من الصحافة الإيرانية: ماذا وراء اغتيال “رضي موسوي” العقل الإيراني المدبر في سوريا؟

تصدر نبأ اغتيال رضي موسوي معظم وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية، فهو أكبر قيادي إيراني يقتل في سوريا منذ 7 أكتوبر الماضي.

ميدل ايست نيوز: تصدر نبأ اغتيال رضي موسوي معظم وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية، فهو أكبر قيادي إيراني يقتل في سوريا منذ 7 أكتوبر الماضي، وكان رضي أقدم استشاري عسكري إيراني في سوريا.

وانتشر خبر اغتيال القيادي الإيراني مساء الاثنين 25 ديسمبر، وتباعا جاءت أنباء باستهداف مواقع لكتائب حزب الله في العراق من قبل الأمريكيين، وهو هجوم وفقا لتقارير يعد الأكبر من نوعه على القوات الحليفة لإيران في العراق بعد أحداث 7 أكتوبر، والذي جاء رداً على الهجوم على القاعدة الأمريكية في أربيل بالعراق. وهنا يبدو أن هذه الهجمات هي مقدمة لتكثيف العمليات الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة.

وذهبت بعض التحليلات لهذه الأحداث أن إسرائيل تسعى عبر هجومها على دمشق واغتيال أحد أبرز قادتها إلى تحريض إيران للرد على هذا الهجوم وتوسيع دائرة الحرب، لكن المعطيات تشير عكس ذلك تماماً، فإسرائيل ليست في وضع يسمح لها بالجري وراء هذا الهدف.

لكن، ما الهدف الآخر الأقرب إلى الواقع الذي تسعى خلفه إسرائيل من هجومها الأخير؟ يرى مراقبون أنه بعد الفشل الإسرائيلي في تحقيق أهدافها المعلنة في غزة (تحرير الأسرى والقضاء على حماس) تزايدت الانتقادات لتل أبيب إلى حد كبير، وهو ما دفعها للبحث عن إنجازات لترضي بها الرأي العام.

ويكاد معظم كبار المسؤولين الإسرائيليين السابقين يتحدثون في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن فشل هذا النظام في تحقيق أهدافه في غزة بعد أكثر من شهرين على القتال. لذا، يمكن لاغتيال قيادي إيراني كبير أن يشغل وسائل الإعلام الإسرائيلية والرأي العام عن أحداث غزة.

وبالنظر إلى هجمات ليلة الاثنين، يمكن القول إن ما تسعى إليه إسرائيل والولايات المتحدة بشكل مشترك هو متابعة اللعب في منطقة معينة، باستثناء لبنان فهي مخاطرة بالنسبة لهم، والتوجه إلى المنطقة الرمادية في سوريا.

وقال علي رضا مجيدي، الباحث في قضايا منطقة غرب آسيا، لصحيفة “دنياي اقتصاد” عن خلفية المستشار العسكري “سيد رضي موسوي”:  موسوي هو خليفة قاسم سليماني في سوريا، ولا أعرف أحداً يعرف سوريا ولا يعرف سيد رضي. يعيش سيد رضي في هذا البلد منذ عام 1987 وكان أقدم شخصية إيرانية في دمشق.

وواصل مجيدي الحديث حول دخول إيران الجاد إلى سوريا، وقال: دخلنا إلى سوريا في ربيع عام 2012، عندما تم إرسال الشهيد الحاج حسين همداني إلى سوريا. لكن وجود سيد رضي مرتبط بقبل هذا التاريخ، وهو مؤسس لقوات البسيج في سوريا.

وأشار هذا الباحث إلى الهدف الإسرائيلي من عملية الاغتيال هذه، فقال: تؤمن إسرائيل بالهجمات الاستباقية، لأنها تعتقد أن هذه العمليات ستظهر إرادتها الحاسمة لدمشق لإنذرها من تبعات الدخول في أزمة معها. تزعم إسرائيل في ظل هذه الأوضاع أن دمشق وقعت بين السيء والأسوأ، أي بين الهجمات الإسرائيلية وتوريط سوريا في حرب جديدة.

وأوضح الباحث في قضايا غرب آسيا أن سوريا منخرطة في صراع في القسم الشرقي من البلاد، وقال: ما يقلق إسرائيل هو أن هذه الهجمات سوف تتجاوز الشرق وتمتد إلى الجولان. فقد شهدنا عدة عمليات تبادل لإطلاق النار في الجولان حتى اليوم. وإسرائيل رأت أن عملية الاغتيال هذه ستشل أي حركة مستقبلية لدمشق.

وتحدث هذا الخبير عن خطورة الهجوم الأمريكي على كتائب حزب الله العراقية، واصفا هذا الهجوم بالخطير للغاية: تجدر الإشارة إلى أنه منذ 7 أكتوبر الماضي وحتى اليوم لم تنفذ الولايات المتحدة سوى أربع هجمات ضد المقاومة العراقية، لكن عدد عمليات المقاومة تجاوز الـ 100.

وحول موعد انتهاء التوترات بين الولايات المتحدة وقوات المقاومة في العراق، قال مجيدي: طالما أن الولايات المتحدة لا تمتلك القدرة على ردع الهجمات من كافة أنحاء العراق وتكتفي بمهاجمة هذه القوات على أساس كل حالة على حدة، فإن المقاومة ابنة المنطقة سيكون لها اليد العليا وستعاني أميركا وتتكبد الكثير من الخسائر إثر ذلك.

وأكد أن هذه التصرفات الأمريكية تهدف إلى الحفاظ على مستوى الردع. وتابع: لكننا نرى أنه رداً على هجوم أميركي، تنفذ المقاومة عشرات العمليات. وفي الواقع، فإن مثل هذه العمليات لا تؤدي إلا إلى تفاقم الأجواء المعادية لأمريكا في هذه المنطقة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 − 10 =

زر الذهاب إلى الأعلى