من الصحافة الإيرانية: إيران أمام 4 تحديات تهدد مصالحها وأمنها القومي.. ما هي؟

يبدو أن إيران تواجه 4 تحديات وتهديدات خطيرة تستهدف مصالحها الوطنية. تحدياتٌ، يمكن أن تفرز مشاكل حتى في مجال الأمن القومي.

ميدل ايست نيوز: شهدت السياسة الخارجية الإيرانية في السنوات الماضية العديد من التقلبات. حيث كان لتصاعد التوترات في الأجواء الإقليمية والدولية وبروز اتجاهات جديدة في السياسة الدولية، لا سيما بعد الأحداث الأوكرانية، دوراً مهم في تلك التقلبات.

يبدو أن إيران تواجه 4 تحديات وتهديدات خطيرة تستهدف مصالحها الوطنية. تحدياتٌ، يمكن أن تفرز مشاكل حتى في مجال الأمن القومي، والتي إذا لم يتم التفكير في حلول لها بطريقة محكمة وعميقة، فقد تتحول إلى أزمات. إذن ما هي هذه التحديات؟

الفشل في حل المشاكل الاقتصادية بشكل فعال

وضعت حكومات البلاد المختلفة في السنوات الماضية، وخاصة حكومة رئيسي، حل المشاكل والتحديات الاقتصادية كأولوية رئيسية لها. ومع ذلك، لا تزال العلاقات التجارية الدولية لإيران غارقة بالمشاكل كأنها جزيرة منفصلة عن مشهد التجارة العالمية لا سيما مع تكثيف موجة العقوبات والحظر الأجنبي عليها، والأهم من ذلك، العمليات الضرورية لتنفيذ الإصلاحات في النظام الاقتصادي الإيراني التي يتم تأجيلها أيضًا من حكومة إلى أخرى.

بالتالي، إن التقاعس عن معالجة التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد، والتي لا تقتصر على الحكومة الحالية فقط، هو مشكلة كبيرة ستظهر نتائجها السلبية بمرور الوقت وخاصة في المستقبل القريب، ويمكن أن يكون لها تبعات سلبية كثيرة على المصالح الوطنية الإيرانية وأمنها القومي.

تفاقم الصراعات الجيوسياسية

هناك اتجاه آخر مثير للقلق وينطوي على تهديدات خطيرة ضد المصالح الوطنية، وهو تصاعد الصراعات الجيوسياسية وخلق نوى مسببة للأزمات في البيئة المحيطة بإيران. فإسرائيل، باعتبارها العدو الأكبر لإيران، قامت بإنشاء سفارات ومراكز دبلوماسية رسمية في أذربيجان وتركمانستان والإمارات والبحرين، ولها تغلغل ونفوذ خفي في إقليم كردستان العراق.

قامت جمهورية أذربيجان، بدعم من إسرائيل وتركيا وحلف شمال الأطلسي وإنجلترا، بإثارة التوتر بالقرب من الحدود الشمالية للبلاد وأجرت تغييرات كبيرة في حدود المنطقة بهدف إنشاء “ممر توران”. ممرٌ يمكن أن يجلب جماعات من أعداء إيران ومنافسيها إلى البيئة المحيطة بالبلاد.

عودة حركة طالبان إلى المشهد السياسي في أفغانستان والتوترات العرضية ضد إيران وإهمال حقوق البلاد المائية من نهر هلمند وإرادة الحكومات العربية على طول الخليج لتغيير مجال المنافسة والمواجهة مع إيران من المجال الأمني ​​والسياسي إلى المجال الاقتصادي، فضلاً عن الفجوة الكبيرة في رفاهية شعوب الدول العربية مقارنة بشعب إيران، كلها مظاهر لحركة المنطقة نحو المزيد من التوترات في المستقبل. في هذا الأمر وعلى وقع مجريات المنطقة، يتعين على إيران أن تتعامل مع مجموعة من الأزمات المختلفة. وهو أمر يشير إلى استهلاك جزء كبير من طاقات البلاد في هذا المجال.

لغز موازنة القوى

أحد التحديات الخطيرة التي تواجهها إيران في مجال السياسة الخارجية هو صعوبة تحقيق توازن القوى. حيث عززت إيران في عهد الحكومة الحالية كفة استشراقها في سياستها الخارجية. لكن القضية الأساسية هنا هي أنه ليس فقط موقف طهران أضحى مجهولاً مع الغرب، بل إن علاقاتها مع الشرق أيضاً تكاد لا تتخطى إطار الغموض.

لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى يمكن للقوى الشرقية أن تنفق في الساحة العملية من أجل إيران، فهل نظرتهم إلى إيران هي نظرة شريك استراتيجي، أم أن إيران تعتبر فاعل إقليمي قادر على درء جزء من الأزمة والتوترات ضد الشرق عن الغرب؟ علماً أن إيران كانت بعيدة كل البعد عن موازنة القوى في السنوات الماضية، فضلاً عن خياراتها في مجال السياسة الخارجية كانت محدودة إلى حد كبير.

إيران ولغز القوة

في نهاية المطاف، لا بد من القول إن إيران، لأسباب مختلفة، لم تول بعد اهتماما خاصا بالمنطق الأساسي للقوة في العالم الحالي.

ورغم هيبة ومكانة جناح القوة العسكرية والأمنية لإيران، إلا أن جناح قوتها الاقتصادية لا يزال ضعيفاً، وهذا الموضوع، سواء كان في إطار توفير ومعالجة الاحتياجات والتحديات الداخلية، أو في موقع إيران في المعادلات الإقليمية والدولية، يخلق تكاليف لا يمكن تحملها، ويجعلها تعاني نوعاً من الاختلال في منطق القوى. وقد شهدنا نوعاً من هذا الأمر، عندما اقترب الاتحاد السوفييتي في الماضي من السلطة والتطور غير المتوزان في نظامه السياسي، لينتهي به الأمر في النهاية إلى موجة من الأزمات والصراعات.

ومن هذا المنطلق، إذا لم يتم التفكير في موازنة أجنحة قوى البلاد، فلا شك أننا سنواجه مشاكل خطيرة في المستقبل، وهذه الساحة الاقتصادية بحد ذاتها يمكن أن تصبح مدخلاً لممارسة المزيد من الضغوط على البلاد من مجموعة من المنافسين والأعداء الإقليميين والدوليين.

إقرأ أكثر

من الصحافة الإيرانية: ثلاث تحديات يواجهها الاقتصاد الإيراني

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر + عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى