دبلوماسي إيراني كبير يكشف كواليس دور الفريق “قاسم سليماني” في الملفات الإقليمية

تحدث النائب السياسي السابق لوزير الخارجية الإيراني، في ذكرى اغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني، حول دور هذا الجنرال في سياسات إيران الإقليمية.

اقرأ في هذا المقال
  • أحد أشهر المسؤولين الأمنيين الإقليميين الذين كانوا على تواصل مع قاسم سليماني، وهو هاكان فيدان، الذي كان رئيسا لجهاز الاستخبارات التركية.
  • كانت هناك علاقة وثيقة بين وزارة الخارجية وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وكان الشهيد سليماني وظريف يعقدان اجتماعات أسبوعية.
  • أزعج الانقسام بين المجموعات العراقية المختلفة الحاج قاسم كثيرًا. الشيعة مثلا والأكراد والسنة وحتى داخل الشيعة.
  • خلال الاجتماع الذي عقده أعضاء المجلس الأعلى للأمن القومي مع المرشد الأعلى، رأوا أنه لا يجب للعواطف والانفعال أن تحكم الموقف.

ميدل ايست نيوز: تحدث عباس عراقجي، كبير المفاوضيين الإيرانيين السابق في المفاوضات النووية والنائب السياسي السابق لوزير الخارجية الإيراني، في مقابلة مع مجلة “خراسان” في ذكرى اغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني، حول دور هذا الجنرال في سياسات إيران الإقليمية.

ووفقا لعراقجي، کان لدى قاسم سليماني استيعاب عال جدا للقضايا الدولية والإقليمية وفهم عميق لأهمية الدبلوماسية في العلاقات. لذلك إلى جانب عمله الرئيسي في فيلق القدس، كان ينشط أيضاً في العمل الدبلوماسي والقيام بالمفاوضات بشكل غير رسمي، وكان حاضراً بجانب وزارة الخارجية عندما كانت المفاوضات رسمية.

يضيف: خلال السنوات الثماني من تولي محمد جواد ظريف منصب وزير الخارجية، كانت هناك علاقة وثيقة بين وزارة الخارجية وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وكان سليماني وظريف يعقدان اجتماعات أسبوعية، ما لم يكن أحدهما مسافرًا. تلك الاجتماعات كانت عبارة عن فطور عمل، في الساعة السادسة صباحا، والتي يتم فيها استعراض وتنسيق كافة القضايا اليومية، وتحديد أدوار وزارة الخارجية وفيلق القدس.

وواصل كبير المفاوضيين الإيرانيين السابق في المفاوضات النووية أنه نظراً لتفهم سليماني أهمية الدبلوماسية، قام بالخوض في الدبلوماسية بشكل رسمي وسري، واجتمع مع العديد من قادة المنطقة، وأجرى تبادلات متكررة مع العديد من العسكريين أو المسؤولين الأمنيين في المنطقة.

وأشار عراقجي إلى أحد أشهر المسؤولين الأمنيين الإقليميين الذين كانوا على تواصل مع قاسم سليماني، وهو هاكان فيدان، الذي كان رئيسا لجهاز الاستخبارات التركية، وقال إنه كان على تواصل ولقاءات مستمرة مع سليماني: لقد كان لدينا خلاف جاد مع تركيا بشأن سوريا، لكن الدبلوماسية العلنية والخفية كانت تجري بالتزامن مع تركيا.

عباس عراقجي

وتحدث عراقجي عن دور سليماني في إرساء الأساس وتطوير علاقات جديدة بين إيران والعراق، وقال إنه عمل بجد من أجل العراق: كان أحد الجوانب هو صعوبة قتال داعش، وهي فترة خطيرة للغاية، ومن ناحية أخرى، أزعج الانقسام بين المجموعات العراقية المختلفة الحاج قاسم كثيرًا. الشيعة مثلا والأكراد والسنة وحتى داخل الشيعة. لقد كانت مهمة تنسيق هذه الأمور صعبة للغاية، ولهذا السبب كان من الصعب جدًا العمل في العراق، لكنني أعتقد أن العراق قد سلك طريقًا جيدًا خطوة بخطوة وهو الآن في وضع مستقر. التقى بجميع الجماعات السياسية والدينية، بما في ذلك السنية والشيعية والكردية، لساعات وأحبوه. حل خلافاتهم ووحد أهدافهم. وذات الأمر في أفغانستان وسوريا. وكان الحاج قاسم يذهب بشكل منتظم وشخصي إلى هذه الميادين وبالطبع ازدادت المخاطر عليه تباعا.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني السابق أيضًا إلى الساعات الأولى لاغتيال الفريق سليماني، فقال: أعتقد أن الساعة كانت حوالي الثالثة صباحًا عندما اتصل بي السيد طباطبائي، نائب السفير الإيراني في بغداد، وقال إن شيئًا من هذا القبيل قد حدث، سألته هل أنت متأكد، فقال نعم. لقد كنت في حالة صدمة لبضع دقائق، لم أعلم ماذا أفعل. أبلغت ظريف فبُهت هو أيضا. وكان هناك اجتماع للمجلس الأعلى للأمن القومي في الساعة العاشرة صباحا حينها، وتناقشنا حول ماذا ستكون ردة فعلنا حول هذا الأمر، أو بالأحرى كانت القضية الرئيسية كيف ينبغي لنا أن نرد. لم يكن هناك شك في ضرورة الرد.

وواصل: كان السؤال كيف ومتى سنقوم بالرد. وجرى الحديث في وزارة الخارجية بعد التسرع في الرد، أي لا ينبغي أن نرد في نفس اليوم، وعلينا رصد وقياس الأجواء الدولية والإقليمية لكي نحدث أكبر ضرر، وعدم التصرف من منطلق الانفعال والتسرع.

وأردف: خلال الاجتماع الذي عقده أعضاء المجلس الأعلى للأمن القومي مع المرشد الأعلى، رأوا أنه لا يجب للعواطف والانفعال أن تحكم الموقف.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى