وسط تجاهل لإيران.. ألمانيا ودول آسيا الوسطى تؤكد تطوير ممر الترانزيت لبحر قزوين

فيما يتم استبعاد إيران من جميع مشاريع الترانزيت العالمية في المنطقة، ضاعفت دول آسيا الوسطى وأذربيجان وجورجيا حركة ترانزيت البضائع مرتين على الأقل بشكل سنوي منذ عام 2020.

ميدل ايست نيوز: في خضم استبعاد إيران من ممرات الترانزيت شرق-غرب و شمال-جنوب من قبل الصين والهند والاتحاد الأوروبي، أكد المستشار الألماني في هامش اجتماع مع قادة دول آسيا الوسطى تطوير ممر الترانزيت في بحر قزوين.

وخلال استقباله رؤساء كازاخستان، وقرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان في قمة أعمال ألمانية بهدف حثهم على الالتزام بالعقوبات على روسيا، شدد أولاف شولتس على تطوير المشروع المعروف باسم “الممر الأوسط”.

ويربط الممر الأوسط أوروبا بالأسواق الآسيوية عبر القوقاز وبحر قزوين وآسيا الوسطى.

وشددت الأطراف المذكورة في بيان مشترك، نشر السبت، على رغبتها في جذب الاستثمار في مشروع “الممر الأوسط”.

وشددت الأطراف في البيان المشترك للدول المذكورة، الذي نشر السبت، على رغبتها في جذب الاستثمار في مشروع “الممر الأوسط” ضمن مشروع الترانزيت “البوابة العالمية”.

ويعد الاتحاد الأوروبي أكبر مستثمر أجنبي في آسيا الوسطى ويمتلك حصة إجمالية تبلغ 40% من إجمالي رأس  المال الأجنبي الذي تجتذبه هذه المنطقة.

ومنذ عدة سنوات، بدأت دول الاتحاد الأوروبي، تطوير مشروع بقيمة 300 مليار يورو يعرف باسم “البوابة العالمية“، لكي ينافس المشروع الصيني “الحزام والطريق” بقيمة 1.3 تريليون دولار، ومن المقرر أن يدخل المشروع حيز التشغيل بحلول نهاية عام 2030.

ويحظى مشروع البوابة العالمية بدعم مالي وسياسي واسع النطاق من قبل الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية والهند والدول العربية في الشرق الأوسط وبريطانيا.

ووصفت كريستيان كيلز مولهازر، مديرة لجنة العلاقات المالية لشرق أوروبا في الحكومة الألمانية، اتفاقية تطوير الممر الأوسط بالتاريخية، ودعت دول آسيا الوسطى إلى تسريع التعاون في مجالات الطاقة والمواد الخام والترانزيت والزراعة.

على صعيد متصل، وأعلن رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف أن بلاده تحترم نظام العقوبات الغربية المفروضة على موسكو ردا على الحرب مع أوكرانيا، وذلك إثر الاشتباه بأنها تساعد حليفها الروسي للالتفاف عليها.

وقال توكاييف -بعد لقائه المستشار الألماني- إن “كازاخستان أكدت بدون لبس أنها ستحترم نظام العقوبات”، مضيفا أنه “يجب ألا تكون هناك مخاوف لدى الجانب الألماني بشأن الإجراءات المحتملة للتحايل على نظام العقوبات”.

وفيما يتم استبعاد إيران من جميع مشاريع الترانزيت العالمية في المنطقة، ضاعفت دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان وجورجيا حركة ترانزيت البضائع مرتين على الأقل بشكل سنوي منذ عام 2020.

على سبيل المثال، تظهر الإحصاءات الرسمية لجمهورية أذربيجان أن ترانزيت البضائع الأجنبية بلغ العام الماضي نحو 19 مليون طن، تتعلق 7.5 مليون طن منها بترانزيت السلع عبر خطوط السكك الحديدية. ويعادل هذا الرقم أربعة أضعاف إجمالي ترانزيت البضائع من خطوط السكك الحديدية في إيران.

من ناحية أخرى، يتضح من الإحصائيات الرسمية لأذربيجان، أن ترانزيت التبادل التجاري بين روسيا وإيران عبر الأراضي الأذربيجانية ارتفع بنسبة 90% خلال العام الماضي ووصل إلى ما يقرب من ثلاثة ملايين طن.

وفي الشهر المنصرم، تم التوقيع على اتفاقية الممر الهندي-السعودي-الأوروبي على هامش قمة مجموعة العشرين، إذ تعد جميع الدول العربية في الشرق الأوسط، إلى جانب إسرائيل، جزء من هذا المشروع الضخم.

ورغم أن الهند وقعت اتفاقية مماثلة مع إيران وروسيا في عام 2000، إلا أن عدم تطوير خطوط السكك الحديدية الإيرانية والعقوبات حالت دون تطوير المشروع.

كما قامت دول آسيا الوسطى الخمس، وخاصة الدول الأربع الناطقة بالتركية وهي كازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وتركمانستان، بزيادة تجارتها الخارجية بشكل كبير مع الصين وروسيا وتركيا والاتحاد الأوروبي في السنوات القليلة الماضية.

وتشير الإحصائيات التركية إلى نمو صادرات البلاد إلى آسيا الوسطى بنسبة 113% في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وتظهر إحصاءات الجمارك الصينية أن التجارة الثنائية للبلاد مع قازاقستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان قفزت بنسبة 25% و28% و54% و7% و40% على التوالي في الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام.

وتشير إحصائيات الاتحاد الأوروبي إلى قفزة بنسبة 67% في واردات أعضائه السبعة والعشرين من آسيا الوسطى ونمو بنسبة 77% في صادرات أعضائه إلى خمس دول في آسيا الوسطى العام الماضي.

إقرأ أكثر

من الصحافة الإيرانية: هل يمكن لإيران المشاركة في مشروع خط أنابيب الأذربيجاني؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 − 14 =

زر الذهاب إلى الأعلى