إيران.. تحذير من “التدمير الخفي” للمعالم التاريخية لمدينة شيراز

حذرت جمعية مرممي الآثار التاريخية في محافظة فارس (مركزها: شيراز)، من طريقة ترميم بعض المعالم التاريخية لمدينة شيراز، ووصفتها بـ"التدمير الخفي" و"تغيير هوية" هذه المدينة.

ميدل ايست نيوز: حذرت جمعية مرممي الآثار التاريخية في محافظة فارس (مركزها: شيراز)، من طريقة ترميم بعض المعالم التاريخية لمدينة شيراز، ووصفتها بـ”التدمير الخفي” و”تغيير هوية” هذه المدينة.

وبينما حذرت هذه الجمعية من حجم الترميمات “ذات الطابع الشخصي” في شيراز، حذرت من أن مساحة 360 هكتارًا من النسيج التاريخي لمدينة شيراز تضم 410 أعمال مسجلة و2500 مبنى تاريخي قيم تم تسجيلها في قائمة التراث الوطني الإيراني في صيف عام 2021 وبحسب القانون فإن حماية هذا النسيج وأعماله أمر ضروري.

وبحسب وكالة “إيسنا” للأنباء، قالت جمعية مرممي الآثار التاريخية في مقاطعة فارس في بيانها، أثناء الإشارة إلى “التراث الثمين وجوهر الماضي كله” حول النسيج التاريخي لمدينة شيراز: “في بعض الأحيان في هذه الفترة وهذا الوقت، نشهد تدمير متعمد وغير متعمد للمباني التاريخية من نسيج واحد في شيراز (بعضها بحجة التطوير، وبعضها بحجة التجديد، وبعضها بحجة توسيع الممر، إلخ).”

ويشير هذا البيان إلى “التخريب الخفي” الذي يمس نسيج شيراز وهويتها التاريخية، مع أنها أكدت أن “المنظمات غير الحكومية والنقابات والرأي العام تمكنت من التدخل في هذا المجال والتقليل من سرعة عمليات التدمير هذه من خلال رفع مستوى الوعي”.

وجاء في بيان الجمعية التجارية لمرممي الآثار التاريخية في محافظة فارس بشأن الترميمات “ذات الطابع الشخصي”: “إن ترميم الآثار التاريخية وحمايتها يتمتع بحساسية وأناقة تشبه المشي على حد شفرة الحلاقة. إذا استمرت عملية الترميم هذه، فسيتم تدمير وجود العمل بأكمله وتاريخه، وسيفقد المبنى شخصيته وهويته. وقد أدى وجود الوسطاء إلى دخول هذه المنطقة غير المتخصصين، الذين قاموا بتجديد المبنى بشكل يناسب أذواق المستثمرين، إلا أنهم سرقوا هوية المبنى وأصالته.

وتقول هذه الجمعية إنه بعد “الترميمات ذات الطابع الشخصي” لم يعد المبنى معلما تاريخيا قيما لشيراز، بل حوّل الجزء التاريخي من المدينة إلى شيء فاقد لأي هوية كان من الممكن أن يكون في أي مكان آخر، غير شيراز وخارج السياق التاريخي لمدينة شيراز.

وقبل أشهر من هذا، أصدر 200 ناشط في قطاعات العمارة والتخطيط العمراني والتراث الثقافي، بياناً عقب أنباء استمرار هدم النسيج التاريخي لشيراز، مؤكدين أنه من الضروري التسجيل الفوري للمباني التاريخية القيمة لشيراز من قبل منظمة التراث الثقافي ومنع هدم الهيكل التاريخي لهذه المحافظة.

وقال محمد مهدي كلانتري في وقت سابق، وهو مدير الحملة الوطنية لإنقاذ النسيج التاريخي لشيراز وأمين حملة اتحاد الجمعيات العلمية للعمارة والترميم والتخطيط العمراني لإيران: “يواجه طريق ربط بطول 1000 متر وعرض غير محدد من النسيج التاريخي خطر الحيازة والهدم دون أي خطة معتمدة ورسمية من قبل لجنة المادة 5 لمحافظة فارس والمجلس الأعلى للهندسة المعمارية والتخطيط العمراني في البلاد.”

ورفض من جانبه سيدمحمد رضا رضازاده، عضو مجلس أمناء العتبات المقدسة ومستشار إدارة ضريح شاه جراغ، في مذكرة، قضية إتلاف النسيج وكتب في مذكرة: “معارضو التنظيم اليوم حول الضريح لم يتخذوا إجراءات لمنع تنفيذ ذلك المشروع في تلك السنوات.”

وأضاف: “رافق موضوع النسيج التاريخي لشيراز، الذي أصبح خبراً ساخناً على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع المعارضة، نشر صور لهدم البيوت التاريخية وإسنادها إلى شيراز، فيما أفاد عدد من مسؤولي المحافظة، أنه لم يتم هدم أي منزل تاريخي في شيراز خلال عهد الحكومة الثالثة عشرة.”

وخلال موجة الانتقادات هذه، أكد علي رضا باك فطرت، ممثل شيراز في البرلمان الإيراني إلى ضرورة التعامل مع أزمة هدم النسيج التاريخي في البلاد، وذكر أن الجهات المسؤولة تفقد طاقتها عندما ترى المخالفات حول الضريح ومما يدفعها لاتخاذ الإجراءات والموافقة على المخططات، وقال: “توقف المسؤولون عن العمل في هذا المجال عندما كان بإمكانهم فعل أشياء مناسبة حول أطراف الحرم.”

وأشار إلى أن التراث الثقافي هي المقصر بشأن موضوع النسيج التاريخي، إذ لا ينبغي على هذه المنظمة أن تتخلى بسهولة عن المنازل التاريخية وتتسبب في هدمها: “إذا لم يكن لدى التراث الثقافي الأموال الكافية لبدء وترميم المنازل التاريخية، فيجب أن توفر الحلول اللازمة لتجديد هذه المنازل القيمة والأثرية.”

وذكر هذا المسؤول إنه من أصل 360 هكتارًا من النسيج التاريخي لشيراز، تبقى حوالي 250 هكتارًا، وقال: “إذا لم تقدم التراث الثقافي خطة فعالة ومناسبة لتنظيم النسيج، فإن عوامل الطقس والبيئة ستؤدي بالتأكيد إلى تآكل هذه المعالم. فضلاً عن مشكلة النمل الأبيض التي تهدد المنازل التاريخية.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى