إيران.. تخلف صادم في قطاع الشحن بالسكك الحديدية

يشتكي المسافرون المحليون في إيران من تردي أوضاع وسائل النقل جواً وبراً، فقد انخفضت تذاكر القطارات في الآونة الأخيرة إلى حد كبير على غرار تذاكر الطيران.

ميدل ايست نيوز: يشتكي المسافرون المحليون في إيران من تردي أوضاع وسائل النقل جواً وبراً، فقد انخفضت تذاكر القطارات في الآونة الأخيرة إلى حد كبير على غرار تذاكر الطيران، ناهيك عن ارتفاع أسعارها إن وجدت. وخلص كثيرون إلى أن السبب الرئيسي لذلك هو قلة القطارات وعدم وجود خطوط سكك حديدية واسعة ومناسبة في جميع أنحاء البلاد.

وقال موقع فراز ديلي في تقرير له، إن حجم سفر الإيرانيين بالسكك الحديدية، وفقاً لإحصائيات، بعيد عن المتوسط العالمي، وهذا يدل بوضوح على التخلف في هذا المجال، لا سيما وأن السفر بالقطار أمر مرغوب لدى الكثيرين، وقد تسبب عدم توفره في انخفاض التنقل عبر القطارات إلى 70% في السنوات الأخيرة.

وذكر ميعاد صالحي، الرئيس التنفيذي لشركة السكك الحديدية أن “عربات القطارات المخصصة للسفر انخفضت في العقد الماضي من 1800 إلى 1200 عربة”. وهذا يعني أن الاستثمار في شراء عربات الركاب الجديدة قد انخفض، وكذلك الاستثمار في إعادة الإعمار والتحسين والإصلاح في قطاع الركاب.

على الضفة الأخرى، ووفقاً للمعلومات المتوفرة، فإن هناك نحو 15 ألف كيلومتر من خطوط السكك الحديدية في البلاد، لكن 11 ألف كيلومتر منها فقط قيد التشغيل، حسب ما أفاد به رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف. بمعنى، أن السكك الحديدية لم يتم تطويرها بشكل صحيح في البلاد منذ عقود، كما أن تطورها غير المبدئي كان بطيئًا للغاية.

وتطورت الأحداث إلى حد أن السكك الحديدية في إيران لم تعد غير مربحة فحسب، بل إنها تكبدت خسارة العام الماضي بنحو 2 تريليون تومان، وذلك وفق إحصائيات أكدها الرئيس التنفيذي للسكك الحديدية.

وفيما تتخلف إيران في شبكة السكك الحديدية وأسطول عربات القطار، تولي الدول المتقدمة الكثير من الاهتمام لهذا القطاع، وذلك لأن السفر بالقطار في هذه البلدان يعد بديلاً فعالاً للطيران من حيث التكلفة، سواء بغرض الترفيه أو العمل.

وبحسب مؤشر السكان في بلد مثل اليابان، يقطع كل شخص بالقطار سنوياً ما لا يقل عن 2 مليون و241 كيلومتراً، حيث يصل هذا العدد إلى 180 كيلومتراً في إيران.

ويبلغ متوسط ​​سرعة القطارات في الدول المتقدمة حوالي 300 كم/ساعة، ويصل في إيران إلى 100 كيلومتر في الساعة. وهذا يعني أن سرعة القطارات الإيرانية تبلغ ثلث المعدل العالمي.

ولم تكن سرعة القطارات في إيران هي المنخفضة فحسب، بل عددها أيضاً والذي يقل كل عام عن العام السابق ليرافقه أيضاً زيادة في أسعار التذاكر. ووفقًا لآخر الإحصائيات، فإن إيران لم تكن في عام 2021 ضمن أفضل 30 دولة من حيث استخدام القطارات.

ولم يقتصر الأمر على قطاع الركاب في السكك الحديدية فحسب، فقد تخلف أيضاً قطاع نقل البضائع بالقطارات في إيران عن أسطول الركاب، لدرجة أن قاليباف اعتبر أن “سرعة قطارات الشحن في البلاد تعادل سرعة المشاة”.

وفي وقت سابق، أشار مهدي طغياني، ممثل أصفهان في البرلمان الإيراني، إلى سرعة قطارات الشحن التي تبلغ 5 كيلومترات في الساعة، وقال إن “عربات الحمير تصل إلى وجهتها أسرع”. من هذا المنطلق يتضح أن نقل البضائع بالقطارات لم تعد مستدامة اقتصادياً بأي شكل من الأشكال في ظل الوضع الحالي لقطاع السكك الحديدية، ونفس الأمر تسبب في الإضرار بالدورة الاقتصادية في البلاد.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنا عشر − ثمانية =

زر الذهاب إلى الأعلى