إيران.. تحذير من ارتفاع كبير في إجراء عمليات التجميل للحيوانات الأليفة
يتزايد عدد الأشخاص في إيران الذين يضعون حيواناتهم الأليفة رهن أيدي جراحي التجميل.
ميدل ايست نيوز: يتزايد عدد الأشخاص في إيران الذين يضعون حيواناتهم الأليفة رهن أيدي جراحي التجميل. لكن بعد أن يقطع هؤلاء شوطا طويلا في اختيار حيوانهم المفضل من دول الخارج، يدركون أن مظهر الحيوان لا يناسب ذوقهم فيتلاعبون به لجعله وفق تعبيرهم أكثر جمالاً.
تجميل الأنف، تكبير العينين، تنعيم وشد الجلد، إزالة الدهون، شحذ الآذان المتدلية، حقن الجل والبوتوكس، الوشم، وحتى استئصال الحنجرة والتلاعب بالحبال الصوتية، هي من بين الإجراءات التي يتخذها بعض مقتني الحيوانات الأليفة لتجميل مظهرهم، والتي تصل تكلفتها في بعض الأحيان إلى 20 مليون تومان.
على سبيل المثال، يرغب مقتني حيوان ما أن تكون أذنبي كلبه مستوية بعض الشيء، فيقوم بشحذها عن طريق إجراء عملية جراحية ووضع زنبرك في أذن الحيوان، علماً أن هذا الأمر يسبب خللاً في لغة جسد الحيوان، وذلك لأن كل حركة للأذن هي علامة، وعندما يتم تثبيت أذن الحيوان بهذه القطعة المعدنية فإنها تفقد كفاءتها في التواصل مع المحيط.
ما هي المشاكل التي تسببها عمليات التجميل للحيوانات؟
يقول الطبيب البيطري، محمد حامديان، في حديث لصحيفة همشهري الإيرانية: إن قطع أو تغيير شكل آذان الحيوانات كالكلاب والقطط يسبب مشاكل كبيرة في نفسية ومزاج الحيوان. فقطع أذن الحيوان يؤدي إلى تدمير جزء من قناة الأذن الخارجية، مما قد يؤدي إلى أضرار جسيمة في سمع الحيوان بالإضافة إلى تضعيف جهاز المناعة.
وأضاف: يؤدي قطع ذيل الكلب، وهي من أكثر العمليات الجراحية طلبا في السوق، إلى إحداث خلل في التعبير عن مشاعر لدى هذا الحيوان. تعبر الكلاب عن كل مشاعرها عن طريق هز ذيولها، وقطع ذيل الحيوان سيؤذيه بشكل خطير.
وأكد هذا الطبيب أن استئطال الحنجرة، والتي يلجأ إليها أحياناً مقتنو الحيوانات الأليفة لتقليل صوت نباح الكلاب الموجودة في الشقق أو لجعل صوتها أجمل، هي أكبر ظلم بحق هذه الحيوانات. فالعديد من المشاكل التي تؤدي إلى ازدياد ضجيج الكلاب في الشقق والمنازل يكون سببها الجهل بمبادئ تدريب الحيوانات، ويمكن للمدرب والأخصائي السلوكي حل هذه المشكلة بسهولة.
عمليات التجميل لتغيير شكل الكلاب والقطط
يقول الناشط في مجال حقوق الحيوان عبد الرضا باقري: لا حرج في إجراء جراحة للحيوان إذا كان الهدف منها مساعدة وحماية الحيوان وإنقاذ حياته، أما إذا كان لها جانب تجميلي فهي مثال على إساءة معاملة الحيوان. طبعا قديما كان الرعاة يقطعون آذان وذيول كلاب القطيع لكي لا تصاب بأذى عندما تواجه الذئاب، لأن الذيل والآذان هما أول عضوان يتضرران في مثل هذه الحالة، وهو ما يدفع الراعي للإقدام على هذه الخطوة بهدف رعاية أغنامه، وهو أمر لا علاقة له بالتجميل إطلاقاً.
يستطرد هذا الناشط: لم يعد هدف عمليات التجميل اليوم والتي تجرى بطرق مشوهة تماما إنقاذ حياة الحيوان، بل تغيير مظهره إلى الشكل الذي يريده الإنسان.
وشدد على أهمية توجه القضاة في إيران لدراسة تخصص حقوق الحيوان أو الخضوع لدورات تعليمية لإصدار أحكام دقيقة تكون رادعا لمرتكبي الجرائم بحق البيئة والحيوانات.
وذكر: يلعب التعليم دوراً مهماً في فهم حقوق الحيوان ونحن نواجه مشكلتين في هذا المجال، أولا أننا لا نمتلك نظام تعليم يعنى بطرق التعامل مع الحيوان، والأخرى هي إن وجد فهو غير كافي.