من الصحافة الإيرانية: ماذا تبقى من حل الدولتين بعد “طوفان الأقصى”؟

قال خبير في الشؤون الأمريكية إن المتطرفين في تل أبيب يتحدثون بالفعل عن موت مبادرة حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية.

ميدل ايست نيوز: قال خبير في الشؤون الأمريكية إن المتطرفين في تل أبيب يتحدثون بالفعل عن موت مبادرة حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، مضيفاً أن الضغوط المكثفة على هؤلاء دفعتهم للحديث ضد رئيس وزراء حكومتهم.

وتحدث مهدي مطهرنيا، في مقابلة مع وكالة إيلنا، عن موقف الولايات المتحدة ودورها في الحرب بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل: بدايةً، لا بد من الإشارة إلى أن أمريكا تقسّم حلفاءها إلى ثلاث فئات حيوية ورئيسية ومهمة. في القرن العشرين، اعتُبرت إسرائيل حليفًا حيويًا واستراتيجيًا للولايات المتحدة.

وأضاف: لكن مع بداية القرن الحادي والعشرين وطرح مبادرة حل الدولتين خلال عهد بوش، تضاءلت أهمية إسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة تدريجيًا. وكانت هناك رغبة قوية في السيطرة على اللوبي الصهيوني في تل أبيب من قبل البيت الأبيض.

وواصل الخبير في الشؤون الأمريكية: في عهد بيل كلينتون، وسعت اللوبيات اليهودية من تغلغلها على مستويات مختلفة في الولايات المتحدة، بما في ذلك السياسية والاقتصادية والإعلامية، لكن على أي حال، اعتبرت أمريكا وتعتبر اليوم إسرائيل شريكاً أساسياً لها في أجواء النظام الدولي.

وقال إن “إدارة بايدن اليوم لا تتمتع بمكانة وتاريخ جيد بين الحكومات المتحالفة مع تل أبيب، وإذا قارنا هذا الوضع مع إدارة ترامب، يمكننا أن نرى بوضوح أن التقارب الحالي بين تل أبيب وواشنطن أقل مما كان عليه في الماضي. وبالنسبة لما يراه البعض بأن بايدن ليس منزعجاً للغاية من الضغوط التي تمارس على نتنياهو، لا يمكن أن يكون تحليلاً شاملاً وكاملاً للوضع السياسي والعسكري الحالي في المنطقة، وخاصة في الأراضي المحتلة”.

يضيف هذا المحلل السياسي: في ظل مجريات اليوم، ينبغي أن نشير إلى أن رئيس الولايات المتحدة يتعرض أيضاً لضغوط داخل بلاده. بمعنى أن أنصار إسرائيل واللوبي اليهودي في أمريكا ينتظرون بفارغ الصبر ليشهدوا كيف وبأي طريقة سيدعم جو بايدن إسرائيل في الأوضاع الراهنة.

ورأى مطهرنيا أن هذه الحرب تشكل نقطة تحول خطيرة ومهمة في تطورات الشرق الأوسط، بل وربما يصبح الوضع جذرياً إلى حد خروجه عن سيطرة الولايات المتحدة، موضحاً: “سيسعى نتنياهو إلى استغلال عمليات حماس والحركات الفلسطينية الأخرى لصالحه ومصلحة تل أبيب، واستخدام هذا النفوذ على الساحة الإقليمية والدولية لكسب الدعم والشرعية. ومن وجهة نظر أخرى، أعتقد أن هذه العملية والأحداث التي وقعت في غزة وتل أبيب قد جعلت مشروع حل الدولتين قريب جدًا من الموت”.

وقال في الختام: إن المتطرفين في تل أبيب يتحدثون بالفعل عن موت مبادرة حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، ومع تزايد الضغوط على هؤلاء بدأوا بالتصريح  للحديث ضد نتنياهو، الذي يعتبر هو نفسه متطرفا ويمينيا.

وأكمل: يأمل البعض أيضاً أن تؤدي هذه الحرب إلى طريق مسدود في توقيع اتفاق إبراهيم بين إسرائيل والدول العربية، لكن في رأيي ما لاح على المشهد العام أكثر أهمية من هذه القضية وهو عدم اليقين بشأن مستقبل حل الدولتين.

وصرح: ذكرت معظم الدول العربية أنها تبحث عن وساطة في الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. وحتى مصر وقطر بادرتا في ملف تبادل الأسرى بين الجانبين. بالتالي، أعتقد أن الولايات المتحدة تحاول دعم تل أبيب من حيث التسليح واتخاذ موقف يجعلها قادرة على تنفيذ عملية محافظة للسيطرة على سلوك إسرائيل.

إقرأ أكثر

التقارب العربي الإسرائيلي.. ما موقع إيران من المعادلة؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

6 − 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى