مطالبات مثيرة للجدل لطالبان بشأن المهاجرين الأفغان في إيران
التقى مسؤولان من السفارة الأفغانية في طهران في الأيام الأخيرة بالمدير العام للشؤون الدولية في المنظمة الوطنية للهجرة.
ميدل ايست نيوز: التقى مسؤولان من السفارة الأفغانية في طهران في الأيام الأخيرة بالمدير العام للشؤون الدولية في المنظمة الوطنية للهجرة، ورغم أن هذا اللقاء لم يحظ باهتمام كبير إلا أن النقاط التي أثيرت فيه مثيرة للجدل.
وبعد الأنباء عن وجود 8 ملايين و400 ألف مهاجر أفغاني في إيران، جزء كبير منهم غير شرعي، طالب مسؤولو السفارة الأفغانية إيران بتوفير الظروف المناسبة لتسهيل حياة هؤلاء المهاجرين قدر الإمكان.
وفي الوقت الذي بدأت فيه باكستان جارة إيران خطة لترحيل مليون و700 ألف مهاجر أفغاني بسبب عدم تعاون طالبان مع الحكومة الباكستانية، تلتزم إيران الصمت حيال أعداد المهاجرين الغفيرة بل ويتضح من سياسات المنظمة الوطنية للهجرة فيما يتعلق بالمهاجرين الأفغان أنها تتماشى إلى حد كبير مع طلبات سلطات طالبان التي ترفض تقديم أي حصة مائية لإيران من هلمند.
واحتج محمد أجمل ويار، مدير مكتب السفير الأفغاني، وعبد الباسط إمامي، رئيس شؤون المهاجرين في السفارة الأفغانية في طهران، خلال اللقاء الذي جمعهما مع روح الله قادري، المدير العام للشؤون الدولية في منظمة الهجرة الوطنية الإيرانية، على السياسات التي تتبعها السلطات الإيرانية في تقييد وجود الأفغان في بعض المحافظات.
واعتبر هؤلاء “منع عمل المهاجرين الأفغان كبائعين أو متدربين لدى الباعة في شيراز وبعض ضواحيها إحدى العراقيل التي تواجه المهاجرين الأفغان”. علماً أن محافظة شيراز تستضيف عدداً كبيراً من الأفغان، وقد تسببت هذه الكثافة السكانية في فرز العديد من المشاكل أهمها البطالة بين الشباب.
وذكر محمد حسيني، ممثل بوشهر في المجلس الأعلى للمحافظات، نقلاً عن وزير العمل صولت مرتضوي، أن “5 ملايين فرصة عمل في إيران يحتكرها المهاجرون الأفغان في الوقت الحالي”. وبالنظر إلى عدد المهاجرين البالغ 8 ملايين و400 ألف، فإن هذا الرقم يوضح المستوى الكبير لفرص العمل التي يحتكرها الأفغان في مختلف المحافظات. يأتي هذا في وقت يشهد فيه معدل البطالة في إيران ارتفاعاً مستمراً، ووفقا للخبراء، ليست هناك حاجة للعمالة الأجنبية في البلاد مع معدل البطالة الحالي.
وأشار مسؤولو طالبان أيضاً خلال هذا اللقاء إلى “تيسير إصدار رخص القيادة للمهاجرين وإنشاء آلية مناسبة للقضايا القانونية في مجال الحصول على الممتلكات المنقولة وغير المنقولة للمهاجرين”.
ولا تزال المنظمة الوطنية للهجرة تصر على أن عدد المهاجرين الأفغان في إيران لم يتجاوز عتبة الـ 5 ملايين، وهي إحصائيات نفاها ممثل الحكومة بذاته. هذا على الرغم من أن معظم الدول المتقدمة تعلن عن قبول عدد معين من المهاجرين كل عام وتطبق العديد من المعايير الصارمة كي لا تتجاوز هذا العدد.
ولم تكتف هذه المنظمة بعدم الإعلان عن عدد المهاجرين الذين ستقبلهم هذا العام فحسب، بل أخفت الإحصاءات الدقيقة حول توزعهم السكاني في إيران.
ورغم كل ذلك، طالب مسؤولو السفارة الأفغانية خلال هذا اللقاء “بالتعاون والعمل على إقامة الشعائر الدينية من قبل الجالية الأفغانية مثل صلاة الجمعة وعيد الفطر في الأماكن المكتظة بالمهاجرين”. يأتي هذا الطلب في وقت تشدد طالبان من سياساتها تجاه الأقلية الشيعية في أفغانستان وتمنعهم من ممارسة حقهم الديني.
إقرأ أكثر
إيران والمهاجرون الأفغان… عندما يتحول العمل الإنساني إلى أزمة