران، يمكن حتى للكمية المنخفضة نسبيًا من الأوزون أن تسبب مضاعفات على صحة الإنسان، وخاصة الفئات المذكورة أعلاه إلى جانب الأشخاص التي تكثر نشاطاتهم في الهواء الطلق. كما تقول الدراسات أن الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر من هذا الملوث كون رئتيهم لا تزال تنمو وتتكامل ولأنهم عادة ما يكونون في الهواء الطلق خلال أيام الصيف الحارة حيث تشتد مستويات الأوزون.

يقول خبراء الصحة، إن غاز الأوزون على سطح الأرض يمكن أن يجعل الرئتين أكثر عرضة لتلقي الأمراض، ويقلل من وظائف الرئة ويسبب التهاب ببطانتها، ويستمر في إتلاف جدارها حتى عندما تختفي الأعراض. أيضًا، قد يتسبب التعرض المتكرر وطويل الأمد للأوزون في حدوث ندبات دائمة في أنسجة الرئة والإصابة بسرطان الرئة.

كيف أصبحت طهران مرتعا للأوزون؟

وفي توضيح العوامل التي ساهمت في زيادة عملية انبعاث الأوزون، أشار الذراع البحثي للبرلمان الإيراني إلى “ارتفاع متوسط ​​عمر وسائل النقل”، وهي مسألة ترتبط بشكل مباشر بمعيشة المواطن وعدم قدرته على تجديد سيارته.

وفي وقت سابق، أشار هذا المركز في تقرير يتعلق بتلوث الهواء، إلى تأثير ارتفاع التضخم على انخفاض جودة السيارات في حركة المرور، وأكد أن العديد من أصحاب السيارات لا يمتلكون القدرة الكافية للصيانة المثالية لوسائل نقلهم بسبب ارتفاع تكاليف قطع الغيار والحالة التضخمية للاقتصاد.

وفق مركز الدراسات هذا، فإن وقف عمليات تخريد وسائل النقل المستعملة في السنوات الأخيرة وتقييد واردات السيارات تأثير واضح على زيادة متوسط عمر وسائل النقل والسيارات في طهران.

ولفت تقرير المركز إلى عوامل أخرى تسبب انبعاث غاز الأوزون السام، وتشمل ضعف الإدارة المرورية، وسوء الرقابة على الفحص الفني للسيارات، وهشاشة أنظمة النقل العام، وارتفاع نسبة الطلب على السفر بالسيارات الخاصة في المناطق الحضرية.

وكما أسلفنا سابقاً، فإن جميع العوامل المؤثرة على اشتداد تلوث الهواء في النصف الثاني من العام الإيراني، كالمصادر المتحركة التي تنبعث منها الغازات والجزيئات في الهواء البارد والساكن في الخريف والشتاء، تشارك بطريقة أو بأخرى في انبعاث غازات سامة كثيرة ولعلّ أقواها الأوزون.

وعلى وقع هذا، فإن المسار الأمثل للحد من انبعاث الأوزون هو نفس المسار الذي أوصي به لانبعاث جسيمات الهواء لسنوات. لذلك، إن تعزيز أسطول وسائل النقل العام، وتحسين جودة الوقود، وتطبيق إدارة حركة المرور بطريقة تؤدي إلى تقليل زمان السفر بالسيارات، وإجراءات من هذا القبيل، كلها يمكن أن تساعد في تحسين جودة الهواء والتقليل من كثافة الأوزون في الربيع والصيف.

إقرأ أكثر

شبح “الأوزون” يخيم على العاصمة الإيرانية ويهدد سلامة سكانها

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى