إيران تخطط لإنشاء قاعدة إطلاق فضائية قبالة خليج عمان

بدأت إيران إجراءات لإقامة محطة لإطلاق صواريخ تحمل على متنها أقماراً اصطناعية إلى الفضاء، في ميناء تشابهار أكبر الموانئ الإيرانية قبالة خليج عمان.

ميدل ايست نيوز: كشفت وكالة «تسنيم» الإيرانية أن إيران بدأت إجراءات لإقامة محطة لإطلاق صواريخ تحمل على متنها أقماراً اصطناعية إلى الفضاء، في ميناء تشابهار أكبر الموانئ الإيرانية قبالة خليج عمان.

وذكرت الوكالة أن «الموقع المميز» لمحطة فضائية في ميناء تشابهار، نظراً لقربه من منطقة الخليج، «يمكن للقاعدة أن تصبح مركزاً لإطلاق الأقمار الاصطناعية في المنطقة».

وتربط وكالة الفضاء الإيراني صلات وثيقة بـ«الحرس الثوري» الذي تتولى وحدته الصاروخية (الجوفضائية) تطوير صواريخ قادرة على حمل أقمار اصطناعية، في خطوة تخشى القوى الغربية أن تكون غطاءً لتطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات.

ويأتي إعلان الوكالة بعد نحو أسبوعين من إعلان إيران خروجها من القيود المنصوص عليها في الاتفاق النووي، مع حلول موعد بند الغروب في 18 أكتوبر (تشرين الأول) والذي يتضمن تخفيفاً للقيود الأممية على إيران إذا ما التزمت بالاتفاق النووي لعام 2015. وأبقت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون على القيود الصاروخية الإيرانية، نظراً لإجراءات اتخذتها طهران في برنامجها النووي، رداً على العقوبات الأميركية.

وذكرت وكالة «تسنيم» أن منظمة الفضاء الإيرانية خلال حكومة إبراهيم رئيسي «استخدمت جميع الآليات اللازمة لتحسين الوضع الحالي».

وأشارت إلى «حاجة إلى التطوير المستمر لصناعة الفضاء من أجل منع التوقف المؤقت لعملية بناء وإطلاق الأقمار الاصطناعية في فترات زمنية مختلفة». وأضافت: «يتطلب الأمر بنية تحتية متطورة، ومجهزة جيداً من أجل التطوير المستمر لصناعة الفضاء، وإحدى أهم هذه البنى التحتية هي القاعدة الفضائية الحديثة وفقاً للمعايير العالمية».

ووفق وكالة «تسنيم» فإن محطة تشابهار «لديها طاقات جيدة لوضع الأقمار الاصطناعية على المدار القطبي والاستوائي». وتحدثت الوكالة عن الموقع الاستراتيجي لميناء تشابهار الذي تسعى إيران لتطويره بالشراكة مع الصين في إطار اتفاقية التعاون الشامل لمدة 25 عاماً وكذلك مبادرة الحزام والطريق الصينية.

وتحدثت الوكالة أيضاً عن تقليل المخاطر التي يشكلها إطلاق صواريخ فضائية على المناطق السكنية نظراً لقرب المحطة من خليج عمان والمحيط الهندي.

وقال رئيس منظمة الفضاء الإيراني، حسن سالاريه إن خطة إحداث محطة تشابهار، تشمل 3 مراحل، تبدأ مرحلتها الأولى بتثبيت منصات تعمل بالوقود الصلب، على أن تشمل المرحلتان الثانية والثالثة، تركيب منصات تعمل بالوقود السائل والصواريخ الثقيلة.

ونقلت وكالة «تسنيم» عن قائد الوحدة الفضائية التابعة لـ«القوة الجوفضائية» في «الحرس الثوري»، علي جعفر آبادي قوله إن هناك قوات تنوي استخدام صاروخ «قاصد» لإرسال أقمار اصطناعية لدول الجوار، في إشارة إلى تطلعات إيرانية لاستقطاب الشركات المهتمة بإطلاق أقمار اصطناعية خفيفة.

وأطلقت إيران في السنوات الأخيرة صواريخ تحمل على متنها أقماراً اصطناعية من قاعدة لـ«الحرس الثوري» بالقرب من مدينة شاهرود، على مسافة نحو 330 كيلومتراً (205 أميال) شمال شرقي العاصمة طهران. وتقع القاعدة في محافظة سمنان، وتعرف باسم محطة «الخميني» الفضائية.

وأعلن «الحرس الثوري» الإيراني الشهر الماضي، إرسال قمر اصطناعي عسكري إلى مدار الأرض. وأثارت المحاولات السابقة غضب الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وقالت تلك الدول إن إطلاق القمر الاصطناعي يتحدى قرار مجلس الأمن 2231 الذي يتبنى الاتفاق النووي، ويطالب طهران بعدم القيام بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على إيصال أسلحة نووية.

وجاء إعلان «الحرس الثوري» الشهر الماضي، بعد سلسلة من الإخفاقات في إطلاق أقمار اصطناعية.

أعلنت طهران في فبراير (شباط) 2020 فشل محاولة وضع قمر اصطناعي للمراقبة العلمية في المدار، في ثالث إخفاق من نوعه خلال نحو عام، بعد فشل محاولة في يناير (كانون الثاني) 2019.

ولاحقاً فشلت محاولة في أغسطس (آب) 2019 عندما انفجر صاروخ على ما يبدو في منصة الإطلاق في محطة «الخميني»، وأسفر عن مقتل 3 أشخاص، حتى إنه لفت انتباه الرئيس آنذاك دونالد ترمب، الذي غرد بعد ذلك ونشر صورة مراقبة سرية لما بدا أنه عملية إطلاق فاشلة.

وأثارت الإخفاقات المتتالية الشكوك حول التدخل الخارجي في البرنامج الإيراني، الأمر الذي لمح إليه ترمب نفسه من خلال تغريدة في ذلك الوقت حول أن الولايات المتحدة «لم تكن متورطة في الحادث الكارثي».

ولجأت إيران إلى حليفتها روسيا، وأطلقت في أغسطس العام الماضي، قمر «الخيام» الإيراني للمراقبة العسكرية، وبقية المسابير على متن صاروخ «سويوز» من قاعدة «بايكونور كوزمودروم» في كازاخستان.

في مارس (آذار) 2022، أعلن «الحرس الثوري» الإيراني وضع القمر الاصطناعي «نور 2» في مدار على ارتفاع 500 كيلومتر من سطح الأرض. وجاء الإعلان الإيراني بعد أقل من أسبوع على نشر وكالة «أسوشييتد برس» صوراً التقطتها أقمار اصطناعية تتبع مؤسسة «ماكسر تكنولوجيز»، وتظهر آثار حريق في منصة إطلاق بمحطة «الخميني» الفضائية.

وكان «الحرس الثوري» قد أطلق أول قمر اصطناعي عسكري باسم «نور» في أبريل (نيسان) 2020، ووُضع في مدار على ارتفاع 425 كيلومتراً فوق سطح الأرض. وبعد الإطلاق، قلّل رئيس قيادة الفضاء الأميركية من قيمة القمر الاصطناعي، ووصفه بأنه «كاميرا ويب متداعية في الفضاء» لن يوفر معلومات استخباراتية حيوية لإيران، لكن «الحرس الثوري» بذلك أعلن عن برنامجه الفضائي السري.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على «وكالة الفضاء المدنية الإيرانية» ومنظمتين بحثيتين في 2019، قائلة إنها تُستخدم في تطوير برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني. وبعد محاولات سابقة، حذّر الجيش الأميركي من أن نفس التكنولوجيا الباليستية طويلة المدى المستخدمة لوضع الأقمار الاصطناعية في مداراتها ربما تسمح أيضاً لطهران بإطلاق أسلحة ذات مدى أطول، وربما تحمل رؤوساً حربية نووية.

وتنفي طهران التأكيدات الأميركية بأن مثل هذا النشاط غطاء للحصول على تكنولوجيا صواريخ عابرة للقارات، وترفض الالتزام ببنود ينص عليها القرار 2231 ويدعوها للامتناع عن تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.

وأفاد تقييم مجتمع الاستخبارات الأميركي لعام 2022 بأن تطوير مركبات إطلاق الأقمار الاصطناعية «يقصر الجدول الزمني» لإيران لتطوير صاروخ باليستي عابر للقارات؛ لأنها تستخدم تقنية مماثلة وفق ما أوردت وكالة «أسوشييتد برس».

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر + 12 =

زر الذهاب إلى الأعلى