“بسعة 60 مليون متر مكعب”.. طالبان تخطط لبناء سد جديد بالقرب من إيران وخبراء يحذرون من مخاطره

أعلنت حركة طالبان في أفغانستان مؤخراً أنها تخطط لبناء سد في خاشرود بإقليم نيمروز بالقرب من الحدود الإيرانية.

ميدل ايست نيوز: فيما لم تصل بعد التوترات والخلافات مع طالبان حول حقوق إيران المائية من هلمند إلى نتيجة مثمرة، أعلنت هذه الجماعة مؤخراً أنها تخطط لبناء سد في خاشرود بإقليم نيمروز بالقرب من الحدود الإيرانية.

ونهر خاشرود هو أحد فروع نهر هلمند، الذي تسبب في تصاعد التوترات لفترة طويلة بين إيران وطالبان. حيث طالبت طهران عدة مرات حكومة طالبان بتقديم حصة إيران المائية من هذا النهر المشترك، غير أن المسؤولين في هذه الجماعة أكدوا أنه “لا يوجد ما يكفي من المياه بسبب أزمة الجفاف”.

وقال مولوي عبد اللطيف منصور، القائم بأعمال وزارة الطاقة والمياه في حكومة طالبان، مؤخراً، إن الجفاف في أفغانستان وإيران هو “اختبار عظيم من الله” و”نصلي” من أجل هطول الأمطار لحل مشكلة حصة إيران من هلمند.

وأكد هذا المسؤول، في تصريح أوردته وكالة أنباء الصوت الأفغاني، أن الغرض من سفر وفد طالبان إلى طهران الأسبوع الماضي هو التفاوض مع السلطات الإيرانية من أجل “تمديد عقد تصدير الكهرباء” إلى أفغانستان، وتفادي انقطاعها و”خفض الرسوم الجمركية”.

وتقوم إيران بتصدير الكهرباء إلى أفغانستان منذ ما قبل عودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان. وذكرت وكالة الأنباء هذه أيضًا أن الملا عبد الغني برادر، نائب رئيس وزراء طالبان، أخبر المسؤولين الإيرانيين الأسبوع الماضي أنه “بمجرد أن يتضح لنا توفر المياه في هلمند فسيتم إطلاق حصة إيران”.

سد جديد

وفي هذا الصدد قالت وكالة أنباء الصوت الأفغاني: إن حركة طالبان تخطط لبناء سد في خاشرود بولاية نيمروز قرب الحدود الإيرانية، بناء على “أمر استثنائي” من الملا هبت الله أخوند زاده.

ويقال أنه سيتم بناء هذا السد بارتفاع يقارب 50 مترًا، وتبلغ طاقته التخزينية حوالي ستة ملايين متر مكعب، ومع اكتماله سيروي أكثر من ثمانية آلاف هكتار من الأراضي الزراعية في مناطق جلستان ودلارام وخاشرود وغوري وتشاخانسوري في هذه الولاية.

الناشط البيئي محمد درويش تحدث لـ “انتخاب” عن مخاطر سد طالبان الجديد على إيران وقال إن “سعة هذا السد 60 مليون متر مكعب وليس 6 ملايين كما أدعت وسائل الإعلام الأفغانية”.

وأضاف: يقع هذا السد في أحد فروع مستجمع مياه هلمند الذي يصل إلى زابل وسيستان، وأي سد يقام في مساره يشكل خطورة على إيران ويزيد من ظروف الجفاف في مجرى النهر.

وأعلنت وزارة التعمير والتنمية الريفية في أفغانستان أنه سيتم تشكيل لجنة فنية متخصصة من قبل هذه الوزارة للبدء في إنشاء هذا السد.

يأتي هذا في وقت افتتحت فيه أفغانستان سد بخش آباد منذ وقت ليس ببعيد في نهر فراه رود بولايت فراه بحضور مسؤولين رفيعي المستوى من طالبان.

وفيما يتعلق بحق إيران المائي من هلمند، قال وزير الخارجية الإيراني منذ أيام خلال لقائه نائب رئيس وزراء الحكومة الأفغانية للشؤون الاقتصادية إن “قضية حق المياه لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية غاية في الأهمية، كما أن حساسية قضية المياه وتأثيرها المباشر على البيئة وحياة ومعيشة الناس، تتطلب إعطاء اهتمام أكثر لتقديم حق إيران المائي من قبل الحكومة الأفغانية”.

وعلى الرغم من طرح إيران عدة مرات مسألة الحقوق المائية من هلمند أمام مسؤولين في طالبان، إلا أن إجراء لم يتخذ إلى الآن في هذا الصدد من قبل كابل.

وأشار بير محمد ملازهي، الخبير في قضايا شبه القارة الهندية، في مقابلة مع صحيفة “دنياي اقتصاد” إلى الخلافات حول حقوق إيران من هلمند، وقال: هناك تصور موجود ليس فقط بين طالبان، بل أيضا بين المجتمع الأفغاني برمته، بأن مياه نهر هلمند هي حق طبيعي لهم، ولا ينبغي أن تعطى للدول المجاورة. ولذلك فإن طالبان جزء لا يتجزأ من هذه المشكلة والرأي العام أيضا.

ورداً على ما يجب فعله الآن، أوضح هذا الخبير: الحل الوحيد هو أن تخلق إيران تبعية اقتصادية لأفغانستان. وهذا يعني إيجاد نوع من الاعتماد المتبادل. بمعنى نحن بحاجة إلى الماء وهم بحاجة إلى الطاقة والوقود.

وأضاف: يبلغ عدد سكان أفغانستان ما يقرب من 38 مليون نسمة ويعتمدون في الشتاء على الفحم والحطب، لذا فهم في حاجة ماسة إلى المحروقات. ولذلك، يمكن لإيران زيادة إنتاج كبسولات الغاز والسيطرة على سوق الوقود الأفغاني.

واختتم قائلاً: يجب على إيران أن تحدد كافة احتياجات أفغانستان. إذ يتضح أن الأخيرة بحاجة ماسة اليوم إلى الخدمات الفنية والهندسية والتكنولوجية والاستثمار في قطاع الصناعة والزراعة. بالتالي، إذا استثمرت إيران في أي من هذه المجالات، فيمكنها إقامة اعتماد متبادل مع أفغانستان، وتشكيل مصالح مشتركة، والاستمرار في الحصول على حقوقها من هلمند.

إقرأ أكثر

طالبان لا زالت ترفض تقديم أي حصة مائية لإيران من هلمند

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى