إيران قد تضطر لتجفيف هور العظيم لاستخراج النفط من حقل مشترك مع العراق

حذر مسؤول إيراني من جفاف 18 هكتار من الحوض الثاني لمستنقع هور العظيم في حال أصدرت منظمة البيئة التصريح البيئي لمشروع تطوير حقل سهراب النفطي وحفر 20 بئراً في هذا الحقل.

ميدل ايست نيوز: أكد المدير العام لمكتب التقييم البيئي في منظمة حماية البيئة الإيرانية أن المنظمة لم توافق إلى الآن على حفر آبار جديدة في حقل سهراب النفطي، محذراً من جفاف 18 هكتار من الحوض الثاني لهور العظيم في حال أصدرت منظمة البيئة التصريح البيئي لمشروع تطوير حقل سهراب النفطي وحفر 20 بئراً في هذا الحقل.

وتحدث سعيد كريمي، في حديث لوكالة إيلنا للأنباء، عن آخر المستجدات حول صدور التصريح البيئي لحفر آبار جديدة في حقل سهراب النفطي المتاخم لمستنقع هور العظيم: منحت المنظمة في الماضي تصريحاً لحفر بئرين في حقل سهراب، واليوم يتقدم مدير المشروع بطلب للحصول على تصريح بيئي لحفر 20 بئر أخرى.

وتابع: وصلنا تقرير تقييم التداعيات البيئية لمشروع تطوير هذا الحقل من قبل مكتب التقييم التابع للمنظمة منذ حوالي شهر، وانعقدت مؤخراً لجنة الخبراء الفنية لهذا المشروع، ومن المحتمل أن يتم عقد اجتماع لجنة التقييم خلال الأسبوع المقبل لتحديد النتيجة النهائية للمشروع.

وواصل هذا المسؤول: تقع الآبار الجديدة التي يطلب مدير المشروع حفرها بوسط هور العظيم. وحفر هذه الآبار، في كل الأحوال، سيكون عاملاً في جفاف جزء من الحوض الثاني من هذا المستنقع.

وفي إشارة إلى حقل سهراب النفطي المشترك بين إيران والعراق، أوضح كريمي: بعد أن قامت الحكومة العراقية بعمليات للبدء باستخراج النفط من سهراب، شدد كبار المسؤولين الحكوميين في إيران على ضرورة التحرك في أسرع وقت ممكن للاستفادة قدر المستطاع من هذا الحقل، خاصة وأن بناء آبار جديدة في حقل سهراب النفطي يتطلب استثماراً كبيراً بالنقد الأجنبي، ما يعني أن تأخر إيران في استخراج النفط من هذا الحقل سيترتب عليه خسارة مالية كبيرة بسبب سرعة الاستخراج من قبل الجانب العراقي. ولهذا الأمر، لا بد من تحديد مهام تطوير حقل سهراب النفطي في أسرع وقت ممكن.

وذكر كريمي أن الجزء العراقي من حقل سهراب يقع على اليابسة، أما الإيراني فهو يتوسط مستنقع هور العظيم، وقال: من الطبيعي أن يكون حفر البئر واستخراج النفط على اليابسة أسهل من القيام بذلك في وسط الأراضي الرطبة.

وقال المدير العام لمكتب التقييم البيئي في منظمة حماية البيئة الإيرانية: تبذل منظمة البيئة قصارى جهدها لتنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي الوطني بعد تحقيقات ودراسات الخبراء والمراقبة المستمرة لتنفيذ المشروع أثناء حفر آبار جديدة بطريقة تقلل من الأضرار التي ستلحق بهور العظيم.

وأضاف: لا يمكن إنكار أن حفر هذه الآبار يتطلب تجفيف أجزاء من المستنقعات، لكن نظراً للأهمية الإستراتيجية لاستخراج النفط من الحقل المشترك مع العراق، يجب أن نلزم مدير المشروع باستخدام الطرق والأساليب التي لها أقل التداعيات السلبية على المستنقعات.

وصرّح كريمي في الختام: إذا تسبب المشرف على المشروع في أي ضرر للأراضي الرطبة في هور العظيم وبيئة المنطقة أثناء تنفيذ المشروع، فيجب عليه دفع تكاليف الأضرار المرتبطة به.

وسبق لنائب المساحة الطبيعية بالإدارة العامة لحماية البيئة في خوزستان أن حذر من وضعية المستنقعات والأراضي الرطبة في المواسم الحارة والحالة الحرجة لهور العظيم.

وذكر هذا النائب أن “هور العظيم يعاني من حالة حرجة للغاية ونحن قلقون بشأن مستنقعاته ومساحاته المائية خلال فصل الصيف. فإذا لم تتم إتاحة الاستفادة من حقوق هذا الهور المائية، فسيخلق ذلك العديد من الكوارث الطبيعية، بما في ذلك الحرائق ونفوق الحيوانات المائية والعواصف الغبارية”.

وفي يوليو عام 2021، رفضت وزارة النفط الإيرانية تصريحات نائب منظمة البيئة الإيرانية حول تجفيف مناطق من الهور العظيم لاستخراج النفط من قبل شركات صينية.

وأكدت الوزارة في بيان أن عمليات استخراج النفط في هذه المنطقة تخضع لشروط التنقيب البحري ولم تكن هناك حاجة لتجفيف الهور أو الحد من وصول المياه إليه.

وجاء هذا النفي بعد أن كشف مسؤول في منظمة البيئة الإيرانية حينها أن “منطقة الهور العظيم، بمحافظة خوزستان تم تجفيفها بتصريح من مجلس الأمن القومي الإيراني لتسهيل عمليات شركة نفطية صينية”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى