هل تدخل إيران والولايات المتحدة والوكالة الذرية فصلاً جديداً من العلاقات؟

قبلت كل من الولايات المتحدة وإيران حقيقة أن خيار العودة إلى مفهوم "خطة العمل الشاملة المشتركة" أصبح عمليًا خارج نطاق الإمكانية والاعتبار.

ميدل ايست نيوز: بعد تصاعد التوترات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن استبعاد طهران بعض مفتشي الوكالة وتحذير الوكالة من مخاوفها حيال إقدام إيران على تطوير أسلحة نووية، طرحت العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت إيران تسعى إلى فتح فصل جديد من العلاقات النووية مع الوكالة، وهل هناك فرصة لإعادة العلاقات بين إيران والوكالة أم لا؟

وقال جلال ساداتيان، الدبلوماسي الإيراني السابق في بريطانيا والمدير العام السابق لشرق آسيا بوزارة الخارجية الإيرانية، في مقابلة مع موقع فرارو: “نقطة مهمة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في تحليل المسائل المتعلقة بالملف النووي الإيراني، هي أنه بالنظر لطبيعة المعلومات المقطرة التي تقدم رسمياً من قبل المؤسسات ذات الصلة بالطاقة النووية في إيران، فإنه من غير الممكن لأي محلل أو ناشط في مجال تحليل القضايا السياسية التعليق على هذا الشأن بشكل مؤكد وقاطع.

يضيف ساداتيان: لتحليل هذه المسائل نلجأ إلى المعلومات الرئيسية في وسائل الإعلام الرسمية في إيران. لذا، بعد التطورات الإقليمية وبعد الهجوم الأولي الذي شنته حماس ومن ثم ردود الفعل الإسرائيلية القوية، أعلنت الولايات المتحدة عدة مرات أنها لا تنوي الدخول في صراع مع إيران، والمحادثات التي تجري خلف الكواليس تشير بشكل أو بآخر إلى سيطرة الطرفين (إيران وأمريكا) على أوضاع المنطقة.

وأشار الدبلوماسي الإيراني السابق إلى وجود محادثات ثنائية بين إيران وأمريكا، فقال: يعقد هذه المحادثات مندوب إيران لدى الأمم المتحدة على هامش اجتماع الأمم المتحدة أو في نيويورك. كما يتم الحفاظ على هذه المحادثات في حالات مختلفة بمساعدة وسطات الدول الأخرى.

وواصل: إن التكهنات حول سلسلة هذه المحادثات تثير حقيقة أن خطة العمل الشاملة المشتركة والملف النووي ربما يكون على جدول أعمال هذه المحادثات. وهذا يعني أن قضية غزة لم تكن موضوع المحادثات إلا في الشهر الماضي، ولكن القضايا الجانبية الأخرى، بما في ذلك الملف النووي وخطة العمل الشاملة المشتركة، لها مكانة خاصة بين إيران والولايات المتحدة.

وقال المدير العام السابق لشرق آسيا بوزارة الخارجية الإيرانية: لقد قبلت كل من الولايات المتحدة وإيران حقيقة أن خيار العودة إلى مفهوم “خطة العمل الشاملة المشتركة” أصبح عمليا خارج نطاق الإمكانية والاعتبار، ويبدو أن مثل هذا الأمر غير مرجح.

وأردف: تمتلك إيران حاليا إمكانية التخصيب بنسب عالية. وحتى وقت مضى، كانت إيران بحاجة إلى دول أخرى في هذا المجال، لكنها الآن تعتمد على نفسها بشكل كامل ولديها القدرة على تطوير التخصيب وتنميته.

وأكد ساداتيان أن إيران أظهرت حتى الآن التزاماً بالقوانين الدولية قدر الإمكان. وقال: تسعى الدول الغربية والولايات المتحدة أيضًا إلى إجبار إيران على الحد من أنشطتها النووية وعدم تجاوز الحدود التي حددتها الوكالة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 − خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى