هجمات أنصار الله “خطيرة”.. فهل يخرج الوضع عن السيطرة؟
في تعليق على آخر عملية استهداف للسفن في البحر الأحمر وصفت وزارة الدفاع الأمريكية "أفعال الحوثيين" بـ"أنها خطيرة" و"انتهاك سافر للقانون الدولي".
ميدل ايست نيوز: في تعليق على آخر عملية استهداف للسفن في البحر الأحمر وصفت وزارة الدفاع الأمريكية “أفعال أنصار الله ” بـ”أنها خطيرة” و”انتهاك سافر للقانون الدولي”. وخبراء يقولون إن الوضع ما زال تحت السيطرة في البحر الأحمر لكن إلى متى؟
قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الميجر جنرال باتريك رايدر في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء (12/12/2023) إن “أفعال الحوثيين التي رأيناها تزعزع الاستقرار، إنها خطيرة، ومن الواضح أنها انتهاك سافر للقانون الدولي”، وذلك في إشارة إلى استهداف الميليشيات الحوثية للسفن التجارية في البحر الأحمر والتي كان آخرها الهجوم الصاروخي على ناقلة تجارية نرويجية. وأضاف “بالتالي، هذه مشكلة دولية وتتطلب حلا دوليا”.
وأكد الحوثيون اليمنيون الثلاثاء أنهم، و”انتصارًا” للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، استهدفوا بصاروخ سفينة تنقل مواد كيميائية ترفع علم النرويج في البحر الأحمر كانت متجهةً إلى إسرائيل. لكن الشركة النروجية المالكة للسفينة جي لودفيغ موينكلز ريديري أكدت أنه “لا يوجد أي صلة لملكية السفينة أو إدارتها بإسرائيل”.
وفي باريس، أعلنت وزارة الجيوش الثلاثاء أن سفينة فرنسية كانت تقوم بدورية في البحر الأحمر أسقطت الاثنين مسيّرة كانت تهدد الناقلة ستريندا ثم “تموضعت لحماية الناقلة، وحالت دون محاولة اختطاف السفينة”.
الوضع ما زال تحت السيطرة لكن إلى متى؟
ويراقب المجتمع الدولي البحر الأحمر من كثب منذ سنوات، فهذا “الطريق البحري السريع” الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي والذي تمر فيه 20 ألف سفينة تقريبا كل عام، هو منطقة جيوسياسية وتجارية رئيسية.
وتمر حوالي 40 % من التجارة الدولية عبر مضيق باب المندب الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن إفريقيا، وفق ما تفيد أرقام رسمية.
وتقول الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية كامي لونس “في الوقت الحالي، ما زلنا نستطيع السيطرة على الأمور، لكنها لحظة خطرة إلى حد ما بالنسبة إلى استقرار هذه المنطقة الاستراتيجية”.
من جهته، يقول فابيان هينز من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن “الحوثيين لديهم القدرة على إحداث أضرار كبيرة”.
إذا تمكنت السفن العسكرية التي تجوب البحر الأحمر من الرد، كما فعلت سفينتان أمريكية وفرنسية أخيرا، فإن الحال ليست كذلك بالنسبة إلى السفن التجارية. ويوضح هينز: “لا تستطيع البحرية الأمريكية مرافقة كل سفينة مدنية في البحر الأحمر”.
دور إيران
وتتّجه كل الأنظار نحو إيران التي تعد صاحبة القرار النهائي في ما يتعلق بفتح جبهات أخرى مع إسرائيل، في لبنان مع حزب الله أو في البحر الأحمر مع الحوثيين. ويقول هينز: “معدات الحوثيين هي في الغالب تكنولوجيا إيرانية لكننا لا نعرف الكثير عن مدى مشاركة طهران في صنع القرار”.
ويصرّ الخبراء على أن الحوثيين لديهم حكم ذاتي وهم “لا ينصاعون لطهران كما يفعل حزب الله اللبناني” بحسب كامي لونس.
من جهته، يشير المتخصص في شؤون اليمن في المركز الفرنسي للبحوث العلمية فرانك ميرمييه إلى أن “الحوثيين سيكونون موجودين مع إيران أو بدونها. لديهم تقارب ديني وعقائدي لكنهم مقاتلون يمنيون قبل كل شيء”. ويتابع: “لا أعلم ما إذا كان الإيرانيون يضغطون في كل مرة ينفذ فيها هجوم”.
فالحوثيون لديهم أجندتهم الخاصة. فتقديم أنفسهم في الداخل كأبطال للقضية الفلسطينية يسمح لهم بجعل الناس ينسون عدم قدرتهم على تحقيق الاستقرار في اليمن، وأيضا أن يكونوا لاعبا مؤثرا في اللعبة الإقليمية فيما تجري محادثات سلام هشة مع السعودية التي تسعى للخروج من الحرب في اليمن حيث قتل 400 ألف شخص منذ العام 2014.
ويحذر ميرمييه قائلا: “حتى الآن، نفّذ الحوثيون ضربات دون أن يثيروا ردود فعل انتقامية واسعة النطاق، لكن الأمور قد تخرج عن نطاق السيطرة”.
وحذر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي السبت عبر القناة الإسرائيلية الثانية عشرة: “إذا لم يهتم العالم بالأمر، سنتحرك لإزالة الحصار البحري”. ويذكّر ميرمييه بأن “الحوثيين خطرون ولا يمكن توقع تصرفاتهم”.
وتبنّى المتمردون الحوثيون العمليات السابقة التي شملت احتجاز سفينة تجارية وإطلاق صواريخ ومسيرات نحو أهداف بحرية، وأخرى نحو مدينة إيلات بجنوب إسرائيل.