دول أوبك بلس تجتمع لتحديد استراتيجية التكتل بعد مفاوضات حثيثة
بعد إرجاء الاجتماع بسبب خلافات، بدأت دول أوبك بلاس لقاء الخميس لتحديد استراتيجية التكتل للعام 2024 مع هدف كبح الانخفاض الأخير في سعر النفط.
ميدل ايست نيوز: هل ستتجه دول التحالف إلى مزيد من خفض الإنتاج أم ستكتفي بالإبقاء على استراتيجيتها؟ يثير هذا السؤال قلق الأسواق.
ارتفعت الأسعار صباحا مع ترجيح المستثمرين الخيار الأول، فقد ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال احتمال تبنى خفض طوعي إضافي للإنتاج بما يصل إلى مليون برميل يوميا.
وبدأ وزراء منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) الثلاثة عشر، بقيادة السعودية، اجتماعهم نحو الساعة الحادية عشرة صباحا بتوقيت فيينا (العاشرة بتوقيت غرينتش)، بمقر المنظمة عبر الفيديو. وسينضم إليهم شركاؤهم العشرة بقيادة روسيا حوالى الساعة الثالثة بعد الظهر (14,00 ت غ)، وفق مصدر مقرب من أوبك بلاس.
اتفاق جماعي مستحيل؟
كُثّفت المفاوضات في الأيام الأخيرة، فيما حاولت السعودية التي تتحمل الجزء الأكبر من التخفيضات إقناع الدول الإفريقية بتقاسم العبء.
وقال مصدر مطلع لوكالة فرانس برس، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن “الخلاف مستمر”. وأضاف أنه إذا لم يتم التوصل إلى حل وسط في الساعات المقبلة، فمن الممكن تأجيل هذه القضية حتى عام 2024.
ومن بين الدول الرافضة أنغولا ونيجيريا وهما تريدان “زيادة حصتيهما الإنتاجية” من أجل تعزيز العائدات النفطية، وهي مصدر للعملات الأجنبية، حسب ما أشار مصدر آخر. لكن المصدران قللا من تأثير هذا الخلاف على التحالف المتحد حول الرياض وموسكو.
ولم يتقبل هذان البلدان نتائج الاجتماع الأخير في حزيران/يونيو الماضي، والذي شهد خفضاً في أهدافهما الإنتاجية. وعلى العكس من ذلك، سُمح للإمارات العربية المتحدة بمواصلة تعزيز إنتاجها النفطي الخام نظرا لقدرتها الاحتياطية الكبيرة.
ووفق محللي شركة “دي إن بي”، يبدو من غير المرجح التوصل إلى اتفاق على مستوى مجموعة أوبك بلاس. وبدلا من ذلك، يتوقع المحللون الإبقاء على الحصص الحالية، وهو “الطريق الأسهل الذي يمكن اتباعه”.
كما تم ذكر احتمال إقرار تخفيضات مختلفة باختلاف الدول، مع “احتمال أن تكثف المملكة العربية السعودية جهودها”، بحسب أحد المصادر.
قرارات محدودة الأثر
منذ نهاية عام 2022، أبقت أوبك بلاس حوالى 5 ملايين برميل يوميا في باطن الأرض، مستغلة ندرة الإمدادات لمحاولة رفع الأسعار التي يقوضها عدم اليقين الاقتصادي على خلفية ارتفاع معدلات الفائدة.
وخفّض التحالف في البداية الانتاج بنحو مليوني برميل، بمناسبة اجتماع أعضائه الثلاثة والعشرين في فيينا، بعد سلسلة طويلة من الاجتماعات عبر الفيديو بسبب وباء كوفيد.
وفي أيار/مايو الماضي، أعلن تسعة أعضاء من بينهم السعودية وروسيا، عن تخفيضات طوعية مفاجئة بإجمالي 1,6 مليون برميل يوميا.
وفي “هدية سعودية”، بحسب تعبير وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، خفّضت الرياض إنتاجها بعد شهر بما يصل إلى مليون برميل إضافي، وهو قرار جرى تمديده شهريا حتى نهاية عام 2023، وتبنّته روسيا أيضا وإن بدرجة أقل.
لكن رغم هذه الإعلانات، فإن مؤشري الخام المرجعيين بالكاد ارتفعا مقارنة بحزيران/يونيو (+5% تقريبا)، وإن كانا أعلى من متوسط السنوات الخمس الماضية.
تناهز الأسعار حاليا عتبة 80 دولارا للبرميل (84,02 دولارا للبرميل من خام برنت و78,66 دولارا للبرميل من خام غرب تكساس الوسيط الخميس حوالى الساعة 10,30 ت غ) بعد ارتفاع قصير الأمد لخام برنت إلى ما يقرب من 100 دولار في نهاية أيلول/سبتمبر.