مسؤول إيراني سابق: طالبان مشروع مناهض لإيران وخطر للأمن القومي

أدى تزايد عدد المهاجرين الأفغان إلى إيران وسياسات طهران الأخيرة ضد حركة طالبان لمدة أكثر من عام إلى بروز موجة احتجاجات في الداخل واستياء المواطنين الإيرانيين في مختلف محافظات البلاد.

ميدل ايست نيوز: أدى تزايد عدد المهاجرين الأفغان إلى إيران وسياسات طهران الأخيرة ضد حركة طالبان لمدة أكثر من عام إلى بروز موجة احتجاجات في الداخل واستياء المواطنين الإيرانيين في مختلف محافظات البلاد. ومن ناحية أخرى، تخطط طالبان إلى جانب ذلك لترحيل ما يصل إلى مليون مهاجر أفغاني، وهو ما يشكل تهديدًا أكثر خطورة لإيران، ما فتح باب التساؤلات عن الإجراءات التي يجب اتخاذها بحق المهاجرين الأفغان؟

وقال أبوالفضل ظهره وند، السفير الأسبق لدى إيران في أفغانستان، في حديث لموقع فراز، حول عدم وجود سياسة محددة تجاه المهاجرين الأفغان: إن جزءا من الوضع الذي نواجهه هو نتاج نوع السياسة التي اعتمدناها تجاه أفغانستان خلال هذين العامين. وكانت نتيجة هذه السياسة بل وستكون أيضاً عامل في تزايد طالبي اللجوء في البلاد. حيث وصل العدد اليوم إلى ثمانية ملايين وربما يرتفع هذا الرقم أكثر.

وأضاف: إن طريقة تعامل طالبان مع الأحداث على الشكل التالي، فهي لا تضمن أي تعهدات تجاه شعبها، ويأتي المهاجرون إلى إيران بسبب الجوع وانعدام الأمن.

وواصل: لا يمكن للأفغان أن يتجهوا نحو باكستان وروسيا، وفي النهاية لن يبقى أمامهم إلا طريق واحد، وهو إيران. سيقوم الباكستانيون بترحيل مليون أفغاني في الشهر المقبل، حيث سيتجهوا مباشرة إلى إيران. وجود هؤلاء يشكل تهديدا وتحدياً، لا سيما وأننا نفتقر لسياسة محددة للتعامل معهم، وهو ما يزيد الأمر سوءا.

وشدد: من غير الممكن للأفغان أن يذهبوا إلى أي مكان يريدونه. يجب أن نفرق بين طالبي اللجوء والمهاجرين. قد نضطر إلى وضع بعضهم في أماكن معينة، لنحد من جني الأموال من تهريب المخدرات عن طريقهم.

وأشار ظهره وند، إلى زيادة معدلات هجرة الأفغان إلى إيران وعلاقتها بمصالح القوى العظمى، وذكر: صحيحٌ أن روسيا والصين تتقدمان في مسار التفاعل مع طالبان، لكنهما لا تدفعان ثمن ذلك، في حين دفعنا نحن ثمناً باهظاً وهو 8 ملايين مهاجر.

وأضاف: إن النفقات التي يفرضها الأفغان على ميزانية البلاد مفجعة. والأمريكيون وطالبان وباكستان وإنجلترا يريدون مواصلة هذا الأمر بلا شك، والذي سيصل بنا إلى حد الانفجار ومن ثم تتم تهيئة الظروف لسلسلة جديدة من الأحداث. لذلك، إذا عملنا بشكل صحيح، فإن 6 ملايين من هؤلاء المهاجرين سيمثلون فرصة لنا. ويستمر الأمر على هذا المنوال حتى وصول حكومة شرعية إلى أفغانستان.

وأشار السفير الأسبق لدى إيران في أفغانستان إلى الحل الأمثل لمواجهة الأفغان، وقال: لقد أشرت مراراً وتكراراً وعلى مدار سنوات إلى السياسة الصحيحة التي يجب أن تطبقها إيران في هذا الشأن. لم نتمكن من تأمين فرصنا في أفغانستان، ونحن ببساطة نتحرك للأمام مع سلسلة من الاعتبارات الأمنية. لا تربطنا أي علاقة بطالبان، وطالبان مشروع ضد إيران. إن هذه الجماعة تسعى إلى تشويه وجه إيران والإسلام والثورة. وينظر الأميركيون إلى طالبان باعتبارها استثمار جيوسياسية لهم.

وأكد في الختام: إذا واصلنا المضي على هذا الشكل، فسيشكل الأفغان يوماً ما تهديدًا خطيرًا على بلادنا. نحن بحاجة إلى المرور على وجهات نظرنا ومراجعتها بشكل جوهري. ربما سيستفيد الروس والصينيون، وإذا حدث شيء ما، فلن تكون لديهم الشجاعة لفعل أي شيء.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

7 − سبعة =

زر الذهاب إلى الأعلى