مخرج إيراني شهير يحذر من تعرض السينما الإيرانية للانهيار
انتقد مجيد مجيدي المخرج الإيراني الشهير والمرشح لجائزة الأوسكار السياسات الثقافية للحكومة في إيران.
ميدل ايست نيوز: انتقد مجيد مجيدي المخرج الإيراني الشهير والمرشح لجائزة الأوسكار السياسات الثقافية للحكومة في إيران، محذراً من تعرض السينما الإيرانية لخطر الانهيار.
وأفادت وكالة إيلنا، أن مجيدي قال خلال جلسة بعنوان “تمثيل الأنثروبولوجيا في السينما”: إذا لم نتمكن من نقل تراثنا الثقافي، فسوف نتعرض لأضرار جسيمة. خذوا أفغانستان مثلاً، والتي على الرغم من حضارة هرات الغنية، إلا أنها لا تملك أي أثر لتلك الحضارة اليوم، مما أدى إلى اختفاء الهوية هذه.
وأضاف: ذهبت إلى أحد المهرجانات في طوكيو في أواخر التسعينيات. وهناك قال مشرفو وأعضاء المهرجان إن معرفتنا بإيران تقتصر على الأخبار. كانوا يقولون إننا نعتقد أن الإيرانيين كلهم إرهابيون، ولكن بعد مشاهدة الأفلام الإيرانية، أدركنا مدى ثراء الثقافة الإيرانية وغناها. وقالت سوزان سانتاغ، الناقدة الأميركية البارزة، بعد مشاهدتها فيلم “أطفال السماء” (بچه های آسمان) إنها تنحني للثقافة والحضارة الإيرانية.
وقال هذا المخرج: للأسف، لم يتم النظر إلى الثقافة والفن بشكل صحيح في السنوات الأخيرة في إيران، بينما نرى دائما دعما له فقط في الشعارات!
وذكر مخرج فيلم “لون الفردوس” (رنگ خدا) أن السينما الإيرانية وصلت إلى ذروة النمو في التسعينيات ومطلع الألفية الثانية، وقال: لقد انخفض نمو السينما الإيرانية في السنوات الأخيرة، ونحن في صدد تعرضنا للأنهيار بطريقة أو بأخرى لما نعيشه من روتين يومي في حياتنا، ولعلّ أحد أسباب الروتين هو قصر عمر المديرين الثقافيين، الذين يرغبون برؤية نتائج سياساتهم في الفترة الخاصة بهم فقط.
وأشار المخرج الإيراني إلى أن رغبة المجتمعات الإنسانية في التواصل قد زاد، وأوضح: قبل سنوات قليلة ومع انتشار المسلسلات التركية، ازداد الشعور بتعرض العائلات للخطر الثقافي، فتشكلت العديد من المنصات لمنافستها، لكن للأسف، ما نراه اليوم من أعمال سينمائية على هذه المنصات أكثر سخافة من المسلسلات التركية! أما التلفزيون، وبعد الفجوات التي أوجدها بينه وبين جمهوره، فقد وصل عدد مشاهديه إلى 10-15% فقط، ونزر يسير من هذه النسبة هم مشاهدو كرة القدم!
وفي ختام حديثه، أكد مجيدي أن التاريخ والثقافة يجب أن “يكونا خارطة مسارنا”، وقال: إننا في إيران نرى هويتنا في أعمال المخرج كيارستمي، وحاولت أنا أيضاً الحفاظ على الهوية الدينية والوطنية في أعمالي.