من الصحافة الإيرانية: ما أسباب التراجع في الميزان التجاري بين إيران وتركيا؟
تتمتع تركيا بعلاقات تجارية واسعة النطاق مع إيران منذ أمدٍ بعيد، وعلى الرغم من التغيرات السياسية والاقتصادية في المنطقة، فقد كانت دائمًا أحد الشركاء التجاريين المهمين لإيران.

ميدل ايست نيوز: تتمتع تركيا بعلاقات تجارية واسعة النطاق مع إيران منذ أمدٍ بعيد، وعلى الرغم من التغيرات السياسية والاقتصادية في المنطقة، فقد كانت دائمًا أحد الشركاء التجاريين المهمين لإيران. لكن رغم أن اسم تركيا كان لا يفارق قائمة الشركاء التجاريين الخمسة الأوائل لإيران في السنوات الأخيرة، إلا أن مستويات التجارة الإيرانية بقيت بعيدة عن أهداف البلدين.
ووفقاً لصحيفة دنياي اقتصاد، بلغ معدل التجارة التركية نحو 618 مليار دولار في عام 2022، 41% منها (ما يعادل 254 مليار دولار) صادرات وما تبقى واردات. وكان الميزان التجاري لهذا البلد سلبيا بمقدار 110 مليار دولار خلال ذلك العام.
واعتبرت تركيا أحد الشركاء التجاريين المهمين لإيران على مدى السنوات الماضية، ووفقًا للإحصاءات التي نشرتها الجمارك الإيرانية، كانت هذه الدولة دائمًا من بين أفضل 5 دول في مصادر الاستيراد الرئيسية لإيران خلال العقد المنصرم. ومنذ عام 2016، تمكنت من الحفاظ على مكانتها في الصادرات، حيث رسخت مركزها في قائمة أهم 5 وجهات تصدير لإيران، وبعد ذلك، أي من عام 2019 إلى الأشهر الخمسة الأولى من عام 2023، كانت على الدوام الشريك التجاري الثالث لإيران بعد الصين والإمارات العربية المتحدة.
وفي عام 2012، عندما كان حجم التبادل التجاري بين البلدين يعادل 22 مليار دولار، أكد المسؤولون في الجانبين أن هذا الرقم يجب أن يرتفع إلى 30 مليار دولار. وبعد عقد من الزمن، أي في عام 2022، تراجعت التجارة بين البلدين بمقدار 5.4 مليار دولار.
وأدت أسباب مختلفة إلى تراجع تجارة إيران مع تركيا، من بينها ظهور أسواق جديدة لتصدير المنتجات البتروكيماوية الإيرانية، فضلا عن التغيرات في احتياجات السوق التركية، التي لم تلق اهتماما من قبل السلطات الإيرانية، وبهذا لم يتم تشكيل جسر إنتاجي لمد السوق التركية بالصادرات المناسبة.
ويمكن أن يعزى سبب آخر لانخفاض تجارة إيران مع تركيا في السنوات الأخيرة إلى حلول روسيا محل إيران في سوق واردات الغاز لهذا البلد، وهو أمر تفاقم بعد أحداث الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إذ تقوم روسيا حالياً بتزويد أنقرة بالغاز بسعر أقل ومنحت امتيازات خاصة للتصدير إلى هذا البلد.
ويمكن وصف فشل اتفاقية التجارة التفضيلية بين إيران وتركيا بأنها مشكلة أخرى للتجارة الإيرانية مع هذا البلد. جدير بالذكر أن الأزمات العالمية في السنوات الماضية، مثل وباء كوفيد-19، لم يكن لها تأثير على انخفاض التبادلات التجارية مع تركيا، إذ يمكن رؤية آثارها بوضوح في حجم التجارة بين إيران وتركيا في عام 2020.
وفي المجمل، وبحسب إحصاءات الجمارك التركية، بلغ إجمالي التبادل التجاري بين إيران وتركيا عام 2022 نحو 5.4 مليار دولار، منها نحو 3 مليارات دولار للصادرات و2.4 مليار دولار للواردات. وخلال الأعوام الـ12 التي سبقت 2022، كان الميزان التجاري بين البلدين لصالح إيران، باستثناء السنتين 2016 و2020.
وبحسب الإحصائيات التي نشرتها الجمارك التركية، فإن المجموعة الرئيسية من البضائع التي تصدرها إيران إلى تركيا تشمل الألمنيوم ومصنوعاتها والنحاس ومصنوعاتها والمواد البلاستيكية ومصنوعاتها، والتي تشكل وحدها 60% من قيمة صادرات إيران إلى هذا البلد في عام 2022.
والمثير للاهتمام في مجموعة مجموعة صادرات إيران إلى تركيا هي حصة صادرات “الوقود المعدني والزيوت المعدنية والمنتجات المتحصل عليها من تقطيرها” إلى تركيا والتي لم تتجاوز الـ 2.3%. ويأتي هذا الانخفاض في وقت كانت تبلغ حصة إيران في السوق التركية لهذه المنتجات ما نسبته 88% في عام 2011، مما يدل على خسارة إيران للسوق التركية في هذه المجموعة من المنتجات.
وتصنف إحصاءات الجمارك التركية المجموعة الرئيسية من السلع التي تستوردها إيران من تركيا، على أنها المفاعلات النووية وغلايات الماء الساخن والألياف الاصطناعية والآلات والأجهزة الكهربائية، والتي تشمل نحو 30% من قيمة واردات إيران من هذا البلد في عام 2022.
وبحسب إحصائيات الجمارك الإيرانية لعام 2022 فإن أهم البضائع المستوردة من تركيا وصلت إلى 349 ألف طن وهي عبارة عن “زيت بذور دوار الشمس أو زيت العصفر أو الزعفران الكاذب” بقيمة 671 مليون دولار أي حوالي 11% من القيمة الإجمالية.
وتستورد إيران من هذا البلد بعد هذه السلع “جرارات الطرق لأنصاف المقطورات” و”ذرة الماشية” بحصة تبلغ نحو 8% و4% على التوالي.
إقرأ أكثر