كابوس الإفلاس يلاحق الخطوط الجوية الإيرانية

على الرغم من نمو عدد وأسعار رحلات الخطوط الجوية الإيرانية في العام الماضي، إلا أن خسائر هذه الشركة ما زالت آخذة في الازدياد.

ميدل ايست نيوز: لطالما كانت تعتبر الخطوط الجوية الإيرانية من أهم العلامات التجارية في صناعة الطيران في الشرق الأوسط، إلا أنها اليوم لا تعاني من خسائر جسيمة فحسب، بل لجأت إلى أخذ قروض هائلة من الشبكة المصرفية لتعويض هذه الخسائر وشراء أسطول جوي ودفع رواتب موظفيها، بحيث وصلت إلى مرحلة عجزت فيها على تسديد هذه القروض.

وقالت شرق في تقرير لها، إنه في مايو 2019، أثير الحديث عن تسليم الخطوط الجوية الإيرانية للقطاع الخاص، لكن خسارة هذه الشركة كانت فادحة لدرجة أنه تم إلغاء مناقشة تسليمها، وأعلنت وزارة الطرق والتنمية الحضرية حينها أنه لن يتم تسليم الخطوط الجوية الإيرانية للقطاع الخاص حتى تحقق الشركة أرباحا وتباع بالسعر الحقيقي.

ونشرت وزارة الاقتصاد الإيرانية تقريراً عن الأداء المالي لـ 1000 شرکة مملوكة للدولة، بما فيها الخطوط الجوية للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وعلى الرغم من نمو عدد الرحلات وأسعار الرحلات في العام الماضي، إلا أن خسائر هذه الشركة ما زالت آخذة في الازدياد، وذلك بسبب خسائر صرف العملة الأجنبية الناجمة عن الديون وعدم القدرة على سدادها.

وبناء على هذا التقرير، وصلت الخسارة المتراكمة لهذه الشركة، التي كانت ذات يوم واحدة من أهم العلامات التجارية لشركات الطيران في الشرق الأوسط، إلى أكثر من 8 تريليون تومان.

ووفقاً للخطوط الجوية الإيرانية، فإن عدد الطائرات النشطة للشركة يبلغ 55 طائرة، 13 طائرة منها من طراز ATR وثلاث طائرات من طراز إيرباص 330 و320. في حين كان من المفترض شراء 200 طائرة بموجب العقود التي أبرمتها الشركة مع شركات البيع الأجنبية إيرباص وبوينغ و ATR.

ووفقًا لبيانات الشركة، فإن 39 طائرة بتكلفة إجمالية قدرها 9 تریلیون و304 ملیار و400 مليون تومان وقيمة دفترية صافية قدرها 8,310 مليار تومان متوقفة عن التحليق، و10 طائرات منها تعود لطراز ATR. وأرجعت الخطوط الجوية الإيرانية هذه المشكلة إلى العقوبات الأمريكية، والنقص الشديد في السيولة، والصعوبات في توريد قطع الغيار في الوقت المناسب.

وفي قسم المطالبات من عملاء الشركة، يعتبر الدين السنوي لمؤسسة رئاسة الجمهورية البالغ 176 مليار تومان رقما يدعو للحيرة. كما ورد في هذا التقرير أن معدل مبيعات الرحلات الداخلية للشركة يتم تحديده بناءً على موافقات المجلس الأعلى للطيران المدني.

وتعتمد أسعار مبيعات التذاكر للرحلات الأجنبية وإيرادات الشحن الأجنبي في إيران على أسعار الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) أو قسم تطوير المبيعات بالخطوط الجوية. بينما كان الجزء الأكبر ونحو 85 في المائة من إجمالي دخل الشركة مرتبطا بالدخل الأجنبي.

وفي جزء آخر من تقرير الخطوط الجوية الإيرانية تمت الإشارة إلى أن عدد موظفي هذه الشركة في العام السابق بلغ 6996 موظفاً رسمياً ومتعاقداً، فضلاً عن 1697 موظفاً في شركات الخدمات.

وتم تخصيص نحو تريليون و633 مليار تومان من مصادر الصندوق الوطني للتقاعد لدفع رواتب متقاعدي هذه الشركة في العام السابق. هذا على الرغم من أن العديد من الموظفين المتقاعدين في هذه الشركة احتجوا في السنوات الأخيرة على عدم حصولهم على رواتب تتناسب مع أقساط التأمين المخصومة منهم.

 

(سعر الدولار في إيران: حدود 51.000 تومان)

إقرأ أكثر

إيران تعلن استعدادها لصيانة الطائرات وأنظمة مطارات دول العالم محلياً

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى