موقف روسيا بشأن الجزر الثلاث يثير السخط في إيران

تزايدت الانتقادات الإيرانية الموجهة للحكومة الروسية لموقفها الداعم للإمارات بشأن الجزر الثلاث (أبو موسى، وطنب الصغرى، والكبرى).

ميدل ايست نيوز: تزايدت الانتقادات الإيرانية الموجهة للحكومة الروسية لموقفها الداعم للإمارات بشأن الجزر الثلاث (أبو موسى، وطنب الصغرى، والكبرى) المتنازع عليها بين طهران وأبوظبي، حيث اتهمت صحيفة كيهان المقربة من الحكومة الإيرانية روسيا بـ “النفاق والخيانة والغدر” تجاه حليفتها.

وتساءل حسين شريعتمداري، ممثل المرشد الأعلى في كيهان، عن “دوافع” روسيا في توقيع هذا البيان، وكتب: أي اسم آخر يمكن أن تحمله خطوة الحكومة الروسية هذه سوى النفاق والخداع في السياسة الخارجية لهذا البلد؟

ودعا شريعتمداري الحكومة الروسية إلى “الرد على تصرفاتها الغادرة وغير القانونية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

وأضاف أن وزير الخارجية الروسي “على علم بالعديد من الوثائق التي تتحدث عن سيادة إيران المؤكدة وغير المتنازع عليها على الجزر الثلاث. ولذلك فإن تصرفات الحكومة الروسية، حتى لو كانت خطأ، تفوح منها رائحة الخيانة”.

في الوقت نفسه، زعمت صحيفة “إيران” المقربة من الرئيس الإيراني، أن فقرة من البيان الختامي لاجتماع منتدى التعاون العربي الروسي، الذي قدم بناء على اقتراح الإمارات، “كشفت مرة أخرى الاتجاه الغربي الداخلي ضد التعاون الاستراتيجي بين إيران وروسيا”.

واعتبرت هذه الصحيفة ملف الجزر الثلاث مسألة ثانوية في بيان المغرب، واصفةً التغطية الإعلامية لها بـ “التيار الإعلامي الشيطاني المناهض لإيران”، وقالت: إن هذا الموضوع دفع بعض الشخصيات السياسية، بهدف استكمال مشروع الغربيين، إلى انتقاد وتدمير مبدأ العلاقات المناهضة للعقوبات بين طهران وموسكو”.

على صعيد متصل، وصف علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية، مواقف وزارة الخارجية الروسية الدعمة للإمارات بشأن الجزر الثلاث، “بالمؤسفة” وتضر بـ”مصداقية” موسكو.

وقال: بعد الوضع المعقد دوليًا الذي تعيشه روسيا، فإن تبني وزارة الخارجية الروسية مثل هذه المواقف أمر مؤسف فهي تضر بسمعتها من أجل امتيازات رخيصة.

بدوره، أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، محمد باقر قاليياف أن البرلمان قد رد عملياً على مزاعم الإمارات حول الجزر الإيرانية الثلاث من خلال تكليف الحكومة بتطوير هذه الجزر، داعياً “روسيا كي تكون حذرة من استغلال الغرب لأخطائها”.

من ناحية أخرى، قال غلام علي صفائي بوشهري، إمام جمعة بوشهر: سيتم تحذير روسيا من السير في الطريق الخطأ على حساب كسب بعض الامتيازات.

وأفادت وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الجمعة، بأن وزير الخارجية الإيراني حسين أميرعبد اللهيان أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف أن احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها هو أحد المبادئ الأساسية في العلاقات بين الدول، وطهران لا تجامل أي طرف في مسألة احترام وحدة الأراضي والسيادة الإيرانية.

وعلى الرغم من أن خبراء سياسيين مستقلين وبعض الصحف وحتى مسؤولين سياسيين حذروا مراراً وتكراراً من علاقات إيران مع الصين وروسيا واستغلالهم الأحادي الجانب لهذه العلاقة، إلا أن سلطات الجمهورية الإسلامية وطدت علاقاتها مع هذين البلدين بقدر ما نأت بنفسها عن الغرب.

في المقابل، ذهبت روسيا لتقيم علاقات وثيقة للغاية مع الدول العربية في منطقة الخليج، وخاصة الإمارات. فبحسب الإحصاءات الروسية الرسمية فإن التبادل التجاري الروسي الإماراتي نما بنسبة 68% العام الماضي ووصل إلى 9 مليارات دولار. حيث كانت 8.5 مليار دولار من هذه التجارة مرتبطة بالصادرات الروسية إلى الإمارات، وهو ما يعادل ضعف التجارة بين إيران وروسيا.

وشدد البيان الختامي لمنتدى التعاون العربي الروسي والذي استضافه المغرب، الأربعاء، على أهمية أن تكون علاقات التعاون بين الدول العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية قائمة على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام مبدأ استقلال الدول وسيادتها، وحل الخلافات بالطرق السلمية وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها.

واستذكر وزراء خارجية روسيا والجامعة العربية البيان المشترك للحوار الاستراتيجي بين روسيا ودول مجلس التعاون الصادر في 7 يوليو 2023، والتأكيد على دعم كافة الجهود السلمية بما فيها المبادرات الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وفقاً المبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك من خلال المفاوضات الثنائية أو اللجوء المحكمة العدل الدولية إذا اتفقت الأطراف على ذلك.

وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، ردا على جزء من بيان الاجتماع السادس لمنتدى التعاون العربي الروسي بالمغرب، أن مضمون هذا البيان المتعلق بالجزر الإيرانية الثلاث لا أساس له من الصحة ومرفوض ومدان.

وأكد كنعاني في بيان رسمي: جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى هي إيرانية وواقعة في مياه إيران وتابعة لإيران إلى الأبد وهي جزء لا يتجزأ من أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأضاف كنعاني: الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تعتبر مسألة وحدة أراضيها وسيادتها على الجزر الثلاث قابلة للتفاوض وترفض أي مطالبة من أي جهة بهذا الشأن ولن تحيد عن سيادتها وحقوقها الإقليمية بأي شكل من الأشكال.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى