البيت الأبيض: فاغنر بصدد توفير دفاعات جوية لإيران أو حزب الله
قال البيت الأبيض، الثلاثاء، إن مجموعة فاغنر المسلحة الروسية تستعد لتعزيز الدفاعات الجوية لحزب الله اللبناني أو النظام في طهران.

ميدل ايست نيوز: قال البيت الأبيض، الثلاثاء، إن مجموعة فاغنر المسلحة الروسية تستعد لتعزيز الدفاعات الجوية لحزب الله اللبناني أو النظام في طهران، في إطار “تعاون دفاعي غير مسبوق” بين خصمي الولايات المتحدة.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، ــ في حديث أفادت به صحيفة “تليغراف” إن واشنطن مستعدة لاستخدام عقوبات مكافحة الإرهاب ضد الأفراد أو الكيانات الروسية التي قد تقوم “بعمليات النقل المزعزعة للاستقرار”.
وتمت إعادة فاغنر، التي يمولها الكرملين، إلى الخط بعد أن شكل التمرد الفاشل في يونيو أكبر تهديد لحكم الرئيس فلاديمير بوتين المستمر منذ عقدين.
وجاء تقييم واشنطن مع ظهور أدلة على أن فاغنر لا تزال تستخدم مقرها الرئيسي في سان بطرسبرغ بعد أشهر من مداهمة قوات الأمن الروسية للموقع في أعقاب مسيرة الزعيم السابق يفغيني بريجوزين في موسكو.
أشارت تقارير في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن المجموعة تخطط لتزويد حزب الله، الجماعة التي تتخذ من لبنان مقراً لها والمدعومة من طهران، بنظام الدفاع الجوي Pantsir-S1 .
ويستخدم النظام ، الذي يعرفه حلف شمال الأطلسي باسم SA-22 ، صواريخ مضادة للطائرات ومدافع دفاع جوي لاعتراض الطائرات.
وقال كيربي في مؤتمر صحفي إن “الشراكة المتوسعة” بين موسكو وطهران تهدد المجتمع الدولي.
وأضاف أن واشنطن تدرك أن إيران تزود روسيا “بأعداد كبيرة” من الطائرات بدون طيار والقنابل الجوية الموجهة وذخيرة المدفعية في حربها في أوكرانيا.
وفي مقابل هذا الدعم، “عرضت روسيا على طهران تعاوناً دفاعياً غير مسبوق، بما في ذلك في مجال الصواريخ والإلكترونيات والدفاع الجوي”.
كما شارك معلومات استخباراتية تم رفع السرية عنها حديثًا تشير إلى أن هذا التعاون العسكري قد يمتد إلى حزب الله.
وأضاف: “معلوماتنا تشير كذلك إلى أن فاغنر، بتوجيه من الحكومة الروسية، كانت تستعد لتوفير قدرة دفاع جوي إما لحزب الله أو إيران”.
وقد يؤدي مثل هذا النقل إلى تصعيد التوترات في الشرق الأوسط مع استمرار إسرائيل في شن عمليتها لاجتثاث حماس من قطاع غزة.
وتصاعدت حدة الاشتباكات عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان في الأيام الأخيرة.
وقد تصاعدت المخاوف من أن الجماعة الإرهابية قد تتحرك لفتح جبهة جديدة في الحرب.
وقد حذرت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً حزب الله وغيره من الجماعات الوكيلة لإيران من تصعيد الصراع.
وقد نشر جو بايدن، الرئيس الأمريكي، حاملات طائرات وقوات في المنطقة لتكون بمثابة رادع.
وقال كيربي إن إدارة بايدن “ستراقب عن كثب” ما إذا كانت مجموعة فاغنر ستمضي قدماً في عملية النقل.
وأضاف أن إيران تتطلع في المجمل إلى شراء معدات عسكرية روسية بقيمة “مليارات الدولارات”، بما في ذلك مروحيات هجومية ورادارات وطائرات تدريب قتالية.
وتمثل تصريحاته أحدث تحذير من واشنطن بشأن تعميق العلاقات العسكرية بين موسكو وطهران.
وقال كيربي إن العلاقة المزدهرة “تضر بشكل واضح بأوكرانيا، وبالتأكيد تضر بجيران إيران، وبكل صراحة تضر بالمجتمع الدولي”.
وسلط الضوء بشكل خاص على الزيارة الرسمية التي قام بها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى إيران في سبتمبر/أيلول، والتي وُصفت بأنها “خطوة مهمة” للتعاون العسكري بين الحلفاء.
وخلال الزيارة، استعرض المسؤولون الإيرانيون مجموعة من أنظمة الصواريخ المتقدمة قصيرة المدى.
وقال كيربي إن البيت الأبيض “يشعر بالقلق” من أن النظام الإيراني قد “يذهب خطوة أبعد” في دعمه للحملة الروسية في أوكرانيا نتيجة لذلك، ويمكن أن يزود موسكو أيضًا بصواريخ باليستية لاستهداف القوات الأوكرانية.
وجاء تحذيره في الوقت الذي يواجه فيه بايدن مقاومة مستمرة لطلبه الحصول على أكثر من 61 مليار دولار (48.6 مليون جنيه إسترليني) كتمويل طارئ لأوكرانيا من الجمهوريين اليمينيين في الكونجرس.
وتعد هذه المساعدة جزءًا من طلب تمويل أكبر بقيمة 106 مليارات دولار (84.5 مليار جنيه إسترليني) من الرئيس الأمريكي والذي سيشمل أيضًا الإنفاق الدفاعي على إسرائيل وتايوان وتعزيز حدود الولايات المتحدة مع المكسيك.
وفي مطلع الشهر الجاري، قال مسؤولون أميركيون لصحيفة “وول ستريت جورنال” إنّ لدى الولايات المتحدة معلومات استخبارية تشير إلى أنّ مجموعة فاغنر قد تمد حزب الله بنظام للدفاع الجوي.
وأوضحت الصحيفة أن الأمر يتعلق بنظام بانتسير (إس_22 وفق التعريف الغربي)، الذي يستخدم الصواريخ المضادة للطائرات وأسلحة الدفاع الجوي من أجل اعتراض الطائرات.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤول أميركي، لم تسمه، قوله إن واشنطن لم تتأكد بعد من إرسال نظام بانتسير إلى لبنان، لكنها أشارت إلى أن أميركا تراقب مفاوضات تجرى بين فاغنر وحزب الله، وتشكل إمكانية تسليم تلك المنظومة مصدر قلق بالنسبة لها.