هل إنشاء بنوك مشتركة بين إيران والدول الأخرى يساهم في انتعاش التجارة؟

إن مشكلة إنشاء بنك مشترك بين إيران وسوريا تكمن في أن الليرة السورية غير متداولة في إيران كما الريال الإيراني في سوريا. لهذا، من غير الممكن شراء البضائع بالريال الإيراني والليرة السورية من قبل تجار البلدين.

ميدل ايست نيوز: كشف رئيس البنك المركزي الإيراني بالأمس عن إنشاء أول بنك إيراني في سوريا بهدف زيادة العلاقات المالية والتجارية بين البلدين.

وكان فرزين قد تحدث خلال لقائه مع نظيره السوري عن حذف الدولار من التبادلات التجارية بين البلدين، لكن رجال الأعمال الإيرانيين يقولون إن إنشاء فروع للبنوك الإيرانية في دول أخرى لم يسهل قط تدفق التجارة بين إيران وشركائها الأجانب، ورأوا أن فكرة إنشاء بنك مشترك ليست عملية بالنظر إلى تأثير الدولار في التجارة الخارجية لإيران والشركاء التجاريين لهذا البلد.

وفي هذا الصدد، يقول علي أصغر زبردست، نائب رئيس غرفة التجارة الإيرانية السورية المشتركة، في حديث لإيلنا: أثيرت مسألة إنشاء بنك مشترك بين إيران وسوريا منذ خمس سنوات، وقرر البنكان المركزيان في البلدين إنشاء فرع للمعاملات المالية، لكن السؤال هو إلى أي مدى يمكن إجراء المعاملات المالية بالدولار في هذا البنك المشترك.

وأضاف: اذا كان من المفترض أن يقوم الطرفان بحذف الدولار من المعاملات التجارية للبلدين والتجارة بالعملات الوطنية، فإن المشكلة تكمن في أن الليرة السورية غير متداولة في إيران كما الريال الإيراني في سوريا. لهذا، من غير الممكن شراء البضائع بالريال الإيراني والليرة السورية من قبل تجار البلدين ما لم يضمن البنك المركزي الإيراني تحويل الليرة السورية إلى الريال الإيراني بسعر معقول، وهو ما لم يفعله حتى الآن.

وأكد هذا المسؤول أنه لا زال التجار الأفغان والعراقيون يرفضون التعامل مع إيران بالريال الإيراني ويصرون على الدولار.

وذكر أن مسألة إنشاء بنك إيراني مشترك مع العراق وأفغانستان والتي أثرت منذ فترة وحذف الدولار من التبادلات التجارية لم تحقق أي نتيجة إلى الآن. ففي عام 2018، بعد أن أصبح التعامل بالريال الإيراني في التجارة مع العراق وأفغانستان واجهت معظم الشركات التي قامت بأعمال تجارية عبر هذه الطريقة مشاكل مع البنك المركزي الإيراني، وتم تعليق معظم وكالات العمل الخاصة لهم نتيجة عدم التنسيق الكافي من قبل المركزي.

وأشار نائب رئيس غرفة التجارة الإيرانية السورية المشتركة إلى الأنشطة الحالية لفروع بعض البنوك الإيرانية في العراق وقال: لا يوجد لدى أي من هذه البنوك عمليات بالدولار.

وأكد زبردست أن إنشاء فرع للبنوك الإيرانية في البلدان الأخرى لا يعالج آلام التجار، موضحاً: ما يهم هو مدى تسهيل التعاملات المصرفية بعد إنشاء هذا الفرع، ونوع الخدمات التي يمكن أن يقدمها البنك المركزي السوري مثلاً لإيران في هذا الصدد.

واختتم هذا الناشط الاقتصادي قائلاً: للأسف، لا يتشاور صناع القرار الذي يعقدون المفاوضات والاجتماعات بهدف تسهيل التجارة الخارجية لإيران مع أعضاء غرف التجارة ولا يدعوهم حتى إلى الاجتماعات حتى يتمكن القطاع الخاص من دراسة التبعات الإيجابية والسلبية المترتبة على هذه القرارات التي يتم اتخاذها، علماً أن هذه الإجراءات تؤثر على الشركات الخاصة في المقام الأول.

إقرأ أكثر

هل إنشاء مناطق مشتركة بين إيران وسوريا يساهم في ازدهار حركة التجارة بين الجانبين؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 + تسعة =

زر الذهاب إلى الأعلى