كم عدد الوظائف المتاحة للمهاجرين في إيران؟
تقول الإحصاءات الرسمية في إيران إن 5 ملايين وظيفة في البلاد، لا سيما في طهران ومشهد، مملوكة أو محتكرة فعلياً من قبل المهاجرين.

ميدل ايست نيوز: تقول الحكومة الإيرانية أن نحو 8 ملايين و400 ألف مهاجر أفغاني يعيشون في البلاد، وبحسب الإحصائيات، فإن 5 ملايين وظيفة في إيران مملوكة أو محتكرة فعلياً من قبل المهاجرين، ما يعني أن معدل توظيف المهاجرين يبلغ 59%.
وقال موقع فراز في تقرير له، فيما لا يزال الحديث عن إنشاء منظمة وطنية للهجرة ساخناً في الرأي العام في إيران، دارت نقاشات حول أبعاد تنظيم المهاجرين، لا سيما في مسألة التوظيف وفرص العمل.
الهيمنة على 5 ملايين فرصة عمل
في الآونة الأخيرة، أعلنت السلطات الحكومية لأول مرة أن 8 ملايين و400 ألف مهاجر يعيشون في إيران. أعلن هذه الإحصائية ممثل الحكومة خلال مناقشة مشروع قانون برنامج التنمية السابعة تحت سقف البرلمان. بينما اعتبر وزير الداخلية أحمد وحيدي، مطلع الشهر نفسه، أن العدد هو 5 ملايين، ولم يتضح كيف حدث هذا الاختلاف في الإحصائيات بين بداية الشهر ونهايته.
وبناءً على ذلك، قال وزير العمل صولت مرتضوي إنه لو عادت 2.5 مليون فقط من فرص العمل هذه إلى الإيرانيين، فيمكن أن يكون لذلك تأثير كبير على معدلات البطالة والتوظيف في البلاد. لكن هناك عقبة كبيرة في هذا المسار، حيث يستفيد أصحاب المصالح الكبار من وجود العمالة الأفغانية الرخيصة في البلاد.
عندما تبلغ نسبة البطالة 8%، تصبح العمالة الأجنبية بلا معنى
لا ينتشر المهاجرون في جميع أنحاء البلاد، بل يتركزون في عدد قليل من المحافظات. فطهران وخراسان الرضوية تستضيف أكبر عدد منهم، إذ يمكن للتجول في المدينة أن يوضح فرص العمل الهائلة المتاحة للأفغان، من العمال إلى الباعة المتجولين وعمال الخدمات وغيرهم. فهم على استعداد للعمل بالحد الأدنى للأجور دون تأمين أو فوائد قانونية، ويفضل أصحاب العمل الذين يبحثون عن الربح توظيف هؤلاء العمال بدلاً من العمال الإيرانيين. وفي هذه العملية، يتم استغلال العامل الأفغاني وتبقى القوة العاملة الإيرانية عاطلة عن العمل.
على صعيد آخر، يقول هرويك باريجانيان، عضو وفد غرفة طهران، إن “العامل الإيراني غير مستعد للعمل حتى بالأجور التي حددتها وزارة العمل، ولهذا السبب تبحث وحدات الإنتاج عن عمال أفغان”.
ويؤكد الناشطون العماليون أن إيران أصبحت مدرسة فنية ومهنية للقوى العاملة الأفغانية. لدرجة أن هؤلاء العمال يتعلمون مهارات مختلفة في إيران دون التوقيع على أي تعهد ثم يهاجرون إلى بلدان أخرى.
وفي الوقت نفسه، يرى الخبراء أنه إذا كان معدل البطالة في دولة ما بين 1 و4 بالمئة كحد أقصى، فمن الممكن اللجوء إلى العمالة الأجنبية لخلق مرونة في السوق. أما في إيران، فإن معدل البطالة يزيد عن 8%، بل وهناك شكوك حول هذه الإحصائية أيضاً.
الضريبة الخفية للمهاجرين في إيران
تأخذ القوى العاملة الأفغانية الكثير من رأس المال من إيران دون دفع أقساط التأمين أو أي نوع من الضرائب وتذهب بها إلى أفغانستان، في حين يستخدم هؤلاء العمال أيضًا الدعم الحكومي الخفي أثناء إقامتهم في إيران.
وبحسب الإحصائيات، يتم تقديم مليار دولار من الدعم الخفي للطاقة والمواد الغذائية مثل الخبز لكل مليون شخص. بالتالي، فإن الدعم الخفي المخصص لـ 8 ملايين مهاجر يبلغ 400 تريليون تومان سنوياً. وعندما نلقي نظرة على إجمالي الإيرادات الضريبية للحكومة في موازنة 2023 والتي تبلغ 700 تريليون تومان، فيمكننا حينها أن ندرك حجم الدعم الخفي للمهاجرين في البلاد. فقد واجهت الحكومة دائمًا عجزًا في الميزانية في السنوات الأخيرة، ويشكل الدعم الخفي للمهاجرين البالغ 400 تريليون عبئًا ثقيلًا على ميزانية البلاد.
إقرأ أكثر
إيران والمهاجرون الأفغان… عندما يتحول العمل الإنساني إلى أزمة