مسؤول إيراني يحذر من خسارة مرحلة واحدة سنوياً من حقل مشترک مع قطر بسبب نقص الاستثمار
قال رئيس اتحاد جمعيات الطاقة العلمية الإيرانية إن القطاع المنزلي سيستولي على 70% من إنتاج إيران من الغاز في حال اشتدت برودة الطقس في السنوات المقبلة.
ميدل ايست نيوز: تصبح أزمات الطاقة قريبة منا أكثر مع مرور الوقت، ففي ساحة النفط، تتفاقم مشاكل نقص الاستثمار وانخفاض الإنتاج على مختلف المستويات في إيران، أما الغاز، فقد أدى العجز المتتالي والزيادة المفرطة في الطلب إلى انخفاض الإنتاج، الأمر الذي سيخلق بالتدريج أزمات أعمق في مجال الطاقة.
يقول هاشم أورعي، رئيس اتحاد جمعيات الطاقة العلمية الإيرانية لصحيفة انتخاب، في إشارة إلى أن القطاع المنزلي يستهلك 60% من الإنتاج الغازي في البلاد: أعلنت شركة الغاز أن الطلب هذا العام سيكون أعلى بنسبة 28% عن العام الماضي. هذه الإحصائية ليست مفاجئة على الإطلاق، لأننا توقعناها تماماً مسبقاً وسيزداد الأمر سوءاً في العام المقبل.
وأضاف: نحن نواجه نموًا حادًا في الطلب وانخفاضًا في الإنتاج. وفي أحسن الأحوال، يمكننا أن نحافظ على ثبات الإنتاج. ونظراً لقلة الاستثمار في الإنتاج، لا يمكننا الحفاظ على الإنتاج عند نفس المستوى مع مرور الوقت.
وذكر رئيس اتحاد جمعيات الطاقة العلمية أن إنتاج إيران من الغاز يبلغ 850 مليون متر مكعب يوميا، غير أنه قال إن القطاع المنزلي سيستولي على 70% من الإنتاج في حال اشتدت برودة الطقس، لأن الأولوية في هذه الظروف تبقى للقطاع المنزلي وليس إلى القطاع الصناعي ومحطات توليد الكهرباء.
وواصل: عندما لا نقوم بتزويد محطة توليد الكهرباء بالغاز، يضطرون إلى استخدام زيت الوقود والذي ينتج عنه تلوث في الهواء. وعندما لا نقوم بتوفير الغاز في القطاع الصناعي، فإن ذلك يعني تأثيراً سلبياً على الاقتصاد الوطني والناتج المحلي الإجمالي. لذلك، عندما نقوم بتوريد كميات أقل من الغاز، فإننا انقطاع الغاز ينتقل عمليا إلى القطاع الإنتاجي في الاقتصاد، وهي مشكلة كبيرة.
واستطرد: إن العجز في إيران يتزايد، وهو ليس قضية هذا العام فقط، بل ونتوقع أيضاً أن سيصاحبنا مزيد من العجز في السنوات القادمة.
ومضى أورعي يتحدث عن انخفاض الإنتاج في حقل بارس الجنوبي المشترك مع قطر: معظم آبارنا في بارس الجنوبي، والتي توفر 70٪ من الغاز في البلاد، لا تزال في النصف الثاني من عمرها. إذا لم يتم الاستثمار اللازم هناك، فسنخسر 10% من الإنتاج كل عام. وابتداء من عام 2025 وما بعد إذا لم نتمكن من إحداث استثمار كاف فسنخسر مرحلة واحدة من بارس الجنوبي، ما يعني ازدياد المخاطر المحدقة بهذا الحقل.
وقال: قبل أن أقلق على القطاع المنزلي، فأنا قلق على محطات توليد الكهرباء والشركات الصناعية، التي ستخلق العديد من العواقب الخطيرة على الاقتصاد في حال تخلفها وسيصبح الأمر أكثر صعوبة يوما ورا يوم.
وحول الافتقار إلى التكنولوجيا اللازمة في صناعة الغاز، أوضح هذا المسؤول: إن مشكلتنا في زيادة الإنتاج لا تكمن في رأس المال فحسب، بل في التكنولوجيا أيضا. ونظراً لظروف البلاد على الساحة الدولية، لا نستطيع أن نوفر أياً من هذين الأمرين.
وتابع: تقول الحكومة إننا بحاجة إلى 80 مليار دولار من الاستثمارات، لكن ما تم استثمارها لا يتجاوز الـ 3 مليارات. عندما تعيش البلاد في هذه الحالة وتتقرب بشكل مفرط من روسيا والصين، فلن تكون لديها القدرة على توفير رأس المال أو القدرة التقنية.
إقرأ أكثر
هل تدشين المرحلة 11 من بارس الجنوبي يمكن أن ينقذ إيران من عجز الغاز؟