تقرير: أزمة الجفاف تطال إمدادات مياه الشرب في مناطق بإيران
تظهر دراسة المؤشرات الجوية والأرصاد الجوية الهامة في إيران، أن متوسط هطول الأمطار في البلاد في الربع الصيفي انخفض بنسبة 56% مقارنة بصيف العام الماضي.

ميدل ايست نيوز: تظهر دراسة المؤشرات الجوية والأرصاد الجوية الهامة في إيران، أن متوسط هطول الأمطار في البلاد في الربع الصيفي انخفض بنسبة 56% مقارنة بصيف العام الماضي وبنسبة 22% مقارنة بمتوسط هطول الأمطار في الصيف على المدى الطويل.
وقالت اعتماد في تقرير لها، إن كمية الأمطار المتساقطة ارتفعت خلال السنة المائية 2022-2023 (من بداية أكتوبر 2022 إلى نهاية سبتمبر 2023)، بنسبة 4% مقارنة بالسنة المائية السابقة وانخفضت بنسبة 14% مقارنة بالمتوسط طويل المدى.
وذكر مركز الدراسات التابع للبرلمان الإيراني أن متوسط درجة حرارة البلاد في فصل الصيف ارتفع بمقدار 1.1 درجة مئوية مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ولذلك، ووفقاً للمؤشرات الجوية الهامة في الفصل الصيفي، ساد الجفاف الشديد مناطق واسعة من المحافظات الواقعة في الهضبة الفارسية والمناطق الجنوبية من البلاد.
مؤشرات الجفاف
وتظهر دراسة مؤشرات الجفاف أن أكثر كميات الأمطار خلال هذه الفترة كانت من محافظات جيلان وأردبيل وخراسان الشمالية وخوزستان.
وفي فترة الـ 12 شهراً المنتهية في سبتمبر 2023، ساد جفاف شديد إلى معتدل في معظم دول المنطقة، بحيث أصبح شرق تركيا وغرب أفغانستان ومعظم مناطق إيران تعاني من موجات جفاف وندرة في المياه.
طالبان وأزمة الجفاف
تسببت عوامل الجفاف في الدول المجاورة لإيران، بما فيها أفغانستان، إلى جانب بعض الإجراءات التي اتخذتها مؤسسات هذه الدولة على نهر هلمند، إلى انخفاض كبير في إنتاجية هذا النهر، ونظرًا لاعتماد الموارد المائية للمحافظات الشرقية، وخاصة سيستان وبلوشستان، على المياه الواردة من هذا النهر، فقد واجهت إمدادات المياه لهذه المناطق تحديات خطيرة. وبالإضافة إلى المشاكل المتعلقة بمياه الشرب، فإن عدم توفير الحقوق البيئية تسبب في خلق بؤر ترابية وعواصف غبار كثيفة في هذه المناطق.
كما أن انخفاض هطول الأمطار وشيوع ظروف الجفاف في الدول المجاورة الأخرى (العراق) أدى أيضاً إلى انخفاض مدخلات المستنقعات فضلاً عن وضعية نهر “أروند” غير المواتية. ومع نشوء مراكز للغبار وسيطرتها على أجواء البلاد، باتت المحافظات الواقعة في المناطق الغربية بل في بعض الأوقات أجزاء كبيرة من البلاد عرضة للأزمات والمشكلات البيئية.
سدود إيران في أزمة
وفيما يتعلق بحالة سدود البلاد، فإن أكبر فارق في نسبة التخزين مقارنة بالعام الماضي حتى نهاية سبتمبر يتعلق بسد “زاينده رود” في محافظة أصفهان، الذي يبلغ مخزونه من المياه 441 مليون متر مكعب، بزيادة 154% عن العام السابق. وعلى الرغم من الفارق الكبير عن العام الماضي، إلا أن 36% فقط من خزان هذا السد امتلأ بحلول نهاية سبتمبر.
وفي محافظة سيستان وبلوشستان، انخفض مستوى آبار ما تسمى بـ “نيمه” بنسبة 68% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي مع مستوى امتلاء بنسبة 4% وهي وفقاً للخبراء تعاني من حالة حرجة للغاية في الوقت الحالي.
معضلات إمدادت مياه الشرب
وتبين التحقيقات الإحصائية المتعلقة بدائرة الأرصاد الجوية أن كمية الهطول المطري في إيران خلال فصل الصيف انخفضت بنسبة 22% مقارنة بالمعدل الطويل الأمد لنفس الفترة، الأمر الذي أدى إلى خلق ظروف صعبة من حيث إمدادات مياه الشرب في البلاد، لا سيما مع ارتفاع متوسط درجة حرارة الهواء في البلاد بمقدار 1.1 درجة مئوية.
وبالتوجه إلى شرق إيران، تعرضت آبار “نيمه” في سيستان وبلوشستان إلى انخفاض شديد في احتياطيات المياه، والتي تعد المصدر الرئيسي لإمدادات مياه الشرب لمنطقة سيستان وجزء كبير من مدينة زاهدان وتعتمد بشكل كامل على مصادر المياه الواردة من أفغانستان. وقد سببت العديد من المشاكل في إمدادات مياه الشرب في هذه المناطق، وخاصة في فصل الصيف.
وبسبب الانخفاض الحاد في مستوى المياه في هذه الآبار في سيستان، فمن المتوقع استمرار أزمة إمدادات مياه الشرب في منطقة سيستان وإلى حد ما في مدينة زاهدان في النصف الثاني من العام الإيراني الجاري.
وفي فصل الصيف، أدى انخفاض هطول الأمطار في مستجمعات المياه العابرة للحدود والمشتركة الواقعة في شرق وغرب البلاد وارتفاع درجات الحرارة إلى تعرض هذه المناطق لموجات حادة من الجفاف. ومع الأسف، فإن عدم وجود خريطة واضحة وشاملة في مجال إدارة موارد المياه الحدودية الداخلة والخارجة من البلاد قد أدى إلى زيادة التحديات، وفي بعض الحالات، تسبب عدم التنسيق والتناقض في الإجراءات في إهدار الأموال الوطنية.
إقرأ أكثر
إيران.. إخلاء 40 قرية بسبب الجفاف وارتفاع الهجرة إلى المناطق الشمالية