من الصحافة الإيرانية: تركيا أكبر المستفيدين من العقوبات على إيران

أكد خبير في شؤون الطاقة أن السيناريو التركي الجديد في مجال الطاقة يهدف لاستبعاد إيران من معادلات الطاقة الإقليمية.

ميدل ايست نيوز: قال خبير في شؤون الطاقة إن خط الأنابيب الذي كان من المفترض أن يتجه من إيران إلى الخليج يتم إنشاؤه الآن في البصرة، وهذا يظهر استبعاد إيران عن مسار الطاقة الإقليمي.

وتحدث ميرقاسم مؤمني، في مقابلة مع وكالة إيلنا للأنباء، حول مشاريع الغاز العراقية وتأثيرها على استمرار صادرات الغاز الإيرانية إلى هذا البلد: في الحقيقة تشهد المنطقة تحالفاً وتعاوناً متعدد الأطراف في مجال الطاقة تشرف عليه تركيا، علماً أن هذا البلد لا يمتلك موارد النفط والغاز، إلا أنه يخطط لأن يكون مصدراً لموارد الطاقة إلى العالم أجمع.

وتابع: إحدى الأمور التي تسعى إليها تركيا هي إمكانية نقل غاز روسيا وأذربيجان وتركمانستان وكازاخستان من أراضيها إلى الدول الأوروبية. وفي هذا الصدد شهدنا تنفيذ خط نقل زنغزور أو خط نقل بحر قزوين لنقل النفط والغاز من حوض قزوين عبر أذربيجان إلى زنغزور – ناخجوان – تركيا ومن ثم إلى أجزاء أخرى من العالم، وبينما يجري تنفيذ هذا الاتفاقية، تتبقى المسألة القانونية والسياسية التي لم يتم حلها بعد مع أرمينيا، وإذا تم حلها فسيتم تنفيذ هذا الممر.

وقال خبير الطاقة هذا: فيما يتعلق بالعراق، فقد وقعت تركيا أيضاً مذكرة مع هذا البلد تستطيع من خلالها نقل نفط كازاخستان وتركمانستان من أذربيجان إلى تركيا ومنها إلى كركوك ثم إلى ميناء البصرة، بمعنى، أن أنقرة ستستخدم المسار العراقي بدلاً من الإيراني بحيث يصبح النفط والغاز الذي تتلقاه تركيا من مصادر مختلفة من خط الأنابيب الذي من المفترض أن يتم إنشاؤه من تركيا إلى العراق لربطه ببحر قزوين، ثم إلى أماكن أخرى.

وأكد مؤمني أن هذا السيناريو الجديد يهدف لاستبعاد إيران من معادلات الطاقة الإقليمية، مشدداً على أهمية هذه المسألة واتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد.

وذكر: يجب أن نكون اليوم قادرين على لعب دور في تفاعلات الطاقة في المنطقة، لكن العقوبات تحول دون ذلك وقد حرمتنا من أي تواصل في مجال الطاقة مع الشركات العالمية ودفعت تركيا وحتى العراق إلى الاستفادة من هذه الفترات وتوقيع عقود مع دول أخرى بحجة الحظر الأجنبي على إيران.

وكشف خبير الطاقة أن تركيا أكثر من غيرها تعد أكبر مستفيد من العقوبات على إيران، حيث تتمتع الأخيرة بأفضل موقع جيوسياسي إقليمي من الناحية الأمنية غير أن إمدادات الطاقة الخاصة بها ليست حاضرة في المشهد، وقال: تحاول تركيا استغلال هذه القدرات بحجة العقوبات وجذب الأطراف التقليدية لإيران إلى جانبها.

وأوضح: خط الأنابيب الذي كان من المفترض أن يتجه من إيران إلى الخليج يتم إنشاؤه الآن في البصرة، وهذا يظهر استبعاد إيران عن مسار الطاقة الإقليمي. كما أن هناك خط طاقة في الهند يتجاوز الإمارات وقطر والسعودية في جنوب إيران، أي من الشمال هناك زنغزور ومن الجنوب الخط الهندي ومن الغرب العراقي. في الواقع، لا يمر أي خط أنابيب دولي أو تعاوني عبر إيران، وهذا سيكون على حسابنا على المدى الطويل.

وذكر مؤمني أن تركيا تلجأ إلى نفوذها للتفاوض مع الدول العربية ودول رابطة الدول المستقلة وروسيا للحصول على موارد الطاقة وبيعها لدول العالم، وهذا ما يجعل الأتراك أكثر المستفدين من العقوبات الغربية على إيران، وقال: تفرض تركيا وجودها بشتى الطرق في جميع عقود ومعاهدات المنطقة، ونظراً لأن خطوط النفط والغاز تستغرق وقتاً طويلاً ونفقات هائلة فإنه من غير الممكن في المستقبل استبدالها أو نقلها.

إقرأ أكثر

“استراتيجي لتركيا وتهديد لإيران”.. ما قصة ممر “زنغزور”؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى