هل نقل المياه من بحر عمان إلى أصفهان سيعالج الأزمة المائية فيها؟
أكد خبير في شؤون المياه أن سكان أصفهان لن يواجهوا قط نقصاً في مياه الشرب إلا إذا توجّهت البلاد نحو توسيع دائرة الصناعة والزراعة غير المستدامة والمستنزفة للمياه والطاقة في هذه المحافظة.
ميدل ايست نيوز: قال خبير في شؤون المياه إن احتياجات سكان أصفهان من مياه الشرب تبلغ 500 مليون متر مكعب، مؤكداً أن سكان هذه المحافظة لن يواجهوا قط نقصاً في مياه الشرب إلا إذا توجّهت البلاد نحو توسيع دائرة الصناعة والزراعة غير المستدامة والمستنزفة للمياه والطاقة.
وتحدث محمد درويش، في مقابلة مع وكالة إيلنا العمالية، عن نتائج وتأثير عمليات نقل مياه بحر عمان إلى أصفهان وحل مشكلة نقص المياه في هذه المحافظة: مشكلة أصفهان الرئيسية تكمن في غزارة الشركات الصناعية فيها التي تستنزف كميات كبيرة من المياه لتتسبب في ارتفاع منسوب تلوث الهواء وانخفاض في الموارد المائية. فأحد أسباب عدم إمكانية تنمية الصناعات المستنزفة للمياه والملوثة للطقس في أصفهان هو محدودية الموارد المائية.
وأضاف: سيتم القضاء على بعض المشاكل القائمة مع نقل المياه من بحر عمان إلى أصفهان، لكن في المقابل سيستمر مؤشر تلوث الهواء في هذه المحافظة بالتصاعد إلى 345، وهو ما يزيد بنسبة 340% عن الحد الطبيعي، وقد يصل في المستقبل إلى 600 وما فوق وسنكون حينها على حافة كارثة خطيرة.
ومضى خبير المياه يقول: نتجه عادةً لنقل المياه إلى مكان لا تتوفر فيه أي إمكانية لتوطين السكان، فإذا كان هناك مخاوف من ازدياد معدلات الهجرة، فإن أصفهان الآن تسحب أكثر من 3 مليارات متر مكعب من منسوب المياه الجوفية، والمثير في الأمر هو أن المياه التي تباع من مصادر هذه المدينة تزيد عن ما تنتجه، أي إننا نضحي بكل مواردنا المائية على حساب تنمية الصناعة والزراعة غير المستدامة.
وشدد درويش على أهالي أصفهان ورجال الدولة والسياسيين في هذه المحافظة أن يدركوا بأن مشاريع نقل المياه هذه لن تتمكن من حل الأزمات فحسب، بل ستحول أصفهان إلى مركز للمهاجرين، بحيث سيدخل عدد كبير من السكان من المناطق المحرومة إليها لتواجه مرة أخرى مشكلة في توفير المياه.
وأكد هذا الخبير أن استنزاف إمدادات المياه في أصفهان وتلوث الهواء حدا بهذه المحافظة لتصبح اليوم واحدة من أكبر النقاط الساخنة في البلاد لانتشار مرض التصلب العصبي المتعدد.
وقال: إن تحلية ونقل المياه تعد من أكثر الطرق غلاءً، إذ تكلف أكثر من 5 دولارات للمتر المكعب، في حين يمكننا بهذه الأموال الإنفاق الجيد على تحسين البنية التحتية للتعليم والتربية وقيادة البلاد نحو الاستدامة الحقيقية. تعتبر أصفهان من أكثر المناطق قيمة وجاذبية في مجال السياحة التاريخية والثقافية، فلا داعي لتحويلها إلى بؤرة للشركات الصناعية المستنزفة للمياه والملوثة للطقس.
وأكمل في ذات السياق: لو أرادوا أن يجعلوا من هذه المدينة مهداً للثروات والعمل؛ فيمكن أن تصبح أكبر مزرعة للطاقة الشمسية في البلاد، أو دار ضيافة لإقامة السياح، أو يمكن أن نعزز السياحة الصحية لتدر علينا أموالا طائلة، بالتالي، لن يتطلب الأمر نقل المياه من بحر عمان، وخورسان، أو كوهرنج وغيرها.
وأوضح درويش في الختام: يبلغ إجمالي احتياجات سكان أصفهان من مياه الشرب نحو 500 مليون متر مكعب، وبما أن مخزون نهر زاينده رود يصل إلى 1.6 مليار متر مكعب وتنتج أصفهان بأكملها ما مقداره 3.5 مليار متر مكعب من المياه سنوياً فإن سكان هذه المحافظة لن يواجهوا قط نقصاً في مياه الشرب، إلا في حال توجهنا نحو توسيع دائرة الصناعة والزراعة غير المستدامة والمستنزفة للمياه والطاقة، والذي سيجعل مياه الشرب للناس على محك الخطر.
وسبق أن أعلن المتحدث باسم قطاع المياه في إيران “فيروز قاسم زادة” إن استخدام مياه البحار مدرج على جدول الأعمال في ايران للتغلب على شح المياه، وأكد أن هناك 5 مشاريع عملاقة لتحلية مياه البحار ونقلها إلى المحافظات وإن الهدف المرسوم هو نقل 4 مليارات متر مكعب من مياه البحار نحو الداخل بعد اخضاعها للتحلية.
وفي العام الماضي، قال النائب الأول للرئاسة الإيرانية “محمد مخبر” إن الحكومة الإيرانية تعمل على تفعيل خمسة خطوط لنقل المياه من بحر عمان إلى المحافظات التي تواجه مشاكل مائية”. مشيراً إلى أن مسألة إمدادات المياه واجهت الكثير من الانتقادات الجدية من قبل خبراء الموارد المائية.
وتعتبر أصفهان واحدة من أكبر المحافظات الصناعية في إيران على الرغم من ندرة الموارد المائية فيها، وتعد من كبرى المحافظات إنتاجاً للفولاذ الذي يتطلب توفير كمية مياه هائلة في صناعته، حيث يتم إنتاج حوالي نصف الفولاذ في البلاد في هذه المحافظة.
وتحتل هذه المحافظة المرتبة الأولى على مستوى الدولة من حيث عدد الوحدات الصناعية، وتضم نحو 9500 وحدة صناعية في 76 بلدة، و 20٪ من المنتجات النفطية، و 45٪ من الصلب، و 55٪ من المشغولات الذهبية، و 45٪ من صناعة البناء والحجر، و 45٪ من إنتاج المنسوجات، و 25٪ من المعدات الطبية والصيدلانية للبلاد.
إقرأ أكثر
6 آلاف معلم تاريخي في خطر… محافظة أصفهان الإيرانية تعاني من “الموت الصامت للأرض”