من الصحافة الإيرانية: حيتان الاقتصاد في الشرق الأوسط تطيح بإيران من قائمة المنافسين

فيما يعاني الاقتصاد الإيراني لأكثر من عقد من تداعيات الحظر الأجنبي والمخاطر على الاقتصاد، استفادت دول المنطقة من إيرادات النفط واستقطبت الاستثمارات الأجنبية لإيجاد مسار آخر لاقتصادها الخاص.

ميدل ايست نيوز: فيما يعاني الاقتصاد الإيراني لأكثر من عقد من تداعيات الحظر الأجنبي والمخاطر على الاقتصاد وعدم استقرار الاقتصاد الكلي الذي يصاحبه تدفق هائل لرؤوس الأموال إلى الخارج وعدم تحصيل عائدات النفط، استفادت دول المنطقة من إيرادات النفط واستقطبت بشتى الطرق الاستثمارات الأجنبية لإيجاد مسار آخر لاقتصادها الخاص.

وقالت صحيفة دنياي اقتصاد في تقرير لها، إن دخل بعض هذه الشركات الإقليمية بلغ في الأشهر الـ 12 الماضية أعلى من إجمالي صادرات النفط الإيرانية، كما أن تطورها المستمر من حيث الأبعاد والدخل والعدد ليس بعيدًا عن المتوقع.

وتمكنت الشركات العشر الأكثر ربحية في تركيا خلال الـ 12 شهراً الماضية من كسب أكثر من 136 مليار دولار، لتحقق نحو 16 مليار دولار أرباحاً لها.

وبالاتجاه إلى الجنوب، كسبت طيران الإمارات وحدها أكثر من 33 مليار دولار في العام المالي 2022-2023. أما قطر فهي لم تتخلف عن الركب، فقد كسبت خطوطها الجوية 14 مليار دولار في سنة مالية واحدة. يأتي هذا في وقت وصل فيه إجمالي صادرات النفط الإيراني في عام 2021 إلى نحو 39 مليار دولار.

ومر الاقتصاد الإيراني بسنوات صعبة في العقد الماضي وواجه موجات جديدة من العقوبات، وبينما يُعرف هذا العقد بالنسبة للإيرانيين بعقد التضخم وقفزات العملة وتراجع معدلات الرفاهية، لكن يبدو أنه قد أحدث تغييرات مهمة أخرى نادرا ما يتم ذكرها.

وخلال هذه السنوات، شهد المنافسون الإقليميون لإيران ظهور شركات كبيرة تعمل على المستوى العالمي ولها مساهمة ممتازة في الإنتاج والتوظيف والنقد الأجنبي لهذه البلدان. وقد ذهب هذا النمو إلى حد أن دخل بعض الشركات الكبرى في الدول المجاورة تجاوز دخل التصدير لأكبر صناعة في إيران، أي صناعة النفط.

قفزات غرب إيران

صحيحٌ أن الاقتصاد التركي يمر بوضع مضطرب منذ سنوات، وحطم معدل التضخم فيه الرقم القياسي المسجل في العقدين الماضيين، إلا أن ذلك لا ينفي النمو الكبير الذي حققته صناعة وصادرات هذا البلد في العقدين الأخيرين.

وشهدت هذه الجارة غير النفطية لإيران ظهور شركات كبيرة مسؤولة عن حصة كبيرة من الإنتاج والتوظيف في هذا البلد. تعتبر شركة “كوتش القابضة” مثلاً أكبر شركة نشطة في تركيا في مجالات الطاقة وصناعة السيارات والعلوم المالية وتجارة التجزئة والبناء والسياحة والصناعات العسكرية وخدمات الشحن وتكنولوجيا المعلومات والاستثمار والمواد الغذائية.

وتمكنت هذه الشركة من كسب حوالي 48 مليار دولار في السنة المالية الماضية، في حين أن تقديرات عائدات النفط الإيرانية في نفس السنة لم تتجاوز عتبة 40 مليار دولار، وفي هذا التقرير أيضاً وصلت عائدات النفط الإيرانية في عام 2023 إلى 40 مليار دولار.

وبطبيعة الحال، فإن قائمة الشركات التركية الكبيرة لا تنتهي هنا، إذ جاءت الخطوط الجوية التركية في المركز الثاني بدخل 17 مليار دولار، وسابانجي القابضة بـ 8.6 مليار دولار، وشركة فورد أتوسان بدخل 8.5 مليار دولار.

تقدم كبير في الساحل الجنوبي

مما لا شك فيه أن الساحل الجنوبي للخليج نما بشكل يفوق معايير وتوقعات الشرق الأوسط في العقود الأخيرة. من بين الشركات الكبرى في هذه المنطقة، تبرز شركتا طيران مشهورتان على مستوى عالمي. وبحسب الإحصائيات، تمكنت طيران الإمارات من الوصول إلى إيرادات بلغت 33 مليار دولار في السنة المالية الماضية، وأصبحت واحدة من أعلى الشركات دخلاً في المنطقة بعد عامين ماليين غير مواتيين.

من ناحية أخرى، تمكنت الخطوط الجوية القطرية من كسب 14 مليار دولار في هذه الفترة.

وكشفت السعودية، التي تحاول تغيير نمط إيرادات اقتصادها، عن شركة طيران الرياض هذا الربيع في أولى خطواتها للتوجه نحو الشركات الكبيرة غير النفطية. ويبدو أن السعودية تعتزم أيضاً تعزيز اعتماد اقتصادها على الشركات العاملة في القطاعات غير النفطية.

إقرأ أكثر

تحليل: لماذا لم يضفِ النمو الاقتصادي في إيران أثراً إيجابياً على حياة الناس؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى