في حالة نشوب حرب شاملة بين إيران وإسرائيل، أيهما أقوى عسكرياً؟

بعد المفاجأة التي فجرتها الفصائل الفلسطينية عند أسوار غلاف قطاع غزة في اليومين الماضيين، لاحت في الأجواء السياسية تساؤلات حول مدى تأثير هذه الحرب على إيران وإمكانية امتداد دائرتها إليها؟

ميدل ايست نيوز: بعد المفاجأة التي فجرتها الفصائل الفلسطينية عند أسوار غلاف قطاع غزة في اليومين الماضيين، والطوفان الصاروخي غير المسبوق باتجاه تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى والذي تخلله عملية برية وجوية وبحرية وتوغلات لمشاة كتائب القسام داخل المستوطنات الإسرائيلية، لاحت في الأجواء السياسية تساؤلات حول مدى تأثير هذه الحرب على إيران وإمكانية امتداد دائرتها إليها؟

مناوشات لا تتوقف

وكتب موقع رويداد 24 في تقرير له، مع بدء الجولة الثامنة من المحادثات النووية في فيينا، تصاعدت التوترات بين إيران وإسرائيل من جديد. إذ أطلق الحرس الثوري الإيراني صاروخا باليستيا في أحدث مناوراته العسكرية، واتضح من المشاهد لهذه المناورات أنه قام بمحاكاة هجوم صاروخي وطائرات مسيرة على مفاعل “ديمونا” النووي الإسرائيلي.

وفي الوقت نفسه، توجه مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، جيك سوليفان، إلى تل أبيب للتشاور مع مسؤولين عسكريين وسياسيين إسرائيليين رفيعي المستوى بشأن محادثات فيينا. وقالت إسرائيل إنها مستعدة لشن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، وأكدت الولايات المتحدة أنه في حال لم تتوصل المفاوضات إلى نتيجة، فإنها ستشدد الإجراءات الصارمة ضد إيران.

وعلى وقع هذه المجريات، فإن مقارنة القوة العسكرية لإيران وإسرائيل يمكن أن تعطي الجمهور رؤية أفضل للواقع في طهران وتل أبيب. في هذا المقال، سنقارن القوة العسكرية لإيران وإسرائيل استناداً على المعلومات المتوفرة في موقع غلوبال فايرباور “Global Firepower”، المنصة المتخصصة بالشؤون العسكرية.

لكن لا بد من الإشارة إلى أن هذا الموقع لم يدرج في فهرسه القوة النووية لدول العالم، علماً أن إيران لا تمتلك أي أسلحة نووية بحسب تصريحات رسمية، لكن من المعروف أن إسرائيل تمتلك ما بين 75 إلى 400 رأس نووي.

وتعتمد المعلومات المتعلقة بهذا التقرير على النتائج التي توصل إليها موقع غلوبال فايرباور، والتي تم تحديثها آخر مرة في “سبتمبر من عام 2021”. يُعرف المؤشر المستخدم لتصنيف الدول على أساس القوة العسكرية بمؤشر “PWR” أو مؤشر القوة العالمية. يأخذ هذا المؤشر في الاعتبار 50 عاملاً لتصنيف القوة العسكرية للدول، ليقوم بتصميم صيغة يمكن استخدامها لمقارنة الدول المتقدمة تقنيًا بالدول الصغيرة الأقل تطوراً.

ويتضح في القسم المتعلق بالوضع المالي لإيران وإسرائيل، الذي يستعرض حجم الاقتراض الأجنبي والميزانية العسكرية واحتياطيات النقد الأجنبي والذهب، أن إيران تحتل المرتبة 12 بين 140 دولة من حيث القوة العسكرية، بينما احتلت إسرائيل المرتبة العشرين، وفقاً لمؤشر PWR.

الموارد البشرية

وفق لمعطيات غلوبال فايرباور، فإن عدد سكان إيران يقارب عشرة أضعاف عدد سكان إسرائيل. إذ تحتل الأولى المرتبة 17 بين 140 دولة بعدد سكان تجاوز الـ 84 مليون نسمة، بينما استحوذت إسرائيل على المرتبة 90 بعدد لا يتجاوز الـ 8.6 مليون نسمة. إلى جانب هذا، ذكر هذا الموقع أن إيران احتلت المرتبة 14 من حيث عدد الموارد البشرية الجاهزة للخدمة العسكرية بنحو 47 مليون جندي، غير أن هذا العدد لم يتجاوز 3.6 مليون جندي في إسرائيل لتحتل بذلك المرتبة 90 عالميا.

وبالحديث عن الخدمة العسكرية، فإن هناك نحو 1.3 مليون فرد في إيران يتوجهون لخدمة العلم سنوياً، لتحتل بهذا المرتبة 16 عالمياً، بينما احتلت إسرائيل المركز 85 بعدد لم يتجاوز الـ 120 ألف. كذلك، ينشط في القوات العسكرية الإيرانية ما مجموعه 525 ألف عسكري، مما رفع مرتبة إيران إلى المرتبة الثامنة في العالم، بينما وصل هذا الرقم في إسرائيل إلى 170 ألف عسكري، ما جعلها تحتل المرتبة 30 عالمياً.

وتحتل القوة العسكرية الاحتياطية الإيرانية المرتبة 17 في العالم ويبلغ عدد أفرادها 350 ألف فرد. واستحوذت إسرائيل في هذا الترتيب على المركز 14 بـ 465 ألف جندي.

وتحتل إيران أيضاً المرتبة السابعة عالمياً في هذا الموقع من حيث عدد القوات غير النظامية (ميليشيا) والذي بلغ نحو مليون شخص، بينما وصل هذا الرقم في إسرائيل إلى 8 آلاف شخص لتحتل بذلك المرتبة 49.

الوضعية المالية

أظهر مؤشر القوة العسكرية في موقع غلوبال فايرباور، أن إيران تتخلف بعض الشيء عن إسرائيل من حيث الدعم المالي. إذ تحتل الأولى المرتبة 20 عالميا بميزانية دفاعية تبلغ 14 مليار دولار، واستحوذت الأخرى على المرتبة 17 بميزانية عسكرية تبلغ 16.6 مليار دولار.

يؤثر حجم الاقتراض الأجنبي للبلدان أيضًا على وضعها المالي. فالعقوبات لم تتح المجال لإيران للاقتراض من الخارج، ما جعلها تحتل المرتبة 108 عالمياً، حيث قدرت ديونها بنحو 7.9 مليار دولار فقط. لكن الحال يختلف بشكل كبير عند منافستها العسكرية إسرائيل، والتي تحتل المرتبة 50 بديون خارجية تجاوزت 88.6 مليار دولار.

كذلك، يمكن لحجم احتياطيات البلدان من النقد الأجنبي أن يؤثر أيضًا على قوتها العسكرية. فإيران تحتل المرتبة العشرين باحتياطيات النقد الأجنبي والتي تبلغ نحو 120 مليار دولار، بينما وصل هذا الرقم في إسرائيل إلى 113 مليار دولار ما جعلها تحتل المرتبة 22 عالمياً، فقد تقلصت المسافة بين إيران ودولة مثل إسرائيل بشكل كبير بسبب انخفاض عائدات النفط الإيرانية خلال فترة العقوبات.

القوة الجوية

رغم أن قوة القوات الجوية تعتبر من أهم مؤشرات القوة العسكرية للدول، إلا أن إيران لم تتمكن من الوصول إلى المقاتلات الحربية المتقدمة منذ انتصار الثورة، إذ يعود أحدث طراز من الطائرات المقاتلة الموجودة في إيران إلى ما قبل أحداث الثورة وهي مقاتلات F14. في المقابل، تتمتع إسرائيل بإمكانية الوصول إلى النوع الأكثر تقدمًا من المقاتلات العسكرية، وهي طائرات F-35.

وتحتل إيران المرتبة 24 عالمياً باقتنائها نحو 519 مقاتلة، بينما احتلت إسرائيل المرتبة 19 بـ 595 مقاتلة. وفيما يتعلق بالمقاتلات الهجومية، تحتل إيران المرتبة 17 بـ 161 مقاتلة، وإسرائيل المرتبة 13 بـ 241 مقاتلة هجومية.

ووفق هذا التصنيف، فإن عدد المروحيات الإيرانية أقل من عدد المروحيات الإسرائيلية. إذ تمتلك إيران 99 مروحية وتحتل المرتبة 37 عالميا، وتحتل إسرائيل المرتبة 31 بامتلاكها 128 مروحية.

القوات البرية

تعد قوة القوات البرية مؤشرًا رئيسيًا آخر بين المجموعة الفرعية لمؤشر القوة العسكرية. فمن حيث عدد الدبابات المدرعة للدول، احتلت إيران المرتبة السابعة وإسرائيل المرتبة السادسة عشرة عالمياً.

القوات البحرية

في المجمل، تحتل البحرية الإيرانية والبحرية الإسرائيلية المراتب السابعة والـ 35 على التوالي عالمياً. ورغم عدم امتلاك كلتا الدولتان أي حاملة للطائرات أو للمروحيات، إلا أن إيران تميزت في مجال الغواصات بشكل كبير. تحتل طهران المركز الخامس عالميا بـ 29 غواصة مقابل 5 غواصات لإسرائيل.

القوة اللوجستية

تلعب القوة والدعم اللوجستي دوراً حيوياً في قوات العالم العسكرية. وتتضمن مؤشرات الخدمات اللوجستية عدد المطارات والموانئ والمحطات والقوى العاملة والطرق والسكك الحديدية. ويرتبط هذا المؤشر بشكل مباشر بالامتداد الإقليمي للدول، وبالتالي ليس غريبا أن تتمتع إيران بميزة كبيرة على إسرائيل في مجال الخدمات اللوجستية.

على سبيل المثال، تحتل إيران المرتبة 21 في العالم من حيث عدد المطارات، مقارنةً بإسرائيل التي تذيلت القائمة واحتلت المرتبة 81. أما القوى العاملة، استحوذت إيران على المركز 18 عالمياً بعدد تجاوز الـ 30.5 مليون عامل، بينما لم يتجاوز هذا الرقم في إسرائيل عتبة الـ 3.8 مليون لتحتل المرتبة 85.

الموارد الطبيعية

لا مجال للشك بالدور الحيوي الذي تشكله الموارد الطبيعية، لا سيما النفط، في مؤشرات القوة العسكرية لدول العالم، فإيران تعد الدولة السادسة عالمياً في إنتاج النفط، مقارنة بإسرائيل التي لم تتجاوز المركز 68. كذلك الأمر بالنسبة لاحتياطيات النفط، حيث استحوذت طهران على المرتبة الرابعة بمقدار 157 مليار برميل، بينما احتلت تل أبيب المرتبة 78 بنحو 12 مليون برميل نفط.

الموقع الجغرافي

في جميع المؤشرات التي تم التحقيق فيها تقريبًا، تم أخذ مؤشر الموقع الجغرافي بعين الاعتبار، لكن من الضروري أن يقارن هذا العنصر بشكل مستقل. تحتل إيران المرتبة 17 بمساحة 1.6 مليون كيلومتر مربع، في المقابل استحوذت إسرائيل على المرتبة 132 بمساحة لا تزيد عن 20 ألف كيلومتر مربع.

وتشترك إيران في حدود مشتركة طولها 5000 كيلومتر مع عدة دول مجاورة، أما إسرائيل فلديها حدود بطول 1000 كيلومتر. في الواقع، لهذا المؤشر علاقة معاكسة مع القوة العسكرية للدول، فوجود حدود مشتركة يعني المزيد من التهديدات العسكرية ضد الدول.

وينطبق الأمر نفسه على الحدود البحرية. إذ تمتلك إيران 2.4 ألف كيلومتر من السواحل، أمام إسرائيل التي لا تمتلك سوى 273 كيلومترًا من السواحل، لتحتل إيران بذلك المرتبة 41 عالمياً وإسرائيل المرتبة 93.

وفي البال، فإن وجود الممرات المائية يعني المزيد من القوة العسكرية، وفيما لا تمتلك إسرائيل أي ممر مائي، تمتلك إيران نحو 850 كيلومترًا من الممرات المائية. أحد أهم الممرات المائية الخاضعة لسيطرة إيران هو مضيق هرمز، والذي يعد وحده مؤشرًا مهمًا على القوة العسكرية الإيرانية.

إقرأ أكثر

تعرف على أقوى جيوش الشرق الأوسط لعام 2023

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى