انتخابات مجالس المحافظات العراقية: الطريق إلى الأمام في محافظة نينوى

محافظة نينوى وبتنوعها العرقي والديني والطائفي وما مرت به من مراحل صعبة بعد تحررها من داعش، تتطلع اكثـر من غيرها من المحافظات الاخرى لحسم مرحلة مهمة بالنسبة لها.

ميدل ايست نيوز: أشار تقرير لمعهد الولايات المتحدة للسلام في واشنطن الى ان محافظة نينوى وبتنوعها العرقي والديني والطائفي وما مرت به من مراحل صعبة بعد تحررها من داعش، تتطلع اكثـر من غيرها من المحافظات الاخرى لحسم مرحلة مهمة بالنسبة لها تتمثل بانتخابات مجالس المحافظات تفضي عن تغيير ايجابي، مع خشية ان تكون المجالس الجديدة تكرارا لصيغ سابقة غير مجدية لم تقدم خدمات عامة أساسية.

ويذكر المعهد الأميركي انه بينما ما تزال محافظة نينوى تتعافى من تبعات الحرب مع داعش ، فان المشهد السياسي الفريد فيها تتخلله عدة قوى فاعلة رئيسية من كتل وأحزاب ذات أديان وطوائف مختلفة من عرب سنة وشيعة واكراد ومسيحيين وايزيديين وشبك وتركمان وقسم من القوى تنضوي تحتها فصائل مسلحة ستكون جديدة على المشهد السياسي للمحافظة. ويرى عراقيون ومراقبون سياسيون أيضا ان هذه الانتخابات ستكون فرصة لتلك الجماعات من ترسيخ نفوذها في المحافظة بدعم من كتل وأحزاب سياسية معينة.

ويذكر التقرير انه مع كل هذه التحديات واللاعبين السياسيين الجدد فان التصويت على مجلس محافظة نينوى سيكون حاسما ومهما يعكس مدى ثقة الناخب المحلي بالمرشحين وهل ستمنع هذه العملية الانتخابية من تكرار ممارسات سابقة والمضي قدما نحو مسلك جديد مستند على الاستجابة للمطالب والشمولية ومبدأ المحاسبة.

وأظهرت استنتاجات أخيرة اجراها، مرصد النزاع وإعادة الاستقرار CSMF، الأميركي شملت مناطق عدة من محافظة نينوى تخللتها الحمدانية والموصل وتلعفر وسنجار ومناطق أخرى ، ما يوفر خطوط عريضة حول المشهد السياسي للمحافظة وما يرغب به اهاليها من أهداف، واذا ما تمت تلبيتها فان ذلك قد يساعد بدفع المحافظة نحو طريق أفضل تلبى فيه احتياجات مواطنيها.

عدة أحزاب وكتل تتنافس على 29 مقعدا من مقاعد مجلس محافظة نينوى، ثلاثة منها مخصصة للأقليات. وهذه الكتل والأحزاب منقسمة على نحو واسع على أساس طائفي وعرقي وحزبي بين سنة وشيعة واكراد ، حيث ان اتباع التيار الصدري ومجاميع أخرى قد قاطعت هذه الانتخابات في جميع المحافظات.

وسلطت نتائج استطلاع، مرصد النزاع وإعادة الاستقرار، الضوء على ان المرشحين لانتخابات مجلس المحافظة يواجهون شعورا من ناخبين في مناطق رئيسية من المحافظة بالامتعاض وعدم الثقة. وأشار المرصد الى ان معلومات تم جمعها خلال سبع جولات استطلاع رأي أظهرت على نحو متكرر مستوى متدني من الثقة لدى المواطنين تجاه المؤسسات الحكومية للدولة. واظهرت نتائج الجولة السابعة للمرصد جرت في آذار 2023 في الحمدانية وتلعفر وسنجار والموصل، ان غالبية سكان المناطق الثلاث الأولى يعتقدون بان مؤسسات الدولة غائبة عن مناطقهم . وان 40% من الذين استطلعت آراؤهم في المناطق الأربعة قالوا انهم يشعرون بتجاهلهم من قبل الدولة خصوصا من قبل شخصيات حكومية وكيانات سياسية. وأظهر الاستطلاع أيضا نسبة عدم ثقة عالية بالحكومة المركزية والبرلمان. وان 60% منهم قالوا انهم لا يشعرون بان الحكومة تعمل من اجل مناطقهم مقابل 80% قالوا انهم لا يشعرون بان أعضاء البرلمان يعملون من أجلهم.

ويشير المعهد الاميركي الى ان مثل هكذا مشاعر سلبية قد تمتد آثارها على العملية الانتخابية، حيث ان ما نسبته أكثر من ثلثي سكان المناطق الرئيسية من محافظة نينوى لديهم ثقة قليلة او عدم ثقة من ان هذه العملية قد تتمخض عن تغيير إيجابي. واظهرت منطقة سنجار اعلى نسبة شعور سلبي حيث أعرب 90% من اهاليها عن عدم اقتناعهم من ان الانتخابات ستؤدي لنتائج إيجابية. وبين الاستطلاع ان السبب الرئيسي لهذه المشاعر بعدم الثقة هي قلة الخدمات المقدمة لمناطق المحافظة.

ويبين المرصد الأميركي ان استنتاجاته تظهر انه هناك إجراءين رئيسيين يجب المضي بهما لأجل تحسين علاقة أبناء نينوى بمؤسسات الدولة وبالعملية السياسية بشكل عام. الإجراء الأول هو ان يركز المسؤولون بعد انتخابهم على ضمان توفير الخدمات الأساسية العامة للمواطنين على نحو فعال، حيث ان 56% من الذين استطلعت آراؤهم في الموصل وسنجار والحمدانية وتلعفر بينوا ان خدمات رئيسية، من بنى تحتية وكهرباء وطرق ورعاية صحية وتعليم، لم يتم تنفيذها في مناطقهم.

اما الاجراء الثاني فيتمثل بضرورة ان يعمل المسؤولون على التحرك نحو تعزيز جانب اللامركزية او عمل نقل الصلاحيات والمسؤوليات والموارد لمستوى المحافظة ومناطقها . وأظهر الاستطلاع دعما قويا من مناطق المحافظة جميعها لمبدأ اللامركزية. 55% من المستطلع آراؤهم قالوا إن اللامركزية قد تجعل من مؤسسات الحكومة أكثر استجابة لمطالب المواطنين.

ويشير التقرير الى انه رغم هذه التحديات فان هناك خطوات وإجراءات يجب اتخاذها من قبل جهات سياسية ومسؤولة للعمل نحو نتائج إدارة أفضل لمحافظة نينوى، ويتمثل ذلك باشراك مواطنين في عملية اتخاذ قرار وهذا من شأنه ان يزيد ثقة المواطن بالجهات المسؤولة خصوصا بين أبناء مدينة الموصل ويزيد شعورهم بان هناك من يصغي لمطالبهم وتحقيق تطلعاتهم. ومطلوب من المسؤولين أيضا ان يعملوا على تفعيل اتفاقية سنجار لعام 2020 والذي من شأنه ان يعزز الاستقرار المطلوب لهذه المنطقة والمحافظة بشكل عام.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
المدى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى