تقرير: روسيا تحاول الاستحواذ على أسواق المعادن الإيرانية بعد الحظر الأجنبي عليها
تسعى روسيا للاستحواذ على مكانة إيران في الأسواق العالمية لتجاوز الحظر الأجنبي الناجم عن الحرب الأوكرانية.

ميدل ايست نيوز: تسعى روسيا للاستحواذ على مكانة إيران في الأسواق العالمية لتجاوز الحظر الأجنبي الناجم عن الحرب الأوكرانية. وتشير المعطيات إلى أن الإنتاج الإجمالي الروسي في مجال التعدين والصناعات المعدنية أخذ في التصاعد مع بدء الحرب في أوكرانيا، ويتضح أن موسكو زادت من تركيزها على الصناعات المعدنية بشكل ملحوظ مثل مواد الفولاذ الوسيطة وسبائك الألومنيوم وغيرها.
وبحسب التقرير الذي أعده الذراع البحثي للبرلمان الإيراني، والذي أوردته صحيفة دنياي اقتصاد، حول تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على قطاع التعدين في إيران، فإن إيران تمتلك العديد من القدرات الاقتصادية للاستفادة من الموارد المعدنية في الاقتصاد الوطني، ومنها يمكن الإشارة إلى عائدات الصادرات والتي بلغت 21 مليار و932 مليون دولار من منتجات هذه السلسلة خلال 2020 (ما يعادل 20% من الصادرات غير النفطية للبلاد).
وبالنظر إلى المكاسب الكبيرة للإيرادات التي حققتها سلسلة التعدين والصناعات المعدنية في البلاد، والتي يتكون أكثر من 70٪ منها من صناعات الصلب والألومنيوم، فإن أي تغيير في اتجاه التجارة العالمية يمكن أن يكون له تأثير كبير على الاقتصاد الإيراني.
وتتمتع إيران بموارد معدنية ضخمة، وبالنظر إلى دور صناعات التعدين في الاقتصاد الوطني، فإن أي تغييرات وتحولات في سوق منتجات السلاسل العالمية للصناعات التعدينية والمعدنية يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على النمو الاقتصادي والتنمية في البلاد. ولذلك فإن العقوبات المفروضة على روسيا واستراتيجياتها للتعامل مع الحظر الأجنبي يمكن أن تؤثر على تجارة المواد والصناعات المعدنية والاقتصاد الوطني الإيراني.
وساهم الحزام المعدني في جبال الألب والهيمالايا في المناطق الداخلية من إيران في استحوذها على احتياطيات معدنية هائلة. ووفقا لمكتب تعداد التعدين في إيرا لعام 2021، فإن هناك 6025 منجما قيد التشغيل في الوقت الحالي.
وبالإضافة إلى وجود المناجم، يتم أيضًا إنتاج الصناعات المعدنية مثل صناعة الصلب وكاثودات النحاس والألومنيوم في إيران ويتم تصدير جزء كبير من هذه المنتجات، بحيث تحتل إيران، وفقًا لإحصائيات عام 2021، المرتبة الخامسة والثامنة عشرة والخامسة والعشرين عالميًا في إنتاج الصلب وكاثودات النحاس والألمنيوم الخام.
وتشير إحصائيات صادرات روسيا وإيران في مجال المعادن الأساسية لعام 2021 إلى أن حصة روسيا في الصادرات العالمية من الصلب والنحاس والألمنيوم تبلغ 21 و4.2 و9.4 بالمئة على التوالي، وعليه، فقد احتلت روسيا المرتبة الأولى والرابعة والثانية عالمياً في هذه الصناعات الثلاثة في عام 2021.
أما إيران، فقد احتلت المراكز الخامس والثامن عشر والخامس والعشرين في الصلب والنحاس والألومنيوم. ولذلك فإن ظهور أجواء المنافسة في تحديد السعر وإيجاد سوق للمنتجات المعدنية بين هذين البلدين أمر لا مفر منه.
وبالنظر إلى قرب موقع إيران الجغرافي والتشابه التجاري بين إيران وروسيا في مجال التعدين والصناعات المعدنية، فإن الاستراتيجيات التي اتخذتها روسيا كان لها تأثير سلبي على تجارة الصناعات التعدينية الإيرانية، والتي يمكن تقسيمها إلى فئتين: التخفيضات وتقليل أرباح المنتجين وخسارة الأسواق التجارية.
يبدو أن روسيا ركزت على الأسواق الآسيوية بسبب العقوبات المفروضة عليها وما ترتب عليها من خسارة الأسواق التقليدية لمنتجاتها، ومن الواضح أن معدل تصدير منتجات سلسلة التعدين والصناعة المعدنية الروسية إلى آسيا قد ارتفع مقارنة بأوروبا بعد حقبة العقوبات. وأدت هذه الاستراتيجية في بعض الحالات، إلى إيجاد تحديات أمام صناعة التعدين في إيران. على سبيل المثال، يمكن الإشارة إلى تركيا باعتبارها واحدة من أسواق تصدير الألمنيوم الرئيسية لإيران.
ووفقاً لمركز الدراسات في البرلمان الإيراني، فإن اتجاه تصدير سبائك الألومنيوم الإيرانية مع تركيا كان تصاعديًا، ولكن في الربعين الأخيرين من عام 2022، ومع تزايد خطورة وجود روسيا في هذا السوق، توقف الاتجاه التصاعدي بالنسبة لإيران وزادت روسيا من حصتها.
واقترح الخبراء في ذراع البرلمان البحثي، أن تخفض إيران أو تلغي تعريفات التصدير الجمركي للمصدرين على المدى القصير وأن تطور العلاقات الدولية مع دول العالم للاستحواذ على سوق تجارية أوسع وأكثر مرونة وتحاول التفاوض مع روسيا من أجل الفصل بين أسواق البلدين.
وحث تقرير مركز الدراسات في الختام على تطوير البنى التحتية الرئيسية لخطوط السكك الحديدية في البلاد بهدف تقليل التكلفة النهائية وزيادة مرونة الشركات في الظروف الخاصة وإمكانية تقديم تخفيضات للحفاظ على المنافسة.
وقدم هذا المركز أيضاً استراتيجية أخرى يمكن تنفيذها على المدى المتوسط وهي تقليل تكلفة وحدات إنتاج منتجات صناعة التعدين.
إقرأ أكثر
برلماني إيراني: لم يسبق لأي دولة أن عرضت مصالحنا الوطنية للخطر بقدر روسيا