رغم ندرة المیاه.. ثلث محاصيل إيران الزراعية ترمى في النفايات

تنعقد فعاليات يوم الأغذية العالمي اليوم في وقت أصبحت فيه موارد المياه في العالم مهددة أكثر من أي وقت مضى بسبب التغيرات المناخية والأنشطة البشرية المفرطة في الطبيعة.

ميدل ايست نيوز: تنعقد فعاليات يوم الأغذية العالمي اليوم في وقت أصبحت فيه موارد المياه في العالم مهددة أكثر من أي وقت مضى بسبب التغيرات المناخية والأنشطة البشرية المفرطة في الطبيعة.

وفيما يدق ناقوس الخطر في هذه الأثناء في إيران جراء السحب المفرط للموارد المائية في البلاد والذي تسبب في جفاف واسع النطاق للأنهار والمستنقعات وأدى إلى تآكل التربة وزيادة ملوحتها، تتلف ثلث المنتجات الزراعية المنتجة في البلاد وتصبح نفايات.

ووفق مقال لصحيفة شرق، لا يخفى على أحد دور الماء في حياتنا على الأرض. فهو يستولي على أكثر من 50% من جسمنا وحوالي 71% من مساحة سطح الكوكب. ومن ناحية أخرى، فإن 2.5% فقط من مياه الأرض عذبة وصالحة للشرب والزراعة، ومعظمها يستهلك في الأنشطة الصناعية لتلبية الحاجات البشرية.

وتبلغ حصة القطاع الزراعي نحو 72% من محصول المياه العذبة العالمي، في حين أن موارد المياه العذبة هذه، مثل جميع الموارد الطبيعية، ليست لانهائية.

والماء هو القوة المحركة التي يعتمد عليها الاقتصاد والحياة والهواء والأنشطة البشرية. تعد عملية إنتاج المزيد من المواد الغذائية والمحاصيل الأساسية للزراعة منخفضة المياه ومراعاة المبادئ الغذائية للحيوانات المائية، إحدى النقاط المهمة في مسار الإدارة السليمة للموارد المائية.

وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي الكبير، فإن ما نسبته 81% فقط من سكان الأرض سيتاح لهم الوصول إلى مياه شرب آمنة في المنزل بحلول عام 2023 (1.6 مليار نسمة سيحرومون منها) وسيتمكن 67٪ فقط من الوصول إلى الصرف الصحي الآمن (2.8 مليار شخص سيفتقرون إلى هذه الخدمات). ولن يتمكن ما يقرب من ملياري شخص من الوصول إلى مرافق غسل اليدين الأساسية، ويعزا كل هذا إلى قلة موارد المياه العذبة بسبب النمو السكاني.

وفي هذه الأثناء، سيكون من الخطأ أن نغفل عن وضع إنتاج المواد الغذائية في إيران، والذي غدا مثيراً للقلق ليس فقط بسبب الاستهلاك المفرط للموارد الأساسية للبلاد، بل بالكمية الكبيرة المنتجة من المواد الغذائية التي تهدر وتذهب سدى.

في 4 يناير من العام الجاري، نقلت وكالة إرنا الحكومية عن مجتبى خيام نكوئي، رئيس منظمة التعليم والبحث والترويج الزراعي في إيران قوله: “بلغ إنتاج إيران من المحاصيل الزراعية حاليًا حوالي 125 مليون طن، حيث يصبح حوالي ثلثها، أي ما بين 25 و30 نفايات، علماً أن هذه الكمية تكفي لتغذية حوالي 25 مليون نسمة.

يقول علي رضا مهاجر، وهو نائب وزير الزراعة، إن “70% من إنتاج الخضار في إيران يهدر و30% الباقية والتي تصل إلى متناول أيدي الناس لا تتمتع بالجودة الملائمة”.

وبحسب تصريحات وزارة الزراعة، فإن نحو 80% من احتياجات البلاد الغذائية يتم تلبيتها من الإنتاج المحلي، وحوالي 20% من الاحتياجات الغذائية تصل إلى سوق الاستهلاك عبر الواردات، ويتراوح استهلاك النقد الأجنبي لهذه الكمية من الواردات بين 10 و15 مليار دولار سنويا.

ويستهلك لإنتاج هذه الكمية من المنتجات الزراعية أكثر من 72 مليار متر مكعب من المياه، وبحسب مسؤولين في وزارة الزراعة، فإن إنتاج 40 إلى 50 مليون طن من هذه المنتجات، أي نحو نصفها، كان على حساب زيادة الضغط على موارد المياه والتربة في البلاد.

وفيما تجف الأنهار الكبرى في إيران واحدة تلو الأخرى، وكذلك بحيرة أرومية والمستنقعات في شتى أنحاء البلاد، فإن 10٪ فقط من مساحة إيران صالحة للزراعة، وجزء كبير من الطعام في إيران يتحول إلى نفايات، وفقًا لمعهد أبحاث التربة والمياه الإيراني.

وبحسب تقرير منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو)، يتم هدر 134 سعرة حرارية من الطعام للشخص الواحد في إيران يوميًا، أي أن هدر الطعام اليومي في إيران يبلغ 134 سعرة حرارية للفرد. وتبلغ حصة إيران من إجمالي الأغذية التي تهدر في العالم كل عام 2.7%، بينما تشكل إيران حوالي 1% من سكان العالم.

ويقول خبراء الزراعة إن أحد أهم أسباب إهدار الكثير من الطعام في البلاد هو عدم وجود أنماط زراعية مناسبة، والزراعة التقليدية ذات الإنتاجية المنخفضة، وعدم وجود صناعات ومعدات تحويلية ومكملة مثل المستودعات المتقدمة.

وفي إشارة إلى الحالة الهشة للموارد المستدامة في البلاد مثل أزمة المياه والتربة، أكد هؤلاء الخبراء أن استمرار هذا الوضع يمكن أن يؤدي إلى أضرار فادحة في المستقبل القريب، مشددين على أهمية السعي لكبح هذا الأمر عبر الخطط الدقيقة والمتخصصة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 − 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى